قمة الحديد والصلب 2025 في سلطنة عُمان.. منصة لتعزيز التكامل الصناعي العربي والتحول نحو الصناعة المستدامة

مسقط في 8 أكتوبر /العُمانية/ تشهد سلطنة عُمان انعقاد قمة الصلب العربي 2025 بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة أكثر من 600 من المسؤولين والمستثمرين والخبراء وممثلي الشركات الإقليمية والعالمية في قطاع الحديد والصلب، لمناقشة مستقبل هذه الصناعة الحيوية في العالم العربي.
رعى افتتاح القمة معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، بحضور نخبة من القيادات الصناعية وصنّاع القرار، ضمن فعاليات النسخة الثامنة عشرة التي ينظمها الاتحاد العربي للحديد والصلب بالتعاون مع شركة فالي.

وأكد معالي قيس بن محمد اليوسف في كلمته الافتتاحية أن قطاع الحديد والصلب يمثل محورًا أساسيًّا في التنمية الاقتصادية، لدوره الحيوي في دعم قطاعات البنية الأساسية والطاقة واللوجستيات، وارتباطه الوثيق بالتحول نحو الاقتصاد الأخضر. وأشار إلى أن هذا القطاع يسهم بنحو 2 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان، وتبلغ قيمة استثماراته مليارات الدولارات، فيما تشكل صادراته نحو 40 بالمائة من إجمالي الصادرات الصناعية، ويعمل به مئات الكوادر الوطنية المؤهلة.

وأوضح معاليه أن سلطنة عُمان بدأت في تهيئة بيئة صناعية متكاملة لمواكبة التحولات العالمية، من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وتشجيع المصانع على تبنّي تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وتطوير منظومة الحوافز لجذب الاستثمارات النوعية، فضلًا عن تعزيز المحتوى المحلي وإطلاق منصات رقمية لتسهيل بيئة الأعمال.

وتناولت جلسات القمة عدة محاور استراتيجية تمحورت حول مستقبل صناعة الصلب العربي، وأمن الإمدادات وسلاسل القيمة، والسياسات الحمائية، ودور الابتكار والتكنولوجيا الحديثة في تعزيز التنافسية والاستدامة، إلى جانب التركيز على التحول البيئي والاقتصاد الدائري القائم على إعادة التدوير والخردة الصناعية. كما أقيم معرض متخصص على هامش القمة لعرض أحدث التقنيات والمشروعات في قطاع الحديد والصلب.

من جانبه، أوضح سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة أن استضافة سلطنة عُمان للقمة تأتي في وقت يشهد العالم تحولات متسارعة في مجالات الطاقة وسلاسل الإمداد والتكنولوجيا، ما يستدعي تعزيز التكامل الصناعي العربي وتبنّي استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات العالمية. وأكد أن القمة تمثل منصة لتبادل الخبرات واستعراض المزايا التنافسية للصناعات العُمانية، بما يعزز موقع سلطنة عُمان كمركز إقليمي للصناعات المعدنية وبوابة رئيسية لتجارة المواد الخام في المنطقة.

وأضاف سعادته أن وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار تسعى من خلال القمة إلى توسيع مجالات التعاون العربي – العربي، وبناء صناعة صلب عربية أكثر كفاءة واستدامة، تستند إلى الابتكار والتكنولوجيا الحديثة وتتماشى مع توجهات سلطنة عُمان نحو الاقتصاد الأخضر والحياد الكربوني.

وفي السياق ذاته، قال أحمد عز، رئيس الاتحاد العربي للحديد والصلب ورئيس شركة حديد عز، إن انعقاد القمة في سلطنة عُمان يجسد التعاون الوثيق بين الاتحاد والدول الأعضاء، مشيدًا بالمستوى التنظيمي المتميز ومشاركة كبرى الشركات والمؤسسات الصناعية. وأوضح أن القمة تمهّد لصياغة رؤية عربية مشتركة لتطوير صناعة الحديد والصلب، وتحديد أولويات المرحلة المقبلة لدعم التنمية الاقتصادية المستدامة وتعزيز مكانة سلطنة عُمان كمحرك للنمو الصناعي الإقليمي.

كما أشار المهندس خالد بن سليم القصابي، مدير عام الصناعة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، إلى أن القمة تمثل فرصة مهمة لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه المنتجين العرب في ظل تقلبات الأسواق العالمية والمنافسة التجارية المتزايدة، لافتًا إلى أن النقاشات ركزت على قضايا أساسية مثل فائض الإنتاج، والسياسات الحمائية، وأمن المواد الخام، ومستقبل تكنولوجيا الاختزال المباشر، ودور البحث العلمي في تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل الانبعاثات.

وأكد أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًّا بالصناعات المعدنية وتعمل على تمكينها من خلال تعزيز القيمة المضافة المحلية ودعم الشراكات الإقليمية وتوفير بيئة استثمارية محفزة، بما ينسجم مع مستهدفات الاستراتيجية الصناعية 2040.

من جانبه، قال صالح المصلحي، الرئيس الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمشروعات الحديد الأخضر بشركة فالي، إن استضافة القمة والمعرض الدولي المصاحب تمثل امتدادًا لدور الشركة في دعم التحول الصناعي نحو إنتاج الحديد منخفض الانبعاثات، مؤكدًا أن اختيار سلطنة عُمان لاستضافة هذا الحدث يعكس الثقة العالمية في قدراتها الصناعية وموقعها الاستراتيجي وشراكتها الفاعلة بين القطاعين العام والخاص.

وتُعد هذه المرة الأولى التي تستضيف فيها سلطنة عُمان قمة الصلب العربي، ما يعكس مكانتها المتنامية كمركز إقليمي للصناعات الثقيلة، وبيئة جاذبة للاستثمار، ووجهة رئيسية للحوار الصناعي العربي، في وقت تشهد فيه صناعة الحديد والصلب العالمية تحولات جوهرية نحو الإنتاج المستدام والاقتصاد منخفض الكربون.

زر الذهاب إلى الأعلى