سلطنة عُمان تطلق مبادرة لتوسيع نطاق حوكمة الذكاء الاصطناعي الأخلاقية القائمة على حقوق الإنسان

مسقط في 8 أكتوبر /العُمانية/ دشّنت سلطنة عُمان اليوم مبادرة توسيع نطاق حوكمة الذكاء الاصطناعي الأخلاقية الشاملة والقائمة على حقوق الإنسان (RAM)، التي تُعد أول وثيقة معيارية عالمية لتنظيم وتطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية تراعي حقوق الإنسان.

جاء التدشين خلال حلقة العمل التي تنظمها وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن بالدوحة ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، بمشاركة نخبة من المختصين والخبراء من القطاعين الحكومي والخاص.
واختارت منظمة اليونسكو سلطنة عُمان كإحدى الدول المستفيدة من تجربة نظام إدارة الذكاء الاصطناعي (RAM)، في إطار تنفيذ توصيتها العالمية بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. وتهدف الحلقة إلى مناقشة إعداد اللوائح التنظيمية الوطنية لاستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، ومراعاة الجوانب القانونية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية عند صياغتها.
وأوضح حسن بن فدا حسين اللواتي، رئيس البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، أن البرنامج الوطني الذي أقره مجلس الوزراء في سبتمبر 2024م يمثل إطارًا استراتيجيًّا شاملًا لتبني وتوطين الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، مشيرًا إلى أن السلطنة أطلقت في مطلع 2025 السياسة الوطنية للاستخدام الآمن والأخلاقي للذكاء الاصطناعي كمرجع لتوجيه الممارسات التقنية وفق مبادئ تراعي الإنسان وخصوصية المجتمع.
وبيّن أن السلطنة دشّنت الإطار الوطني للبيانات وقانون حماية البيانات الشخصية، تعزيزًا لبيئة رقمية آمنة، إلى جانب عدد من المشاريع الوطنية في هذا المجال، مثل النموذج اللغوي العُماني الكبير “المعين”، واستوديو الذكاء الاصطناعي، والبوابة الوطنية للبيانات المفتوحة، فضلًا عن مبادرات لبناء القدرات الوطنية مثل “صنّاع الذكاء الاصطناعي” و**”مكين”**، ومشروعات للبنية التحتية الرقمية كمشروع “المثلث الرقمي لمراكز البيانات”.

من جانبه، أكد الدكتور أحمد بن موسى البلوشي، مدير دائرة قطاع العلوم باللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، أن السلطنة تولي اهتمامًا كبيرًا بتطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية، حيث أطلقت الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، ووسّعت مجالات البحث والتدريب وبناء القدرات الأكاديمية من خلال إنشاء كراسٍ بحثية بالتعاون مع اليونسكو والإيسيسكو، بما يسهم في تطوير تقنيات تخدم المجتمع وتحترم المعايير الأخلاقية العالمية.
أما صلاح خالد، مدير المكتب الإقليمي لليونسكو لدول الخليج واليمن، فأشار إلى أن سلطنة عُمان تمثل نموذجًا إقليميًّا رائدًا في تطبيق مبادئ الذكاء الاصطناعي المسؤول، مؤكدًا أن اعتمادها لمنهجية تقييم الجاهزية (RAM) يعكس التزامها بتعزيز العدالة والشفافية وحقوق الإنسان ضمن استراتيجيتها الرقمية. وأضاف أن السلطنة ستستضيف حلقة تدريبية وطنية ضمن شبكة تضم أكثر من 70 دولة لإعداد تقرير وطني يعزز مكانتها في تطوير سياسات ذكاء اصطناعي عادلة ومستدامة.
وتضمن برنامج اليوم الأول من الحلقة عرض أوراق عمل رئيسية تناولت توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ومنهجية تقييم الجاهزية (RAM)، واستعراض البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، بالإضافة إلى ورقة حول الذكاء الاصطناعي الإنساني ركزت على الانتقال من حوكمة الخوارزميات إلى بناء ضمير مؤسسي مسؤول.
وتؤكد هذه المبادرة التزام سلطنة عُمان ببناء مستقبل رقمي قائم على القيم الإنسانية والتنمية المستدامة، وترسيخ مكانتها كمنصة إقليمية لتطوير سياسات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية والمستدامة.





