رحيل القائد الذي أحبه العالم [قابوس عمان]

منصور بن حبيب الرحبي
ناديت صحارى وبحار وجبال جميعها إجتمعت والصمت مخيما عليها حتى السماء أمطرت وجرت اودية وشعاب
وقلوب شعبك ياسيدي السلطان تفجعت
وفي ساحات الوغى جنود بواسل تشربوا في عهدك من دم الأبطال حياتهم ميلادهم عازي وسيوفهم بوارق تربوا في دار عزك ياخير سلطان ومهما قلنا ومهما كتبنا ومهما فعلنا لن نوفيك حقك ياقابوس عمان ستبكي عليك عمان دموعا ودما وسنبقى نحبك
وسيذكر التاريخ انك لعمان الباني وشعبك يشهد لك في الارض وفي السماء انك حكمت بعدل وأيقظت شعبا وبنيت وطنا خالدا شهادة للتاريخ،
انك صانعا ومؤسسا، لعمان الحديثة.
وسأبحر مجترا عبراتي متعبا مثقلا خطواتي مفجعا بخبر رحيلك سيدي فروحك غالية وجسدك المتعب بالمسافات والزمن وعمرك الذي افنيته لعمان وشعبك أم عيناك الحارسات للمخاطر المحدقات بأمن الوطن نشأنا بين احضان دفئك، ونعمنا بأمنك وسعدنا برؤيتك وعشنا تحت ظل هيبة عرشك ومشاهدة جمال محياك وهيئتك فقد غرست فينا الحب والبستنا حللا من المحبة وبدلا عسكرية زاهية ولباسا وطنيا متوشحين خناجرنا العمانية ووجهتنا للتعاون في بناءالوطن علمتنا ورفعت شأن عمان للآفاق كما وعدتنا وغدت عمان درة تغار منها الكواكب حرة مصانة محصنة
منيعة قلاعها
شامخة راياتها بيضاء للسلام تحملها سواعد أبناءك الذين أنشأت فيهم روح المحبة والفداء وهم جندك حماة للحق حراس المبادئ وهم الدرع الحصين للوطن وأبحرت بنا في سفينة عمان الى بر، الأمان واغدقت علينا من قلبك الرعاية وغمرتنا بحبك وعمان تنتحب حتى الشجر والطير والمخلوقات التي صنتها بالمحميات تبكي لفقدك وهذه محبة الله لك فلسنا الوحيدين
من أفجعهم رحيلك فالمآذن تعلو ادعية وكل جوامعك ومن خارج البلاد حناجرا لم تنسى مواقفك الانسانية معهم ياسيدا مرسلا لإنقاذنا وكنت لنا المعلم الاول في بداية حكمك وناديت أبناءك ان يعودوا لوطنهم ليعملوا جميعا من أجل عمان الوطن وعفوت عنهم وقلت قولتك
(عفا الله عماسلف)
موقفا أشبه بيوم فتح مكة عندما عفى النبي الكريم عن من كانوا أعداء له من أهله وممن في مكة المكرمة قال
[إذهبوا فأنتم الطلقاء]

