البصلة الإنجيليَّة والقشرة الصهيونيَّة!!

م . طلال القشقري

يعتقد الكثير من العرب والمسلمين -خطأً- أنَّ العلاقة بين الإنجيليِّين اليمينيِّين في العالم الغربيِّ، وبين الكيان الصهيونيِّ الغاشم، الذي يحتلُّ فلسطينَ، هي علاقة «سمنة فاخرة، على عسلٍ مُصفَّى»، بينما العكسُ هو الصَّحيح، إذ لا يحبُّون بعضهم بعضًا، ولكنْ تلاقت مصالحهم في جزئيَّة مُعيَّنة لا يعرفها إلَّا المُطَّلعُون على علاقات الأمم دينيًّا وتاريخيًّا!.

خُذوها منِّي، واسمعُوا القصَّة من (A) إلى (Z)، وباختصار:

الإنجيليُّون يؤمنُون بأنَّ مهمَّتهم في الحياة التي كلَّفهم الله بها، هي افتعال حروب في فلسطين وكلِّ ما حولها، وينتصرُون فيها على غير المؤمنِين، ويقصدُون بالطبع العرب والمسلمين، وحربهم هذه ليست دفاعًا عن الصهاينة، بقدر ما هي نبوءة مسيحيَّة أجزمُ وأُقْسِمُ أنَّ اليهود أنفسهم قد زيَّنوها للإنجيليِّين الذين تبنُّوا تحقيقها، فإذا أُنجِزَت المهمَّة سيعود المسيح عيسى ابن مريم -عليه السَّلامُ- الذي يُؤلِّهونه كما معروف، ويستعيد دولة إسرائيل من اليهود الآثمين، بمقتل وصلْب المسيح، حسب عقيدتهم المُحرَّفة، ثمَّ يُخيِّرُون اليهود إمَّا بقتلهم، أو اعتناق المسيحيَّة مثلهم؛ ليصبحوا جميعًا أبناء الله وأحبَّاءه، حَاشَا لِلهِ أنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ!.

والصَّهاينة استغلُّوا النبوءة أفضل استغلال، فاستقوُوا بإنجيليِّي الغرب الأقوياء، بِحُكْم تغلغلهم بين السياسيِّين والاقتصاديِّين والعسكريِّين، لتحقيق مآربهم المزعومة، وتنفيذ مُخطَّط إسرائيل الكُبْرَى، وهدم المسجد الأقصى، وبناء هيكل سليمان مكانه، وقتْل وتهجير أصحاب الأرض من العرب والمسلمين، ليصبحوا هم سادة العالم، حتَّى على المسيحيِّين الذين لولاهم لما وصل الكيان الإسرائيلي لقوَّته العسكريَّة الحاليَّة، يعني مكرًا وخيانةً من اليهود -كعادتهم في كلّ العصور-!.

ولا أجدُ تشبيهًا لعلاقة الإنجيليِّين بالصَّهاينة أفضل من علاقة البَصَلة وقشرتِهَا، بتداخلهما وتلاصقهما، رغم اختلافهما في الخواصِّ، ومن يدخل بينهمَا سيجني فقطْ رائحتيهما الكريهتيْن، واُبْتُلِيت الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة بالبَصَلَة وقشرتِهَا، والوضعُ الآن يستوجب الاتِّحاد العربيَّ، والتكاتفَ الإسلاميَّ، والحزمَ، والقوَّةَ والصَّرامةَ، لحماية الأراضي، وصوْن المقدَّسات ورعاية المُكتسبات، مِن الذي حِيكَ حولهم سرًّا في الماضي، ويُحاكُ علنًا في الحاضر، من مؤامرات للبَصَلَة العفنة وقِشْرَتِها الأعفن، ممَّا هي أخطر -وربِّي- من الزَّلازل والبراكين، والقنابل النوويَّة!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى