“ذكرى وذكريات”.. مدرسة المستريحة لتحفيظ القرآن بولاية إبراء

إبراء – من عامر بن بن سالم الشكيري

كلنا نتذكر أننا تعلمنا القرآن مع المعلم سيف بن سعيد الشكيري-رحمه الله- تحت تلك الأشجار الثلاثة في مدرسة المستريحه ومدرسة القرآن، ذكريات لها تاريخ ومعاني لن تنسى، في عصر بدايات النهضة المباركة بقيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- ومما يجب ذكره في بداية تعليم الحروف الهجائية (ا- ألف ) (ب – باء) (ت – تاء) (ث- ثاء) وهكذا إلى نهاية حرف (الياء – ي) حيث كان في ذلك الوقت لا توجد رياض للأطفال، وانذاك كان الطفل يدخل أولاً مدرسه القرآن الكريم، ومن ثم يتم تسجيله في مدارس الحكومه بالصف الأول وقبل التسجيل في مدارس الحكومة يتعلم الطلبة في مدرسة القرآن الكريم، تعلم الأحرف الهجائية في القاعدة البغدادية، ثم ينتقل إلى الإعراب في الأحرف الهجائية، وحركات الحروف والكسر والضم والفتح وحركات المدود والمد بالألف والمد بالياء والمد بالواو والسكون والتنوين بالفتح والتنوين بالكسر والتنوين بالضم والشدة مع الضمة والشدة مع التنوين والشدة، وأخيراً: أحكام ترتيل قراءة القرآن الكريم، من جزء عم.

ومن الذكريات مع المعلم سيف دعاء الطلقة عند الإنتهاء من التعليم في وقت الظهيرة فكانت الطلقة ينشدها طالب، ويردد معه جميع الطلبه كلمة آمين، فكان يقول آمين قدرة ربي العالمين…يا تواب تب علينا وارحمنا وانظر إلينا … إلى آخر الدعاء.

كلها ذكريات وذكرى، لها معاني وتعليم لم ينسى في ذاكرة طلبه المعلم “سيف بن سعيد الشكيري”-رحمه الله- ومن هنا في هذا المقال لايسعني إلا أن أذكر بعض الأمثلة في عمليه التعليم عند المعلم سيف رحمه الله- :-

١. حركة الفتح(مواضع الحروف) أَ، وحركة الفتح، أَ – سَمَحَ، نَهَرَ، وَلَجَ، حَسَدَ، وهنا يتم قراءة الكلمات تجميعاً بدون تقطيع للحروف الهجائية كأنها مقطع صوتي واحد، حيث يجب على طلبه أن تحرص على بيان مخارج الحروف المتشابهة نطقاً في الكلمات .

٢. حركة الكسر: ضَحِكَ، مَرِحَ، عَمِلَ ؛ وهكذا وهنا يتم قراءة الحرفين، (ضَحِ)

بدون تقطيع ثم يقرأ الحرف الثالث (كَ)ثم تقرأ الكلمة كامله.

٣. حركة الضم(أُ-ذِ-نَ) شُرِحَ، رَؤُفَ، زَمَنُ، يَعُدُكُمُ، كَلِمَتُهُ.

٤.المدود وهنا ألف مد طبيعي (تَا).(بَا).

٥. المد بالألف وهنا يتم قراءة الكلمة من خلال مقطعين(ءَا) ءَادَمَ، هَاَجَرَ، هُنَالِكَ، قَالَتَا، مَاذَا.

٦.أمثلة على الالف المدية الصغيرة وهنا نعطي أمثلة من القرآن، مَلِكِ، هَذَا، فَحَشَرَ فَنَادَى، عَلَيَهَاَ، قَالَ لاَ تَخَافَا..وهنا تقرأ الألف ولا تقرأ الواو أو الياء إذا جاءت فوق الياء والواو تقرأ الألف ولا تقرأ الواو أو الياء.

٧. المد بالواو(الواو المدية الصغيرة ) وهنا، واو صغيرة صلة صغرى، يتعرف بها الطالب أن الألف إذا جاء عليها صفر مستدير ( أ ) لاتنطق مثل الألف في كلمة (بَرَزُواْ )، وَكَانُواْ لَنَا خَشِعِينَ.

٨. السُّكُوُن تقرأ من الأمثلة القرآنية أكثر مرةمثل : وَلاَ تَحزَن عَلَيهِم .

٩. التنوين تنوين الفتح (بًا) الفحتان وهي عباره عن نون ساكنة فمثلاً (تُا= تَنْ) وطريقة التهجي للكلمة (قَرِيباً) وهكذا في بقية الكلمات نقرأ بالهجاء أول مرة ثم يعاد قراءتها بدون هجاء ويعرف الطلبه أن التنوين المتتابع( ً) ويكون حكمه إخفاء أو إدغام حسب الحرف الذي بعده .

وبعد أنا يختم الطالب القرآن كامل يعمل له التيمينه حيث يحتفل الجميع بهذا الحفل الميمون وتقرأ دعاء يردد معها جميع الطلبه، وبعد ذلك ينتقل الطالب إلى تعليم الخط العربي مع المعلم “سيف” وكيفيه التعبير في الرسائل، ذكرى لا تنسى _رحمك الله- يامعلمنا، أما آخر مرحله من التعليم مع المعلم “سيف” هي مرحله تعليم الصلاه حيث يقوم المعلم بكتابة الصلاه وعدد ركعات الصلاة داخل دفتر الطلبه بخط يده، فكان – رحمه الله- لديه حسن الخط، وخطه جميل، وكما نعلم بأن مراحل الطفوله هي من أهم المراحل في حياة الإنسان لتعليم القرآن الكريم، ومدرسة القرآن لدى المعلم سيف لها طبعها الخاص حيث يعتبر المعلم سيف من أوائل المعلمين في تعليم القرآن الكريم في سفالة إبراء، وكان أيضاً من أوائل المعلمين في تعليم الخط العربي على أكتاف الإبل، كان معلم ذو هيبه ووقار، وعندما يمر علينا بعد الإنتهاء من التعليم وهو يمشي خلفنا نقف، حتى يمر هو من أمامنا، تقديراً وأحتراماً له، ومن الذكريات كان المعلم سيف لايترك العصا من يده، وكما قال المثل العصا لمن عصا، ذكرى لها معاني في هيبة رجال المستقبل .

وختاماً : لا نقول إلا -رحمك الله – يامعلمنا، ونسأل الله أن يسكنك في جنات الفردوس الأعلى من الجنه