وخطبت فينا ووعدتنا بالتغيير لتحقيق الحلم وكنا السواعد وكنت الملهم القائد،، .
ياأيها الفارس، الملهم الشهم ترجل عن القبر وعد الينا فكل عمان مشتاقة لك أتتركها بعد، خمسين عاما من العدل والحب والعشق والتضحيات وتتركنا وقد همنا بحبك جميعا وراياتك ترزء في ساعة رحيلك فبرغم الرياح، منتكسة حزينة بلا حراك لسنا الوحيدين
من يفتقدك فأطفالنا في رياض المعرفه وابناءنا في دور العلم الذين يصبحون لتحية العلم كيف لهم ان ينطقون اسمك في السلام الوطني والدموع عبرات وشطرالنشيد، الوطني،
(أبشري قابوس جاء)
وكيف لقواتكم التي أنشأتم واعليتم صروحها والكليات التي تشربوا، منها حكمتكم وعلمكم وعبقريتكم ان يعوا بأنك رحلت عنهم وكانوا رفقاء درب الكفاح الطويل، ففي كل شبر وكنت قائدهم في البر والبحر وفي الجو أم من للميادين التي عانقتها ارواحهم بهيبة وجودك لقد تركتم يامولاي محبة وعشقا وحزنا عظيما ففي كل بيت في الولايات والقرى في المحافظات غرسا، لقابوس، الضياء والولاء بنيت الإنسان وغرست حب عمان وزرعت
في كل شبر، أثر حتى انبتت حقولا خضراء ومنحك العالم محبة وكنت (رجل السلام) شهادة عظيمة وازدادت محبة الله لك عند خلقه وكنت تناشد المجتمع الدولي مستندا بتطلعاتك واقوالك تترجمها أفعالك مستنيرا من القرآن في جميع خطاباتك(فإن جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله) وتناشد فيهم الخير وراعيت جارك وحفظت عهودك وشهدوا لك بكريم صنعك وبنور حكمتك وكنت سباقا لخير البشرية ان تحيا حياة الحرية والكرامة يازعيم القياده
ملكت الصفات جميعها
ففي هيبتك حلمك
وفي شجاعتك رحمتك وفي إقدامك فضلك
وفي سموك تواضعك
وفي قدرتك عفوك
وكنت فينا الحاكم العادل،،
ياسيديً
ياأعز الرجال، واشجع الرجال وأعظم واحكم وأكرم وأحلم قائد، عرفناه، في هذا الزمن شهد العالم، بعبقريتك وحكمتك وسداد رأيك في المواقف الصعبة وكنت رجل المرحلة وشيدت في بلادك نهضة أعليتها وحصنتها
وكنت المعظم بجلالك والحكيم بسلطانك وكانت رؤيتك لعمان الخير منذ أنشاتها واضحة المعالم وجنبت بلادك الفتن لاطائفية لامذهبية أو تحزبية بأفكار هدامة وخرجت منتصرا وهذا شأن العظماء من السلاطين
كم نتذكر من مواقف جليلة كنت القدوة فيها فلم تتخلى عن قيادتك أم حضورك للاعياد
الوطنية لتبث في، شعبك حب العمل والتضحيات من اجل الوطن برغم معاناتك والعمر والصحة التي أنهكت جسدك.

وعمان اليوم تنعم
بالأمن والسلام بفضل سياستك وحنكتك ورؤيتك وحكمتك وسداد رأيك المتأصله في قيادتك أصبحت عمان مصان وبشخصيتك المستمدة من الشريعة الاسلامية وسيرة الخالدين ومن أجدادك سلاطين عمان الذين لاتزال شجرتهم مغروسة في قلوبنا وسنبقى نستظل بوارف ظلالها وتبقى سيرتك ومواقفك وتضحياتك وخطاباتك مغروسة في قلوبنا على مر الأزمان ومتحف عمان عبر
الازمان الذي امرتم به ووضعتم أساسه، سيكون معلما شاهدا لعمان الوطن ولكم فيه مناقب ومآثر وحياة

رحلتم يامولاي ولم تتركوا بلدكم والمنجزات التي افنيتم حياتكم من أجلها لتتداعى من بعدكم
بل كان حسكم الوطني سباقا فاحسنتم برؤيتكم الاختيار لمن يأتي من بعدكم وحرصكم لعمان ان تتوسموا، فيمن، يأتي لحملة الرسالة الصلاح والخير وللشعب، معا فكان من الأسرة الكريمة قولا مباركا حكيما أستبشر به جميع الشعب، بتنصيب من اقترحتموه في، وصيتكم لعمان الوطن تقديرا واجلالا منهم لشخصكم وهذا، يحسب لهم وسيسجله.
التاريخ فجزاكم الله عنا خيرا وجزاهم الله كل الخير،، ومن كل زاوية من ارض عمان عهدا ووفاء بأن يمضوا على نهجكم ويستنوا بسنتكم في،الحفاظ، على مكتسبات الوطن فإن خير من استخلفتم سيدي، (القوي الأمين) فجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور أعزه الله بمايحمل من صفات القيادة تمكنه من استكمال مشوار كفاحكم الطويل ومايملك من علم ودراية وحنكة وقربه منكم ومن الشعب تمكنه من ادارة شؤون البلاد وان خطابه قد، عم البلاد وانه على نهجكم وفق سياستكم وعلى اسرته الكريمه والشعب الوفي أن يكونوا خير عونا وسند ويسهموا ويساهموا بارواحهم واموالهم
لاستكمال النما والتطور، في، سبيل، النهوض بعمان الى مراتب اسمى، برغم التحديات، وينبغي علينا ان نكون القلاع والحصون والدرع الواقي، وان تكون اسوارنا محصنة بالولاء والانتماء وسيرة اختطها لنا يازعيما خالدا فنم ياسلطان القلوب قرير العين هانئا في مقعد، صدق عند مليك مقتدر في جنة عرضها السماوات والأرض، رحلت عنا وعمان كلها تحبك وتدعو، لك ان يجعل مسكنك روضة من رياض الجنة وفي، عليين مع الانبياء والصالحين

زر الذهاب إلى الأعلى