العبقري الفاشل
سهوب بغدادي
جاء في معاجم اللغة عن لفظ عبقري: “فائق الذَّكاء، متفوّق مبرَّز فهناك شعراءُ وفنّانون عباقرة، ويقال ولد عبقريّ أي نادرة زمانه، نابغة، فذ يأتي بالعجب في عمله، وكلّ ما يتعجّب من كماله وقوّته وحذقه” فيلفت العقول والأنظار إليه منذ الصغر في موطن واحد أو أكثر، دون فهم الآخرين له، إلا أن غالبية الأشخاص يعجبون بما يرون أويسمعون، فيما خلصت درسات غربية عديدة إلى أن بعض العباقرة يعانون من التعثر في المجالات الحياتية أو الحياة بشكل عام، ويكمن السبب وراء ذلك في عدد من الأمور من أبرزها:
تحليل الأمور بشكل مفرط، و العمل بشكل فردي بمعزل عن المجموعة، وصعوبة تماشي رؤيتهم للأمور مع الأفعال بمعنى أن تكون أفكارهم أكبر من تطبق على أمر الواقع وسابقة لزمانها مع عدم توفر سبل تحقيق الفكرة، وشعورهم بالملل بسهولة، وعدم اتيانهم منظورًا آخرًا للمسألة، وفي بعض الأحيان يكون العبقري متشبثًا بأفكاره معتدًا بها مما يجعله يفتقر إلى المرونة مما ينعكس تباعًا على أُسس تكوين علاقاتهم الاجتماعية، فالجميع يعلم أن أي علاقة على الصعيد الإنساني تستلزم شيئًا من المرونة والكثير من مهارات الذكاء العاطفي، لذا قد تضحي بعض المميزات عيبًا فيما يتعلق بالأمور اليومية والمعتادة بديهيًا، إذ يشبه ذلك من يبحث عن الحل المختبئ نصب عينيه إلا أن التفكير المتعمق يحول بينه وبين إبصار الحل، إن الجميع يتعمتعون بشيء من سمات العباقرة في مواضع معينة إما بكثرة تحليل المواقف والأمور، أو التعصب للآراء والحلول، أو المبالغة بشكل عام.
” الذكاء ليس فقط في المعرفة ، ولكن في القدرة على فهم الآخرين ، والجدال باحترام مع من يختلفون معك، والتصرف بتواضع مع الناس الأقل شأنًا ، ومساعدة الآخرين دون جرح مشاعرهم؛ الذكاء هو موقف متسامح تجاه البشر والعالم” – ديمتري ليخاتشوف.