في حب قرية السباخ

شعر / حمدون بن حميد بن عبدالله الطوقي / الحارثي

مررنا على الديار فما وجدنا
بها احدا يرد على السلام

ففاضت دمعتي و ازور قلبي
و سالت دمعتي قبل الكلام

ترى هذي السباخ رياض قلبي ؟
ام العقل ارعوى ففهم كلامي؟

ارى الاشباح ترعى في رباها
فوا اسفا عليها من السقام

فأين احبتي و خيار صحبي
و أين ابي و اخواني الكرام

و أم قد ثكلت بها رواحا
و صبحا ثم ليل بالتمام

فلم يبق بها احد انيسا
سوى عجم اللسان من الانام

فيا من عاش فيها قبل عقد
و عقد ثم عقد بالتمام

و حينا من دهور العمر طرا
و عمرا في الهدوء و في الزحام

كأن القوم لم يبنوا قصورا
مزينة باحجار الرخام

فهذا بيتنا الشرقي رمزا
لجمع الشمل مع نبذ الخصام

و هذا بيتنا الحدري رمزا
لاكرام الضيوف ذوي الهمام

و ذا بيت كبير بيت عود
به خير الكرام لدى الانام

هناك بشرق حلتنا بيوت
فانعم بابن راشد في الانام

و في الشرق البهيج ترى ابتهاجا
و ساكنه بنو الطوق الكرام

و في الغرب القريب صفاء نفس
به سكنُ الاعاسرةِ الكرام

ترى اين المئات من البرايا
أينكر حسهم شهر الصيام

فلو ملئت مساجد ابراء خلقا
لما فاقت سباخا بالتمام

فلا تذهب عليها النفس يوما
بحسرة عاشق أو مستهام

فهذه سنة الرحمان فينا
فما يبنى يؤول الى ركام

حمدون بن حميد بن عبدالله الحارثي