قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 25 أغسطس /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية أبرز ما نشرته الصحف العالمية مؤخرًا من مقالات وتحليلات تناولت قمة ألاسكا بين الولايات المتحدة وروسيا، ومستقبل الحرب الروسية الأوكرانية، والأزمة الإنسانية في السودان، إضافة إلى سباق الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي.
ففي صحيفة ديلي صباح التركية، كتبت الأكاديمية ميرفي أوزيل مقالًا بعنوان “ذوبان الجليد بين الولايات المتحدة وروسيا في قمة ألاسكا: إعادة تعريف النظام العالمي”، رأت فيه أن اللقاء الذي جمع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في 15 أغسطس شكّل تحولًا مهمًا في المشهد الجيوسياسي. وأشارت الكاتبة إلى أن القمة لم تكن مجرد حوار دبلوماسي، بل خطوة أعادت تشكيل موازين القوى العالمية على نحوٍ هرمي تهيمن فيه القوى العظمى بينما تتراجع مكانة الدول الصغيرة والمتوسطة بما فيها الحلفاء الأوروبيون وأوكرانيا.
وبيّنت أوزيل أن القمة أسفرت عن صفقة متبادلة؛ عززت صورة ترامب كصانع للسلام، ومنحت بوتين فرصة لكسر العزلة الغربية. لكنها لفتت إلى أن الاتفاق القائم على وقف التقدم العسكري مقابل احتفاظ روسيا بالمناطق التي سيطرت عليها في أوكرانيا يشبه اتفاقيات تاريخية مثيرة للجدل، مثل اتفاقية ميونخ. وخلصت إلى أن ما حدث لم يكن “يالطا جديدة” بل تأكيد على هيمنة القوى الكبرى وتراجع الآخرين عن موقع التأثير.
وفي السياق ذاته، نشرت الصحيفة نفسها مقالًا آخر للكاتب تيومان أرتورجل بعنوان “سلام مجزأ ومستقبل غامض للحرب الروسية الأوكرانية”، أشار فيه إلى أن القمة لم تحقق وقفًا للحرب رغم ما أُعلن عن تقدم، حيث رفض الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي التنازل عن أجزاء من دونيتسك ولوغانسك. وأوضح الكاتب أن تحول الموقف الأمريكي نحو التركيز على سلام نهائي بدلًا من هدنة مؤقتة منح روسيا أفضلية سياسية، في حين أثار قلق كييف من تراجع الدعم الغربي. واعتبر أن فرص السلام ما زالت بعيدة بسبب إصرار روسيا على تثبيت مكاسبها الإقليمية وإصرار أوكرانيا على استعادة أراضيها قبل 2014.
أما صحيفة تايمز أوف مالطا، فقد تناولت في مقال للكاتب مارك ماندوكا الوضع المأساوي في السودان، حيث أشار إلى أن الحرب الدائرة منذ أبريل 2023 تسببت في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية المعاصرة. وأوضح أن النزاع أودى بحياة أكثر من 150 ألف شخص وتسبب في نزوح 14 مليونًا، فيما تُوفي نصف مليون رضيع بسبب سوء التغذية. وبيّن أن مدينة الفاشر تعاني حصارًا خانقًا منذ أكثر من عام، ما دفع السكان للاعتماد على علف الماشية كغذاء. وانتقد الكاتب ضعف استجابة المجتمع الدولي، حيث لم يُموّل سوى 6.3% من خطة الأمم المتحدة الإنسانية، متسائلًا عن سبب تجاهل هذه الأزمة مقارنة بالصراعات في أوروبا أو غزة.
وفي موضوع آخر، كتب الاقتصادي ستيفن روتش في منصة بروجيكت سنديكيت مقالًا حول سباق الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والصين. وأوضح أن الهيمنة الأمريكية الحالية بفضل شركات مثل إنفيديا ومايكروسوفت تواجه تحديًا صينيًا متناميًا من خلال نماذج متطورة أبرزها من شركة مون شوت آيه آي. وأشار إلى أن الصين تتقدم بخطوات متسارعة في البحث العلمي والابتكار، إذ ارتفعت من المرتبة 43 عالميًا في مؤشر الابتكار قبل 15 عامًا إلى المرتبة 11 في 2024، فيما تحافظ الولايات المتحدة على المرتبة الثالثة.
كما لفت الكاتب إلى أن الصين تنفق على البحث والتطوير بمعدل يفوق ضعف المعدل الأمريكي، بينما يتراجع الدعم الحكومي الأمريكي للبحث الأساسي بشكل مقلق. وانتقد التوجه الأمريكي القائم على تقليص التمويل والخوف من التعاون مع الصين، مؤكدًا أن استمرار هذا النهج قد يهدد ريادة الولايات المتحدة ليس فقط في الذكاء الاصطناعي بل في الابتكار عمومًا.
ويخلص روتش إلى أن التفوق في هذا السباق لن يُحسم بالقوة السوقية أو التقنية فقط، بل بالاستثمار طويل الأمد في البحث الأساسي والدعم الحكومي المستدام.





