الداخلية.. نموذج متكامل في التنمية المستدامة يجمع بين الإنسان والمكان

نزوى في 8 نوفمبر /العُمانية/ تمضي محافظة الداخلية بخطى واثقة نحو ترسيخ موقعها في مسار التنمية الشاملة التي تشهدها سلطنة عُمان، من خلال رؤية متكاملة تجمع بين التخطيط المؤسسي والتنفيذ الميداني، وتعتمد على شراكة تكاملية بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المحلي.
ويجسّد توجه المحافظة ترجمة عملية لمستهدفات رؤية “عُمان 2040” في بناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة، بما يحقق جودة الحياة للمواطنين في مختلف ولايات المحافظة.
واعتمدت المحافظة في مسيرتها التنموية سياسات متوازنة تُعنى بالإنسان وتضعه في قلب العملية التنموية، عبر مشروعات تعزز البنية الأساسية وتحافظ على الهوية الثقافية، وتستثمر المقومات الطبيعية ضمن إطار مؤسسي يعكس الطموح الوطني والخصوصية المحلية.

وخلال العام الجاري 2025، دشّنت المحافظة الاستراتيجية التنموية (2026 – 2030) التي تمثل الإطار التنفيذي لتوجهاتها المستقبلية، مركّزة على محاور البنية الأساسية الذكية، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والاستدامة البيئية، والمحتوى المحلي، والتحول الرقمي والحوكمة، بهدف تعظيم الأثر التنموي ورفع كفاءة الإنفاق وتوسيع مشاركة القطاع الخاص.

وقال سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن المحافظة تمضي نحو تنمية متكاملة تسهم في تحسين جودة الحياة، من خلال مشروعات ذات عائد مباشر على الاقتصاد والمجتمع، مشيرًا إلى التحول النوعي في إدارة المشروعات عبر منظومة الحوكمة ومتابعة الأداء المؤسسي.
وأضاف سعادته أن المحافظة أصبحت اليوم نموذجًا للتنمية المتوازنة والشراكة الفاعلة، مؤكّدًا أن الاستراتيجية الجديدة “آفاق” تشكّل خارطة طريق لتحديد أولويات التنمية والاستثمار، وتستند إلى مبدأ العدالة في توزيع الموارد بين الولايات.

وأشار إلى أن إجمالي المشروعات بالمحافظة حتى نهاية أكتوبر 2025 بلغ 137 مشروعًا بتكلفة تُقدّر بنحو 79.4 مليون ريال عُماني، منها 50 مشروعًا قيد التنفيذ بتكلفة 42.3 مليون ريال، و79 مشروعًا تم استلامها بتكلفة 24.7 مليون ريال. وبلغت نسبة إنجاز مشروعات برنامج تنمية المحافظات أكثر من 82 بالمائة.

وفي إطار دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ارتفعت نسبة الإسناد لهذه المؤسسات إلى 51.7 بالمائة بقيمة تجاوزت 6 ملايين ريال، محققة 90 بالمائة من مؤشرات المحتوى المحلي لعام 2025. كما شهد القطاع الصناعي نموًا بنسبة 6.3 بالمائة مع إصدار 23,137 ترخيصًا، إلى جانب تسريع أكثر من 1,200 معاملة تجارية وصناعية وجمركية.

وفي قطاع البنية الأساسية، تعمل المحافظة بالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على تنفيذ مشروعات استراتيجية أبرزها ازدواجية طريق إزكي – نزوى بتكلفة 47 مليون ريال، ومشروع طريق جبل شمس، وطريق عقبة عافري، ومشروع ازدواجية طريق مرفع دارس – جبرين، إلى جانب مشروعات طرق داخلية تعزز الربط بين الولايات وتدعم الحركة السياحية والتجارية.

أما في القطاع الصحي، فيتواصل العمل في مشروع مستشفى سمائل الجديد بطاقة 170 سريرًا وبتكلفة تتجاوز 45 مليون ريال، إلى جانب توسعة مركز صومرة الصحي وإنشاء مركز جديد ببهلا ووحدة لغسيل الكلى في أدم.

وفي القطاع التعليمي، تم إنشاء 7 مدارس جديدة وتنفيذ 33 مرفقًا تعليميًّا في ولايات المحافظة، كما أطلقت وزارة التربية والتعليم تخصص “السفر والسياحة” كأول تخصص من نوعه في التعليم العام، إلى جانب برامج لرعاية الطلبة الموهوبين ونشر ثقافة الابتكار من خلال القوافل العلمية والمختبرات الصيفية.

وتولي المحافظة اهتمامًا خاصًّا بالتراث والسياحة ضمن مفهوم الاقتصاد البنفسجي، حيث يجري تنفيذ مشروعات لترميم الحارات والقلاع والأسواق القديمة، مثل سور العقر وسوق بهلا ومدخل جبرين، وبلغ عدد زوار القلاع والحصون 302 ألف زائر خلال النصف الأول من 2025.

وفي قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تجاوز عدد المؤسسات المسجلة 16 ألف مؤسسة بنسبة نمو 6 بالمائة، مع زيادة السجلات التجارية النشطة بنسبة 109 بالمائة، ما يعكس تنامي روح المبادرة وريادة الأعمال بين أبناء المحافظة.
وفي المجال العمراني، تنفذ المحافظة مشروعات نوعية مثل مدينة نزوى المستقبلية، ومشروع ميدان الداخلية، وحي الزين فورت ببدبد الذي يضم 639 وحدة سكنية بتكلفة 30 مليون ريال، إلى جانب تنفيذ 35 متنزهًا وحديقة على مساحة 1.35 مليون متر مربع.

كما يجري تنفيذ مشروعات استراتيجية في قطاع المياه والزراعة، منها مشروع نقل المياه من الخوض إلى الداخلية بتكلفة 128 مليون ريال، وشبكات توزيع المياه بالحمراء ومنح، ومشروعات زراعية واستثمارية بقيمة 30 مليون ريال أسهمت في نمو الأنشطة الزراعية بنسبة 9 بالمائة.
وفي محور الشباب والثقافة، أطلقت المحافظة برامج نوعية مثل “Future Pioneers” و”Our Safe Home” ومراكز تطوير الرياضيين الطلاب، مع تطوير البنية الرياضية لتمكين الشباب في بيئة آمنة ومحفزة.
أما في الجانب الاجتماعي، فقد بلغ عدد المستفيدين من نظام الحماية الاجتماعية 205,265 مستفيدًا، ومن برامج دعم الفرق الأهلية 46,446 مستفيدًا، فيما حققت المحافظة أداءً متقدمًا في مؤشر العمل التطوعي على مستوى السلطنة.
وأكد سعادة المحافظ في ختام تصريحه أن محافظة الداخلية ماضية في تعزيز نموذج التنمية المتكاملة القائم على الشراكة والتكامل بين مختلف القطاعات، تنفيذًا للرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظه الله ورعاه/، لتكون المحافظات ركيزة فاعلة في مسيرة التنمية المستدامة لعُمان.





