أوراق الخريف.. العام الدراسي الجديد وتطلعات وطن.!

د. أحمد بن سالم باتميرا

مع مطلع شهر سبتمبر ومنتصفه يبدأ العام الدراسي لعام 2024 في معظم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، حيث تستقبل المدارس الحكومية والخاصة طلبتها ، سائلا المولى عز وجل أن يكون هذا العام أفضل من الأعوام السابقة من كافة النواحي بما يسهم في إعداد الأبناء وتأهيلهم وتزويدهم بالعلم والمعرفة ليكونوا صناع المستقبل في دولهم ، وليسهموا في بناء حاضر اوطانهم في ضوء متطلبات العصر والنهضة العلمية بما يتماشى مع اقتصاد المعرفة، ويتسق مع التوجهات العالمية والثورة الصناعية الكبرى الحالية والقادمة.
لذا نناشد الجهة المختصة والحكومة أن تأخذ في الاعتبار هذا التطور السريع في الثورة الصناعية والعلمية والذكاء الصناعي والأمن السيبراني والتصنيع والأمن الغذائي على محمل الجد ، وأن تسعى الدول لتغيير المناهج وتطويرها بما يتماشى مع متطلبات النهضة العلمية القادمة والرؤية المستقبلية لكل دولة.
ومن هنا علينا تجاوز الإساليب القديمة في التعليم وتقليل الواجبات على الطالب وتفتيش الدفاتر وحل الواجبات وحفظ الدروس وغيرها، فلكل زمن طبيعته ووسائله، ولكل مرحلة احتياجاتها، والعصر القادم هو عصر الإبداع والتكنولوجيا والذكاء الصناعي والانترنت ومقاييس الجودة والابتكار والاختراعات.
فالتعليم والمناهج على الخصوص يجب تخفيفها على الطلبة الصغار ، وأن تكون وسيلة التدريس تعتمد على المنهج العلمي الخفيف والمدروس وفق رؤية يستفيد منها الطالب والطالبة اساسها الثقافة واللغات والدين لتعويضهم عما فات ولتحقيق إنجازات ومنجزات على كافة المستويات لتصبح دولنا الخليجية منتجة ومصدرة وعلمية ومواكبة للدول المتقدمة في كافة المجالات.
وهنا فانني أجزم أن الأزمات العالمية القادمة ، تتطلب إيجاد جيل واعٍ وقادر على مواجهة هذه الأزمات من خلال الارتفاع بمستويات مخرجات التعليم بشكل كبير مما هو عليه الآن ، وتطوير المناهج والتعليم بما يلبي احتياجات السوق المحلي ، فالمستقبل يتطلب تعليما يختلف عن الحفظ وقصة سلامة والكلب والمزرعة..!
مع الوضع في الاعتبار ايضا ان نعلم أولادنا تاريخنا وحضارتنا العريقة ، وأن نعرفهم بعلمائنا وسير قادتنا العظماء وإنجازاتهم ، بالاضافة إلى المنهج الجديد المركز على الإبداع والاختراع والتصنيع والابتكار ، بدلا من تقديم بحوث مكتبية جاهزة ومشتراة من المكتبات.!
فمن خلال التعليم الممنهج يمكننا بناء وتنويع وتطوير الاقتصاد الوطني بكل قطاعاته ، ويمكننا صناعة إدويتنا وتإمين غذائنا ، وتوفير سلاحنا ، لذا يفترض أن نعيد حساباتنا وأسلوب تعاطينا مع التعليم حسب الرؤية الجديدة وبطريقة لا تنفر بل تحبب إلى أولادنا وبناتنا العلم والتعلم.
فبين عام انقضى، وبين عام آتٍ، كثير من الأمنيات والتطلعات نرغب برؤيتها ونتطلع لتحقيقها، ونحن في سلطنة عمان نأمل أن يكون عامنا الجديد افضل بكثير من الإعوام السابقة ، ونتطلع لرؤية كل الدول الخليجية في مستوى علمي رفيع لا تقل عن الدول الأكثر تطورا في هذا المجال والسير في الاتجاه الصحيح ، فسقف الطموح والآمال لا يقتصر على تحسين المناهج فقط ، بل يجب التعاطي مع كل ما يتعلق بالتدريس من الألف إلى الياء ، فمثلا ، ناقلات الطلاب ، وأكل المقاصف ، والنظافة المدرسية ، والواجبات المنزلية ، والدوام الطويل وحرارة الصيف ، وكثافة المنهج هذه كلها تحتاج لمبادرات وحلول.. ليس في عمان ولكن ايضا في الدول الاخرى .. والله من وراء القصد.د. احمد بن سالم باتميرا

د. احمد بن سالم باتميرا
كاتب ومحلل سياسي عماني
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى