ملتقى التنقل الأخضر الخليجي بصلالة يعزز التحول نحو النقل المستدام والطاقة النظيفة

صلالة في 17 سبتمبر /العُمانية/ نظمّت محافظة ظفار ملتقى التنقل الأخضر الخليجي، بمشاركة نخبة من المسؤولين والخبراء والمبتكرين، حيث تركز الحدث على دعم التحوّل نحو النقل المستدام وتقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة.

ويأتي الملتقى ضمن الجهود الخليجية المشتركة لتحقيق رؤية خليجية للتنقل الأخضر، تضمنت توقيع عدة مبادرات، مثل توحيد منصات الشحن، وتوفير قطع غيار موحدة، وإنشاء منصة بيانات للنقل الأخضر، وتشكيل لجنة تعاون خليجية للنقل المستدام، بهدف تعزيز كفاءة استخدام الموارد وتحقيق رفاهية المجتمع.

وأوضح المهندس عبد الله بن علي البوسعيدي، مدير عام مركز عُمان للوجستيات وخبير فريق الحياد الصفري بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، أن سلطنة عُمان حققت خطوات ملموسة في التحول نحو التنقل الأخضر المستدام، من خلال تطوير بنية تحتية لمحطات الشحن الكهربائي، وتشريعات تشجع استخدام المركبات الصديقة للبيئة، وحلول الهيدروجين الأخضر، إلى جانب برامج توعية مجتمعية وشبابية، بما يتماشى مع أهداف رؤية “عُمان 2040” والحياد الصفري بحلول 2050.

وشهد الملتقى إعلان نتائج مسابقة الابتكار للشباب، التي هدفت إلى تطوير حلول عملية للنقل المستدام. وجاءت المبادرات العُمانية في المراتب المتقدمة، من بينها:

  • مبادرة “القيادة بلا توقف” الفائزة بالمركز الأول، والتي قدمت فكرة مركبة شحن متنقلة للسيارات الكهربائية، تسهّل تزويد المركبات بالطاقة في أي مكان، وتساعد على معالجة تحدي نقص محطات الشحن.
  • المنصة الإلكترونية “أي خدمة” الحاصلة على المركز الثاني، التي تربط مستخدمي السيارات الكهربائية بمزودي الخدمات، وتوفّر الشحن عند الطلب وقطع الغيار الأصلية وخدمات الصيانة المتخصصة.
  • مبادرة “قيادة نحو مستقبل أخضر” الفائزة بالمركز الثالث، التي تهدف إلى نشر التوعية بأهمية السيارات الكهربائية والطاقة المستدامة بين طلبة المدارس والجامعات والأسر، لتعزيز ثقافة النقل الأخضر.

وأشار المشاركون إلى أن هذه المبادرات تساهم في تسريع تبني المركبات الكهربائية في السلطنة، وتوفير حلول مرنة للشحن، وتعزيز الثقة لدى المستخدمين، إلى جانب إيجاد فرص استثمارية جديدة، وتوفير وظائف نوعية للشباب العُماني، ورفع جاهزية الأسواق الخليجية لتبني حلول النقل المستدام.

وأكد البوسعيدي أن سلطنة عُمان ملتزمة بتحويل هذه المبادرات إلى مشروعات واقعية على أرض الميدان، لتكون منصة رائدة للتجارب والحلول المبتكرة في قطاع النقل المستدام على مستوى المنطقة.

ويأتي الملتقى الخليجي للتنقل الأخضر في وقت يشهد فيه قطاع السيارات الكهربائية نموًا عالميًا متسارعًا، حيث بلغت مبيعات المركبات الكهربائية 14 مليون سيارة في 2023 (تمثل 15٪ من السوق العالمي)، مع توقعات بارتفاع النسبة إلى 40٪ بحلول 2029. ويظل التنقل الأخضر ركيزة أساسية للحد من الانبعاثات الكربونية، إذ ينتج قطاع النقل عالميًا 8 غيغاطن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، في حين تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن تلوث الهواء يتسبب في 4.2 مليون وفاة مبكرة سنويًا، مما يعكس أهمية المبادرات الخليجية في بناء مدن أنظف وأكثر استدامة.

زر الذهاب إلى الأعلى