صوت النهار.. حللتم أهلاً… ونزلتم سهلاً

عماد جواد بوخمسين
يحلُّ اليوم ضيفاً على حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه – شقيقه جلالة سلطان عُمان المعظم السلطان هيثم بن طارق، في «زيارة دولة» تأتي ترسيخاً لعلاقات الأخوة وأواصر التعاون الممتدة بين الكويت ومسقط على الصعيدين الرسمي والشعبي.
والمؤكد أن جلالة السلطان المعظم عندما يصل إلى الكويت يكون قد انتقل من بلده إلى بلده، ومن وطنه إلى وطنه، فليست الكويت إلا امتداداً لعمان، وليست عُمان إلا امتداداً للكويت، أما الشعبان فلهما القدر ذاته من العراقة والتاريخ المجيد، إضافة إلى النظرة المتطابقة للوقائع والأحداث في المنطقة والعالم.
وإذا قلنا على عادة العرب: «أهلاً وسهلاً بصاحب الجلالة السلطان المعظم هيثم بن طارق وبالوفد المرافق لجلالته»، فإنما نقولها جرياً على ما درج عليه الأشقاء في شتى الأقطار العربية، وإلا فإن الحقائق كلها تؤكد أن جلالته صاحب الدار، وصدق من قال:
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا
نحن الضيوف وأنت ربُّ المنزل
إن سلطنة عُمان مثلها مثل الكويت، حققت بنهجها القويم، وبسياستها الهادئة نجاحات هائلة داخليا وخارجياً، ففي الداخل نهضة كبرى، وعمران يفوق الخيال، وإنجازات متعددة تبعث في النفوس الثقة بالحاضر والثقة بالمستقبل، من منطلق أن الإنسان العماني الذي تحدى الصعاب، وقهر العقبات، ووصل ببلاده إلى ما وصلت إليه من عز ورفعة وتقدم، قادر على مواصلة الطريق، والاستمرار في البناء، والإضافة إلى ما هو كائن وموجود.
أمّا على المستوى الخارجي فمكانة السلطنة ومنزلة السلطان واضحتان لكل ذي عينين، فكلمتها مسموعة، ورايتها مرفوعة في كلّ المؤسسات والهيئات الدولية، وجهودها ساطعة وبارزة في التقريب بين الفرقاء، وفي إنهاء الأزمات والخلافات لا على المستوى العربي وحده، بل على مستوى العالم بأسره.
وبالنسبة لما بين الكويت وعُمان فحدث ولا حرج، فالاتفاقات، ومذكرات التفاهم بين البلدين تشمل كلَّ الأوجه، وتتناول جميع الميادين، إيماناً منهما بأن التكامل يصنع النجاح، ويفتح آفاقاً جديدة لمزيد من الرفاهية والرخاء.
وغير بعيد عن ذلك كله، أخذت العلاقات الكويتية – العمانية مزيداً من الزخم بعد المباحثات المثمرة التي جمعت – حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وجلالة السلطان المعظم هيثم بن طارق خلال الزيارة التي قام بها صاحب السمو مطلع فبراير الماضي إلى العاصمة مسقط في ثاني زيارة خارجية لسموه منذ أن تولى مقاليد الحكم.
وإذا ذهبنا إلى لغة الإحصاءات والأرقام فستكون الرؤية أكثر وضوحاً وأشد نصاعة، وهو ما يعكس التطور الكبير في العلاقات بين البلدين عموماً، وفي العلاقات الاقتصادية على وجه الخصوص، وتكفي الإشارة إلى أن حجم الاستثمارات الكويتية في السلطنة يتزايد سنوياً حتى بلغ قرابة المليار ريال عماني، فيما تضاعف حجم التبادل التجاري 300٪ خلال السنوات الأخيرة.
إنّ ذلك كله ليس وليد اللحظة، ولا من صنع المصادفات، ولكنه ثمرة أخوة صادقة وتاريخ طويل من التعاون والتآزر غرس بذوره ورعى أوراقه قادة البلدين العظام وبخاصة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد – طيب الله ثراه – وجلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد رحمه الله.
وباختصار وإيجاز نقول إنّ الكويتيين والعمانيين على حد سواء ينظرون إلى اللقاءات المتبادلة بين صاحب السمو وجلالة السلطان على أنها توطئة لمزيد من التعاون الخليجي والعربي عامة وليس بين الكويت وعُمان وحدهما، فالكبار وحدهم هم الذين يصنعون التاريخ، ويكتبون سطوره، ويحددون مساره بما مَنّ الله به عليهم من الحكمة والنظرة الثاقبة والرأي الرشيد.
فتحية واجبة إلى جلالة السلطان هيثم بن طارق، وتحية واجبة إلى شعبه العظيم في عموم أرجاء السلطنة، وأهلاً وسهلاً بكلّ عماني بين أهله الكويتيين.
وفي الختام نضرع إلى الله تعالى أن يحفظ الكويت وأن يحفظ عُمان وأن يوحد أمة العرب على ما فيه خيرها وأمنها وسلامتها إنه سبحانه وتعالى خير مسؤول وأكرم مأمول.





