عُمان تمضي بثبات نحو اقتصاد رقمي مزدهر يعزّز التنمية الوطنية

مسقط في 8 نوفمبر /العُمانية/ تسعى سلطنة عُمان من خلال البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي إلى بناء اقتصاد رقمي مزدهر يسهم في دعم الاقتصاد الوطني، ويرتكز على ثلاثة محاور رئيسة هي: الحكومة الرقمية، ورقمنة الأعمال، والمجتمع الرقمي.

وأوضح سعادةُ الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات أن البرنامج يهدف إلى رفع مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10 بالمائة بحلول عام 2040م، في حين يُتوقّع أن تصل النسبة إلى نحو 3 بالمائة بنهاية العام الجاري. وأشار إلى أن البرنامج يُعدّ خارطة طريق طويلة المدى تتكامل مع رؤية “عُمان 2040″، ويُنفّذ على أربع مراحل تبدأ ببناء حكومة رقمية متكاملة، مرورًا برقمنة القطاعات الاقتصادية، وتطوير صادرات الخدمات الرقمية، وصولًا إلى تحقيق اقتصاد رقمي مستدام ومزدهر.

وبيّن سعادته أن الحكومة تقترب من استكمال المرحلة الأولى من البرنامج، التي ركزت على التحول الرقمي في المؤسسات الحكومية من خلال ثمانية برامج تنفيذية من أبرزها برنامج الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن التنفيذ يتم بتعاون عدد من الجهات الحكومية.

وأشار سعادته إلى أن سلطنة عُمان حققت تقدّمًا ملموسًا في المؤشرات العالمية المرتبطة بالاقتصاد الرقمي؛ إذ جاءت في المرتبة الـ45 عالميًّا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي، والمرتبة الـ41 في مؤشر تطوير الحكومة الإلكترونية، كما صُنفت ضمن الفئة الأولى عالميًّا في مؤشر الجاهزية للأمن السيبراني، واحتلت المرتبة الـ50 في مؤشر جاهزية الشبكات، موضحًا أن رؤية “عُمان 2040” تستهدف إدراج السلطنة ضمن أفضل 20 دولة عالميًّا في هذه المؤشرات.

وأضاف سعادته أن عام 2023 شهد إطلاق البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة تنفيذًا للتوجيهات السامية، ويضم ثلاثة محاور رئيسة تُعنى بتعزيز تبنّي الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية، وتوطين تقنياته، وتنظيم استخدامه عبر حوكمة فعّالة، ويشتمل على 32 مشروعًا و4 مستهدفات رئيسة لرفع جاهزية السلطنة في هذا المجال وزيادة عدد الشركات التقنية الناشئة والإنتاج العلمي والبحثي في الذكاء الاصطناعي.

ومن بين إنجازات البرنامج – كما أوضح سعادته – مبادرة اقتصاديات الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها وزارة الاقتصاد، وخصص لها 10 ملايين ريال عُماني في عامها الأول و15 مليون ريال في العام التالي لدعم مشروعات الذكاء الاصطناعي. كما شهدت المرحلة الماضية إطلاق عدد من المبادرات النوعية مثل مشروع “معين AI” (النموذج اللغوي العُماني للذكاء الاصطناعي)، واستوديو الذكاء الاصطناعي، ومبادرتي “هندسها بالذكاء الاصطناعي” و”صُنّاع الذكاء الاصطناعي”، إضافةً إلى البوابة الوطنية للبيانات المفتوحة التي تضم بيانات من أكثر من 40 مؤسسة حكومية.

كما أشار إلى افتتاح مركز الثورة الصناعية الرابعة في سلطنة عُمان بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والمنتدى الاقتصادي العالمي، وإصدار السياسة الوطنية للاستخدام الآمن والأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وتشكيل لجنة خبراء متخصصة لدعم الجهات الحكومية في مشروعات الذكاء الاصطناعي.

وفي المجال الأكاديمي، بيّن سعادته أن جامعة التقنية والعلوم التطبيقية دشنت كرسي “الإيسيسكو” البحثي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، كما يجري تنفيذ برنامج بحثي وطني مشترك بين وزارتي النقل والاتصالات وتقنية المعلومات والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لدعم الأبحاث التطبيقية في هذا المجال.

وأضاف أن السلطنة تعمل حاليًّا على تطوير مشروع مثلث عُمان الرقمي، الذي يضم ثلاث مناطق مجهزة لاستضافة مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي تعمل بالطاقة الخضراء المستدامة، كما أطلقت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع وزارة الطاقة والمعادن تحالف الذكاء الاصطناعي الأخضر الذي يضم 34 شركة ومؤسسة عامة وخاصة لتطوير مشروعات واستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي المستدام.

واختتم سعادته بالإشارة إلى أنه تم الإعلان عن منطقة مخصصة للذكاء الاصطناعي بالقرب من مطار مسقط الدولي ستكون مركز جذب إقليمي للشركات التقنية العاملة في هذا القطاع، مع تقديم حزمة من الحوافز الخاصة لتشجيع الاستثمار في هذا المجال الحيوي.

زر الذهاب إلى الأعلى