البيان الختامي للقمة الخليجية يؤكد وحدة المصير والتكامل الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون

المنامة في 3 ديسمبر 2025 /العُمانية/ أكد البيان الختامي للدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي عُقدت اليوم في المنامة، على عمق الروابط الأخوية والتاريخية التي تجمع دول المجلس وشعوبه، والتي ترتكز على وحدة الدين واللغة والمصير المشترك.
وجدد القادة التزامهم بتعزيز مسيرة التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء، انسجامًا مع أهداف مجلس التعاون ونهج الآباء المؤسسين، وبما يلبي تطلعات شعوب المنطقة نحو مزيد من الأمن والاستقرار والازدهار. وشدد البيان على عزم قادة دول المجلس مواصلة تعزيز العمل المشترك في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وصولًا إلى تحقيق الوحدة الخليجية المنشودة.
وأعرب القادة عن ارتياحهم لما تحقق خلال مسيرة العمل الخليجي المشترك من منجزات تكاملية تعكس تماسك المنظومة الدفاعية والأمنية للمجلس، وتؤكد نجاح سياساته الدبلوماسية والمشروعات التنموية والاقتصادية التي تدعم الاستقرار الإقليمي والسلم الدولي.
كما أكد البيان ضرورة احترام سيادة دول مجلس التعاون وسائر دول المنطقة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ورفض استخدام القوة أو التهديد بها، معتبرًا أن أمن دول المجلس كلٌ لا يتجزأ، وأن أي مساس بسيادة دولة يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الجماعي.
وفي سياق دعم الاستقرار الإقليمي، رحّب القادة بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام، وأكدوا دعمهم للجهود الدولية لضمان الالتزام الكامل باتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار. كما جدد البيان التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، والدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية والقرارات الدولية.
وأشار البيان إلى ضرورة مواصلة مسيرة التنمية الاقتصادية، وتعزيز التكامل في مجالات السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، وتشجيع الاستثمار، وتطوير مشاريع البنية الأساسية، ودعم الطاقة والمياه والنقل والاتصالات، وتعزيز البنية الرقمية المشتركة بما يشمل الدفع الرقمي والخدمات السحابية، وصولًا إلى المواطنة الاقتصادية الكاملة والتنمية المستدامة.
كما شدد القادة على أهمية مواصلة التنويع الاقتصادي، ودعم الاقتصاد المبني على الابتكار، وتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وتبادل الخبرات في التحول الرقمي، إضافة إلى تمكين الشباب والمرأة وتفعيل دور مراكز الفكر في صناعة السياسات المستقبلية.
وجدد البيان الالتزام بالمبادرات البيئية والتنموية الرامية إلى حماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي، وتقليل الانبعاثات، وتعزيز مشاريع الطاقة المتجددة، بما ينسجم مع أهداف الحياد الصفري وأجندة التنمية المستدامة.
وفي إطار تعزيز الأمن الإقليمي، دعا البيان إلى توسيع التعاون الدولي، ومكافحة التطرف والإرهاب وخطابات الكراهية والجرائم العابرة للحدود، ودعم القوات البحرية المشتركة في البحرين لضمان أمن الطاقة وحماية الملاحة والتجارة الدولية، والعمل على جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.
كما أعرب القادة عن دعمهم لمملكة البحرين خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن لعاميها القادمين، مشيدين بدورها الفاعل في دعم الأمن والسلم الدوليين، وترسيخ قيم الحوار والتعايش.
وأثنى القادة على مشاركة دولةَ جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية، في جلسات المباحثات، مؤكدين التوجه نحو وضع خطة عمل مشتركة للارتقاء بالعلاقات الخليجية–الإيطالية إلى شراكة استراتيجية شاملة.
وفي ختام اجتماعهم، أكد أصحاب الجلالة والسمو ضرورة تطوير آليات التعاون المؤسسي بما يعزز التضامن والتكامل الاستراتيجي بين دول المجلس، ويحقق الأمن والازدهار لشعوب المنطقة، ويسهم في بناء عالم أكثر عدلًا واستقرارًا وازدهارًا.





