كرم جلالتكم فياض والمواطن يستحق..!

لا شك أن القيادة الحكيمة تعمل ليل نهار لإسعاد المواطن وتأمين الوطن، فمنذ توليه مقاليد الحكم وجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم يسعى لتحسين الأوضاع المالية وتقليل المصروفات لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والمالي للمواطن. واليوم حيث عيد الفطر المبارك على الأبواب فإن المواطن يأمل في الاستماع الى توجيهات سامية بتعديل وضع المتقاعدين الذين أحيلوا للتقاعد المبكر، خاصة الذين لم ينالوا حقهم من الترقيات لمدة عشر سنوات وأكثر.!
تحديات صعبة يواجهها المتقاعد وكذلك الباحث عن عمل ، والموظف الذي عين براتب لا يتجاوز 500 ريال عماني ، وأصحاب الدخل المحدود ، وأسر الضمان الاجتماعي ، تحديات غير مسبوقة يعيشها المواطن بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار. فكرم جلالته فياض، والمواطن يستحق نظرا لما قدمه من تضحيات منذ بدايات النهضة.
نثق في قيادتنا الحكيمة ونظرتها للأوضاع الاجتماعية والمالية ، فجلالته أعزه الله أدار أزمة الديون بمنتهى الوعي والحكمة من خلال العديد من التوجيهات السامية التي بفضلها يتم العمل على إعادة الوضع المالي للسلطنة لمكانته وثقة السوق العالمي به من خلال الحفاظ على التوازن بين المصروفات والعائدات.
لذا مع تحسن الأوضاع المالية نوعا ما ، فعلى على الحكومة التفكير في هذه الفئة من المواطنين الذين أحيلوا للتقاعد المبكر، ويعانون من ضائقة مالية وأوضاع اجتماعية لأسباب عدة، من خلال دراسة مبسّطة لتسكينهم في درجاتهم الحقيقية التي كانوا يستحقونها قبل التقاعد من خلال سنوات الخبرة وشهاداتهم العلمية!
وبما أن التوظيف يسير بخطى مدروسة ، فان المتقاعدين يحتاجون أيضا لتصحيح أوضاعهم الصعبة للإنفاق على أسرهم ، من خلال إعطاء كل مستحق درجتين بدلا من ثلاث درجات كانت مستحقة مثلا ، ودرجة بدلا من درجتين وهكذا، فلا يعقل أبدا أن موظفا تعيّن عام 88 يتقاعد في الدرجة السادسة وموظف تعين عام 2000 حاليا في الدرجة الخامسة..!
فالتصنيف والتثبيت والتسكين ، هي عدالة اجتماعية قانونية مستحقة ، وجلالة السلطان المعظم يدعو دوما إلى تطبيق القانون والمساواة ، ولكي تكتمل المظلة الاجتماعية مع توحيد صناديق التقاعد وإعلان هياكلها ، فإن المواطن يتطلع لإعادة النظر في التقاعد وتحسين أوضاعه ليعم الخير والأمان والاستقرار كافة الأسر العمانية.
نعم كانت هناك أزمة مالية ، وصبر المواطن ، رغم استحقاق الترقية التي مرت عليها سنوات وسنوات ،علما بأن الحقوق محفوظة كحق مكتسب حسب القانون ، ولكن ظروف المعيشة تتطلب دراسة كل المقترحات والأفكار ، بحيث يكون للمتقاعد أيضا ميزات وتسهيلات في النقل والكهرباء والماء والشراء والبترول والصحة والعلاج وهكذا، فالأوضاع تغيرت وتتغير بارتفاع الأسعار دون هواده.
فالامن المالي الذي حققته الحكومة من خلال التوازن المالي وعائد النفط والغاز والتعدين والمنتجات الزراعية البسيطة والأسماك ودخل الكهرباء والماء والوقود والضرائب وغيرها ، يتطلب بالتوازي معه أمنا اجتماعيا ونفسيا للمواطن وهذا ما نأمل أن يتحقق في القريب العاجل.
فمصلحة المواطن وتوفير الحياة الكريمة له في كل المجالات هي الشغل الشاغل لعاهل البلاد المفدى منذ توليه مقاليد الحكم ، وفق رؤية عمان 2040م ، وقد تابعنا خلال الفترة الماضية الحراك لتخفيف المديونية وتقليل المصروفات والعجز، وبفضل هذا النهج وحكمة القيادة والرؤى بعيدة المدى ووقوف الشعب الوفي بجانب قيادته ، تمكنت السلطنة من تجاوز الأزمة المالية.
فمن أحيلوا للتقاعد سابقا براتب يكفي في تلك الفترة للعيش الآمن ، فإنه لا يكفي حاليا لتغطية نفقات الأسرة ، والذين تقاعدوا مؤخرا لا تكفي رواتبهم تغطية سداد فاتورة الكهرباء والماء ومتطلبات البيت شهريا وتغطية القسط البنكي الخانق حتى الآن ومستلزمات الحياة الاسرية وغيرها ، لذا فإن الأمر يتطلب التدخل ولو بشيء يسير وعلى مراحل مع مميزات تقاعدية مريحة للمواطن.
متفائلون باعادة التوازن للمتقاعد الذي صبر وكافح وثابر في عمله لسنوات وسنوات وفي كل موقع دون أن ينعم بمكافاة التقاعد ، ولا بدرجاته المالية المستحقه التي انتظرها سنوات ، لذا نحن اليوم في انتظار قانون العمل الجديد ، وقانون التقاعد ، وتعديل لائحة الدرجات واوضاع المتقاعدين بشكل سريع ، فهذه القرارات التي ننتظرها بشغف لا تصب في صالح تحسين أوضاع المتقاعد فقط بل ستفتح أبواب الخير لكل الأسر من أجل الوفاء بمستلزمات الحياة اليومية المتزايدة.
إن توجيهات مثل هذه تمثل هدية لأهل الوفاء والعطاء من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله للذين خدموا الوطن كل في مجاله خلال سنوات النهضة المباركة والعهد الجديد دون كلل أو ملل وصبروا وكافحوا وبنو دولة من لا شيء.
حفظ الله جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ، وكل عام وجلالتكم بالف خير وعيدكم مبارك وسعيد وينعاد عليكم العيد وعلى الاسرة الكريمة والشعب العماني الوفي باليمن والبركات والخير السعيد.. والله من وراء القصد.
د.احمد بن سالم باتميرا
batamira@hotmail.com





