قصة من نسج الخيال تحاكي قصص عديدة واقعية مختلفة

كتبها : إسحاق الحارثي
نواصل كتابة الجزء الثاني من سلسة القصص الخيالية التي تحاكي واقعنا الذي نعيشه يوميا وما به من قضايا مجتمعية نعالجها بتصوير بعض المشاهد ونسقط عليها بعض الشخصيات الخيالية من عالم الحيوانات والحياة التي تعيشها في الغابة و قد تكون هذه القصة أقرب لكثير من مشاهد الحياة اليومية الدارجة في مختلف الأماكن وفي العديد من الدول والمجتمعات وبالأخص على صعيد الكثير من الجهات التي يمارس بعض مسؤوليها الهيمنة والتسلط والعنجهية والغطرسة التي يطبقها أصحاب النفوذ على من لا حول ولا قوة لهم.
كان ياما كان في هذا العصر وفي هذا الزمان غابة تعيش بها مجموعة كبيرة من الحيوانات من مختلف الفصائل ويتزعم تلك الغابة بدون شك ملك الغابة الأسد الذي لا يهش ولا ينش وكل ما يفعله يأكل ويشرب وينام ويسافر من بلد لبلد ( درجة أولى) ويعتمد على فئة من الحيوانات بمبدأ فرِّق تسُد لكي يستطيع الأسد وأعوانه السيطرة وقيادة القطيع حسبما يريده ويراه، طبعا الأسد يعرف من يختار من تلك الحيوانات إلي متأكد ٢٠٠/٢٠٠ أن ولائها لا يمكن أن يُشترى لا بالمال ولا بالحال لذلك يعرف من يختار لحمايته وحماية عرشه وطبعاً في الغابة السعيد من يكون تحت كنف وحاشية الغضنفر لذلك يفيش النفاق والتمليقة علشان بس تضمن لك عش في هذه الغابة ولّا تراه تعيش بدون مكان يؤويك لذلك تتسابق بعض من هذه الحيوانات وتجدها تستميت وتقاتل علشان تأمن مكانها ومصدر قوتها وقوت أسرتها وتقتات من بقايا فتات طعام الضرغام إلي نشوفه في التلفزيون في معظم برامج الحياة البرية وعالم الحيوانات ومملكة الأسود المتوحشة وغيرها من البرامج.
أما باقي الحيوانات مسكينة ما بيدها حيلة شور يوديها وشور يجيبها قالولها اليوم الأسد مسوي وليمة خطفت تركض ولو أن المائدة من دمها ولحمها ولّا قالولها اليوم الليث باغنكم في سالفة وباغي يجتمع معاكم، موه تسوي تروح غصباً عليها وتحضر سمنديجا ولا ما جايه تشوف نفسها إلا في القطب الشمالي المتجمد وتحت درجة حرارة سالب 92 درجة، وإذا حضرت بعد خاموش ما تروم تزنك بكلمة ولسان حالها يقول إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ومرة تقول سير بعيد وتعال سالم مابيدها حيلة. هذا من شروط العيش في الغابة معروفة القوي يأكل الضعيف وما صحيح إلي يقولك إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب لأنه مسكين الذئب وحده ماعاجبنه الوضع حاول وحاول يقارع هذا اللوبي إلي يتزعمه الأسد ومجموعة عرشه إلا إنه انصدم بالخيانات إلي جاته من أقرب الأقرباء له وانغش في إلي سمعه من ذاك الحكي إلي ما يترس محارة إلي يتقمقم بنفسه وإلي أنا وأنا ومزناج في الطناء ومن باعني اغتنى وإلي يضرب صدره أنا معاك ولا يهمك وفي الآخر يوم استحقت بعينها باعوه، الذئب ماحد وقف معه عجب حد يروم على ثعالب الغابة؟ ما ضحك على الديك قال له: صوتك جميل كما صوت أبوك قوم غني لي، مسكين الديك مغمض عينه علشان يتخيل صوت أبوه ويهب عليه الثعلب من الجرين وافترسه عجب حد يصدق الثعالب.
