“القصور السلطانية في زنجبار” (1-4)
الحلقة (1)
بقلم: ناصر بن عبدالله الريامي
مؤلف كتاب (زنجبار: شخصيات وأحداث)
بناءً على دعوة كريمة من أخي الأستاذ محمد بن عامر العيسري، من مركز ذاكرة عُمان، تلك المؤسسة الأهلية الثقافية الفتية، التي يشهد لها القاصي قبل الداني، على الجهود العظيمة التي تضطلع بها لحفظ التاريخ العُماني من الإندثار، انضممتُ إلى فريقهم الفني الوافد من مسقط خصيصًا، لتوثيق بعض الجوانب التأريخية، المتصلة بالوجود العُماني في زنجبار. وحسب البرنامج المعد، زرنا بتاريخ 6 أغسطس 2023م، منطقة القصور السلطانية، التي تشتمل على قصر السُّلطان، المعروف ببيت السركال (بيت الساحل، حسب التسمية القديمة)، وبيت العجائب، والبيت الثاني، وبيت واتورو، وبعض بيوت أفراد الأسرة المالكة، منهم بيت السيد سعيد، ابن السلطان علي بن سعيد بن سلطان. أعقبت ذلك، زيارة إلى بيت أول مبعوث عُماني إلى الولايات المتحدة، الشيخ أحمد بن النعمان الكعبي، الذي أبحر إليها في رحلته التارخية المشهورة، على متن السفينة الحربية (السلطانة)، في سنة 1840م، كما وقفنا على قبره، ودعونا له بالرحمة والمغفرة والثبات. وقبل ختام جولتنا، زرنا المقبرة السلطانية، فدعونا، بذلك أيضًا، للسلاطين السابقين، الذين تعاقبوا على عرش زنجبار، وأفراد الأسرة المالكة الكريمة؛ كما دعونا لجدي الخامس، الشيخ ناصر بن أحمد بن محمد التوبي الريامي، المدفون في المقبرة السلطانية أيضًا، كما جاء في كتاب (البوسعيديون: حكام زنجبار)، للشيخ عبدالله صالح الفارسي.
في ختام جولتنا الأولى هذه، وقفنا أمام مدخل القصر، والتقطنا صورة جماعية. سأتحدث في الحلقة الثانية من هذا الموضوع عن الإحساس الذي انتابني، عند وقوفي أمام باب القصر، وعن الموقف التاريخي الذي استحضرته في تلك الوقفة.
أخيرًا، يجدر بي هنا تصحيح الخطأ الشائع بين الناس، المتمثل في الإشارة إلى قصر السلطان باسم (بيت الساحل). وتوضيحًا لذلك، نقول أن “بيت الساحل”، هو القصر الذي بناه السيد سعيد بن سلطان في قلب المدينة الحجرية، في سنة 1832م. جاءت تسمية بيت السركال، بعد العدوان البريطاني على زنجبار في سنة 1896م. فالمعروف أن في هذا العدوان، أطلقت البوارج البريطانية نيران عدوانها ومدافعها تجاه بيت الحكم، وبيت الساحل، وبيت العجائب؛ لتلحقت بالأول دمارًا شاملًا؛ ما يربو على نصف بيت الساحل، أو يزيد على ذلك بقليل؛ وأضرار متوسطة ببيت العجائب. بعد أن الانتهاء من إعادة بناء بيت الساحل، أطلقت عليه سلطة الحماية البريطانية اسم “بيت السركال”. وكلمة السركال تعني الحكومة. حسب إفادة خبير الفريق الفني، العم رياض البوسعيدي، فإن الربع الأيسر من المبنى الحالي للقصر، هو الجزء الذي سلم من القصف.