عُمان وبيلاروس.. مرحلة جديدة لتعزيز التعاون الثنائي

مسقط في 4 أكتوبر /العُمانية/ تمثّل الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم /حفظه الله ورعاه/ إلى جمهورية بيلاروس بعد غدٍ، ولقاؤه الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، محطة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين، وتفتح آفاقًا أوسع للشراكة الاستراتيجية والتعاون في مختلف القطاعات.

وتشهد العلاقات العُمانية – البيلاروسية تطورًا متصاعدًا منذ تأسيسها في 23 يوليو 1992، وكانت زيارة الرئيس البيلاروسي إلى السلطنة في ديسمبر 2024 دفعًا مهمًّا لمسار التعاون المشترك.

التبادل التجاري بين البلدين
تشمل أبرز الواردات من بيلاروس المعادن والآلات والمعدات الكهربائية والأجهزة الطبية والبصرية، فيما تتصدر المنتجات النباتية قائمة الصادرات العُمانية، بما يعكس تنوع الاقتصاد الوطني.

السفير العُماني يشيد بأهمية الزيارة
وأكد سعادة السفير حمود بن سالم آل تويه أن زيارة جلالة السُّلطان تعد الأولى من نوعها إلى بيلاروس، وتمثل انطلاقة جديدة للتعاون، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد علاقة أكثر عمقًا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأشار إلى توقيع عدة مذكرات تفاهم في 2024 حول حماية المنافسة، ومنع الاحتكار، وتبادل المعلومات في سوق الأوراق المالية، إضافة إلى اتفاقيات سابقة في النقل الجوي، الاستثمار، الإعفاء من التأشيرات لحملة الجوازات الخاصة والدبلوماسية، وتجنب الازدواج الضريبي.
كما أوضح أن بيلاروس تمتلك قاعدة صناعية متقدمة تشمل التكنولوجيا، والصناعات الثقيلة، والآلات الزراعية، ويمكن للقطاع الخاص العُماني الاستفادة من موقعها للوصول إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية والأفريقية.

التعاون الثقافي والتقني
شهدت العلاقات الثقافية تعاونًا بين المتحف الوطني العُماني والجهات البيلاروسية، منها إنشاء مركز للغة العربية في جامعة مينسك عام 2016، واتفاقيات في مجال الثقافة والتراث عام 2018.
كما تُطرح فرص للاستثمار في الصناعات المشتركة ونقل التكنولوجيا، خصوصًا في مجالات المعدات الطبية والصيدلانية والإلكترونية.

قطاعات واعدة للتعاون
وأشار السفير إلى فرص التعاون في السياحة بأنواعها، والاستثمار في اللوجستيات والموانئ والمناطق الحرة بالسلطنة، إلى جانب الشراكة في الزراعة والأمن الغذائي ومشروعات الألبان وصناعة الغذاء والثروة السمكية.

القطاع الخاص يرى فرصًا استراتيجية
وأكد سعادة الدكتور عبد الله بن مسعود الحارثي القنصل الفخري لبيلاروس في عُمان، أن بيلاروس شريك اقتصادي واعد في قطاعات التكنولوجيا والغذاء والصناعة والاتصالات.

كما أوضح سعادة فيصل بن عبد الله الرواس رئيس غرفة تجارة وصناعة عُمان أن زيارة جلالة السُّلطان تعكس توجه السلطنة لتوسيع شراكاتها، خاصة في القطاعات الطبية والتحويلية والتعليمية والزراعية والتقنيات الحديثة.
وأشار إلى تبادل وفود تجارية خلال الأعوام الماضية وتنظيم لقاءات مباشرة بين رجال الأعمال من البلدين لبحث الفرص الاستثمارية.

التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي محور تعاون متقدم
وأوضح عزيز الحسني من الشركة الوطنية للهندسة والاستثمار، أن بيلاروس تمتلك خبرات متقدمة في الذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات والحوسبة المتقدمة، ما يتيح شراكات تخدم التحول الرقمي في عُمان.
كما شدد على أهمية الاستثمار في مراكز أبحاث مشتركة تسهم في نقل التقنية وخلق فرص عمل نوعية.

قطاع المعلومات نموذج للتكامل الاقتصادي
وأشار أنيس بن رضا بن قمر سلطان إلى أن التجربة البيلاروسية في تقنية المعلومات تمثل فرصة للقطاع الخاص العُماني لدخول شراكات اقتصادية حديثة.

توسيع آفاق الشراكة
وأكد فيصل بن علوي الذيب، رئيس مجلس إدارة “المملكة لخدمات الاستثمار”، أن الزيارة ستفتح الباب لتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تعزّز الثقة بين الجانبين، خصوصًا في مجالات التكنولوجيا، والصناعات التحويلية، والأمن الغذائي، والسياحة العلاجية.
كما لفت إلى تطلع بيلاروس لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري مع السلطنة، لما تمتلكه من قدرات في الصناعة والزراعة والتقنيات وتطوير المشروعات المشتركة.