الثعالب أكبر مصيبة من الأسود، ذكية وتدور مصلحتها قبل بعدين مصلحة الأسد وعاد ما كلام تسقيك تدخلك البحر وتطلعك ناشف مافيك قطرة ماء وتعال سمع حكيها يوم تتكلم تقول هنا الدنيا لذلك تجد الثعالب محافظة على مكانتها في الغابة ومقدمة على طول تجي بعد الأسد ولا يمكن يستغنى عنها ملك الغابة لأنها هي إلي تمشي العمل في الغابة وهي إلي تعرف كل أمور الغابة (سري,سري للغاية، محظور) وأصلا أي شي يستوي في الغابة تعرفه، الثعالب ما تنام طول الليل والصباح عادي تحصلها تضرب شرق وغرب وتخلي نفسها ما عندها خبر بأي شي وما تحب تظهر في الصورة تشتغل من تحت تحت أو كما يقولوا في الظلام أو من تحت الطاولة، ما دهت بكثير من الحيوانات خاصة الحمار يوم قال له: الأسد يريد ينصبك ملك على الغابة صدق الحمار وجاي فرحان بيصير ملك الغابة ما سوى له سالفه الأسد على طول نهشه من ذنينه وفال بها أبو صابر سوى غبار وشرد راح له الثعلب ودقه حنك بكلمتين قال له: أفا عليك كيف كذاك أبو صابر الأسد كان باغي يلبسك التاج علشان كذا سوى لك عملية تجميل وقطع لك أذنك، صدق الحمار ورجع له مرة ثانية ونفس الشيء أول ما شافه الأسد هب عليه من الذيل وقطع له ذيله وشرد الحمار عموما الثعلب ركض وراه قال له المستعجل ماكل شوبه ني وأنت دومك ودهرك مستعجل تعرف ليش الأسد قطع لك ذيلك؟ لأنه كان يريد يجلسك على كرسي الحكم. شوف خبث الثعلب هذا أسلوبه دائما في الحوار وفي النقاش وفي وسائل الإقناع ماحد يروم له لذلك تحصله مقدم في أي شيء وعادة هو من يفتتح الجلسات، صدق الفقير مرة ثانية ورجع جرادة شاوية عمرها وهالمرة عاد الأسد ما سوى له سالفه على طول اعتق في رقبته وطير له رأسه وآخرتها راح فيها أبو صابر، تو هل ياترى بيطلع الثعلب “فالصو” من هذه الشغلة؟؟؟
لا طبعاً الثعلب مثل ما خبرتكم ذكي ويشوف مصلحته أول شيء بعدين يمضي قدماً في الشغلة غير كذاك إذا ماشيء له مصلحة يفركش الموضوع من أوله وبطريقته يقدر يقنع الأسد عموماً قال الأسد للثعلب: روح اسلخ لي الحمار وجيب لي المخ والمعاليق (الرئة والكبد والقلب) راح الثعلب سلخ جلد الحمار ولحس المخ ولم يترك له أثر وجاب له المعاليق قال له الأسد: وين المخ رد الثعلب: عفوك مولاي هذا لو فيه مخ ماكان رجع بعد ما قطعت له أذنه وذيله، وصدق الأسد.
هنا يتضح أن الثعلب ذكي وهو يقود الأسد في كثير من القرارات لذلك تلقاه متشبث في كرسيه في الغابة تروح أمة وتجي أمة من الحيوانات والثعلب محافظ على مكانته ما يتزعزع معتاش ويترزق ولّا موه وازنه على هذه الشغلة.
خلاصة هذه القصة أن الطرق والوسائل التي ينتهجها البعض في فرض أنفسهم وأسمائهم لتبوئ المناصب بطريقة أو بأخرى أسلوب رخيص ولا ينتهجه إلا من ليس لديه ثقة في نفسه وأن الاعتماد على لوبي وأسماء معينة من حوله لتمكينه بوسائل الغش والخداع مكشوفة وواضحة قانونية كانت أو غير قانونية لن تدوم وأن الأساليب التى تمارس على الآخرين سوف تنعكس عليهم يوماً ما والدنيا دوارة وأن الجهات الرقابية والتشريعية تعي كل ذلك وهي تقوم بمراجعة القوانين والأنظمة بشكل مستمر للحد من تلك الأمور التي بدون شك لا تخدم المصلحة العامة، ولنا في ذلك شواهد وتجارب كثيرة وعديدة كم من مناصب ذهبت وذهب أصحابها هباء منثورا وكل شيء هالك إلا وجهه وأن الدائم الباقي هو الله سبحانه وتعالى.