البهاء القاسمي في أعراس الكتاب

——————————
حمود بن سالم السيابي
—————————-
أطلَّ ببردةٍ قشديَّة اللون ، وبعقال عربي ، وبعطر نفَّاذ من المداد على الشماغ ، فكان الضيف الأجمل في عرس الكتاب.
وكان صرير الأقلام على القرطاس موسيقى الخطوات ساعة دلف المكان ومشى على سجاد المناسبة.
وكانت وجهة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي إلى عرس الكتاب بعد لقاء ودي بقصر العلم العامر مع السيد ابن السيد ابن السيد وإلى الأب المؤسس.
وبعد حديث في التاريخ مع هامة رفيعة سليل هامة رفيعة سليل هامة رفيعة بامتداد هامات الأزد مولانا الهيثم المعظم .
ومر موكب الضيف القاسمي بقلعتين جددهما الغزاة على أنقاض قلاع عمانية ، ليكون “الجلالي” دِرْفْة لباب مسقط والميراني الدِّرْفَة الأخرى للباب، فمسقط تستحق مدخلا بهذا البذخ وتليق بها بوابة بمثل هذا العنفوان.
ومن مرايا سيارات الموكب القاسمي رنا سموه إلى بيارق القلعتين حيث سبق واحتمى الغزاة الذين لا يحاربون إلا من وراء جدر ، لكن الأحرار الذين شيدوا القلاع قبل الغزاة يعرفون الطريق إلى هدفهم فكان النصر.
ومن علوِّ تَيْنك القلعتين تساقطتْ القلنسوات البرتغالية وتدحرجتْ الجماجم وانفجرتْ مدافعهم فيهم ليكون تدبير الأشرار تدميرهم.
ووحدهم الأحرار من قبائل عمان التاريخية طهروا الأرض من رجس الأعداء.
ووحدهم من لاحقوا الغزاة حتى آخر سارية خزي وذلٍّ للبرتغاليين بطول الساحل العماني وإلى بر الهند والسند وأرخبيل القرنفل.
ووحدهم أحرار عمان من قاتلهم حتى آخر قلنسوة احتمت من شمس الشرق فاحترقت بعزائم سادة وشجعان الشرق.
واللافت في تطواف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بمعرض الكتاب أنه مذ دلف باب المناسبة فقد داسَ على سنوات العمر ومشى بحيوية شاب ، فالكتب أكسجين القوة الذي يتنفسه ، وتاريخ المنطقة المَشْغل الذي يدخله فلا يخرج إلا بعنوان جديد يضاف إلى ما سبق.
وبكل البهاء القاسمي مرّ الشيخ المؤلف بالمنصات ، بينما أغلفة مؤلفاته أول من يلوح تحية بالضيف الكبير ومعها سِيَر الملَّاح العماني أحمد بن ماجد ، والنحوي العروضي العماني الخليل ابن أحمد وقبلهما الإمام جابر بن زيد والربيع بن حبيب والمبرد صاحب الكامل وقائمة ذهبية من العمانيين الكبار الكبار الكبار.
ولقد أضفى حضور الشيخ الدكتور سلطان القاسمي بهاء على المناسبة وزخما كبيرا ستظل معارض الكتاب تتذكره لسنين.
وكما اتسعت عمان التاريخية للجميع ، فإن بين دفاف الكتب الكثير من الملاحم التي تبرق فيها السيوف وتتكثف فيها البطولات وتتلاقى الحكايات بدايات ونهايات.
وفيما كان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الضيف الأجمل في عرس الكتاب ، فإن لألاء اسمه الوازن على أغلفة كتبه بالمعرض دعوة مفتوحة لإعادة قراءتها ولتثمين جهد العاشق لبلاد البطولات ، والمسكون بحب صناع التاريخ.
————————-
مسقط في ٢٤ أبريل ٢٠٢٥م.