“قضايا عالمية تحت المجهر: سباق نووي متصاعد، وتحول هش نحو الطاقة النظيفة، وسباق للعثور على ثروات قادمة من الفضاء”

عواصم – 20 نوفمبر 2025 / العُمانية /استعرضت وكالة الأنباء العُمانية مجموعة من الآراء التي نشرتها صحف ومؤسسات إعلامية عالمية حول قضايا كبرى تشغل الساحة الدولية، من تصاعد التوترات النووية، مرورًا بالتحول نحو الطاقة النظيفة، وصولًا إلى اتساع نشاط استكشاف الصحراء بحثًا عن النيازك وما تحمله من ثروات نادرة.
سباق نووي يهدد المستقبل
نشرت صحيفة ديلي صباح التركية مقالًا بعنوان “العالم يقف على عتبة نووية: سياسات ردع وتصعيد ومستقبل غامض” للكاتبة ميرفي سونا أوزيل أوزجان، الذي تناولت فيه تصاعد التوتر النووي في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية. وترى الكاتبة أن هذا التصعيد لم يعد يقتصر على تبادل التهديدات بين الدول، بل يشكل خطرًا مباشرًا على الأفراد ويُعيد مشهد “توازن الرعب” إلى الواجهة.
وتوقفت الكاتبة عند إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استئناف التجارب النووية، معتبرة ذلك نقطة تحول في البنية الأمنية العالمية. واستعرضت تطور منظومة ضبط الأسلحة منذ الحرب الباردة، مرورًا بمعاهدات “سالت 1”، و“الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية”، و“سالت 2”، ومعاهدة القوى النووية متوسطة المدى INF، ثم “ستارت 1” و“ستارت 2” ومعاهدة “ستارت الجديدة” عام 2010.
وأشارت إلى أن التوترات الناتجة عن الحرب في أوكرانيا أضعفت فعالية “ستارت الجديدة”، خاصة بعد تعليق روسيا التزاماتها بالمعاهدة في 2023، واقتراب موعد انتهائها في فبراير 2026 دون وجود حوار بشأن تجديدها. وحذرت من أن غياب اتفاق بديل قد يفتح الباب أمام مرحلة غير مستقرة ومفتوحة على مزيد من الفوضى النووية.
وأكدت الكاتبة أن القنبلتين النوويتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي شكّلتا منعطفًا غيّر مسار التاريخ الإنساني، مشددة في ختام مقالها على ضرورة عدم تجاوز “الخطوط الحمراء” لضمان مستقبل آمن للأجيال المقبلة، وأن القوة النووية ليست مجرد قدرة عسكرية بل تحدٍ أخلاقي وسياسي يمس وجود البشرية.
تحول الطاقة النظيفة… إنجازات هشة واستثمارات ضرورية
وفي سياق آخر، نشرت مؤسسة بروجيكت سينديكيت مقالًا بعنوان “نقطة تحول للطاقة النظيفة” للكاتبة أغنيس داسيفتش، التي أشارت إلى أن مصادر الطاقة المتجددة — من شمس ورياح ومياه — تسهم في تغيير اقتصادي واسع، لكنها لا تزال تواجه هشاشة تتطلب استثمارات كبرى في البنية الأساسية.
ووفق المقال، تجاوز إنتاج الطاقة المتجددة عالميًا إنتاج الفحم لأول مرة في التاريخ، لتشكل 34% من كهرباء العالم في النصف الأول من 2025 مقابل 33% للفحم. وترى الكاتبة أن هذا التحول تقوده الاقتصادات الناشئة، ويؤكد أن الانتقال نحو الطاقة النظيفة أصبح واقعًا، خصوصًا مع اقتراب انعقاد مؤتمر المناخ COP30 في البرازيل.
وبحسب إحصاءات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، أصبح 91% من مشروعات الطاقة المتجددة الجديدة أقل تكلفة من مشروعات الوقود الأحفوري، وهو ما يعزز جدواها الاقتصادية حول العالم. لكنها حذرت من أن غياب البنية الأساسية—مثل المعدات والتدريب والأنظمة الداعمة—قد يحدّ من الاستفادة الفعلية من هذه الموارد.
وتوقعت الكاتبة أن تواجه الاقتصادات النامية تحديًا ضخمًا مع دخول 1.2 مليار شاب سوق العمل خلال العقد المقبل، مقابل توفر 420 مليون وظيفة فقط، مؤكدة أن التوسع في استثمارات الطاقة النظيفة قد يساهم في سد هذه الفجوة.
وختمت بالقول إن النجاح يتطلب مواءمة سياسات الطاقة مع خطط التنمية، وتكثيف الاستثمار في المعدات والتقنيات والتدريب اللازم لاستدامة هذا التحول.
ثروات فضائية على رمال الصحراء الكبرى
من جهة أخرى، نشرت صحيفة جابان تايمز مقالًا بعنوان “صائدو النيازك يستكشفون الصحراء الكبرى بحثًا عن ثروات من الفضاء الخارجي” للكاتب سهيل كرم، الذي سلط الضوء على تزايد نشاط البحث عن شظايا النيازك في المغرب، خاصة بعد سقوط كرة نارية جنوب شرق البلاد في سبتمبر الماضي، ما دفع العديد من الباحثين، مثل محمد بنيجيت، للتوجه إلى الموقع.
وأوضح المقال أن المغرب يُعد من أغنى مناطق العالم من حيث العثور على النيازك خلال العقدين الماضيين، إذ يستند نحو نصف الأبحاث العلمية حول النيازك إلى اكتشافات قادمة منه، وفقًا لأستاذة علم النيازك والكواكب حسناء الشناوي أوجيهان.
وأشار الكاتب إلى أن السوق العالمية لشظايا النيازك غير منظمة، لكن بعض القطع تُباع بمئات الدولارات للغرام الواحد، خاصة تلك القادمة من القمر أو المريخ. كما ساعدت السياسات المغربية في تسهيل تصدير النيازك بهدف دعم السياحة وخلق مصادر دخل جديدة.
وتناول المقال تطور “حمى الذهب” الجديدة منذ عام 2020 بعد السماح بصائدي النيازك المرخصين ببيع وتصدير 90% مما يعثرون عليه، على أن يُسجَّل الباقي لدى مديرية الجيولوجيا الوطنية.
وفي ختام المقال، أشار الكاتب إلى الارتفاع الكبير في قيمة النيازك مؤخرًا، إذ يُباع غرام واحد من نيزك قمري بأكثر من 100 دولار، فيما يتجاوز سعر الغرام الواحد من نيازك المريخ 1000 دولار، بحسب فيليب هيك من متحف فيلد بشيكاغو.





