الموت يغيب وزير الإعلام الأسبق عبدالعزيز الرواس

يعد أحد أبرز الشخصيات الإعلامية في الوطن العربي

مسقط / الواحة
تقرير من إعداد
حمود بن علي الطوقي

ودعت سلطنة عمان اليوم الأحد، 18 أغسطس 2024م، معالي الأستاذ عبدالعزيز بن محمد الرواس، وزير الإعلام الأسبق والمستشار الثقافي السابق، الذي توفي عن عمر يناهز الثمانين عامًا.

شغل الرواس عدة مناصب بارزة، منها منصب وزير الإعلام، حيث كان من بين وزراء الإعلام العرب. كما شغل منصب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية في عهد السلطان قابوس بن سعيد، وجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم.

ولد عبدالعزيز بن محمد الرواس في مدينة صلالة بمحافظة ظفار عام 1945، وبدأ حياته الدراسية في مدرسة السعيدية بصلالة، ثم سافر إلى دولة الكويت حيث انخرط في السلك الدبلوماسي هناك. في عام 1970، وعندما تولى الحكم السلطان قابوس بن سعيد، عاد إلى عُمان وتدرج في عدة مناصب قيادية حتى تقاعد بتاريخ 1 أبريل 2020، بعد أن أتم العقد الخامس في خدمة وطنه.

لقد ترك الراحل بصمة عميقة في مجال الإعلام في سلطنة عمان كأحد أبرز رجال الدولة، الذي عمل جنبًا إلى جنب مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، منذ بداية حكمه في 23 يوليو 1970. كانت له بصمة واضحة على مدى خمسة عقود في مجالات الإعلام والثقافة في السلطنة، حيث أسهم بشكل ملحوظ في تطوير منظومة الإعلام العماني وتعزيز دوره في المجتمع.

بدأ مسيرته في مجال الصحافة والإعلام حيث عمل كرئيس تحرير لجريدة “عمان”، وقاد الجريدة إلى مستويات جديدة من التأثير والنفوذ. تحت قيادته، أصبحت الجريدة منبرًا هامًا للمواضيع الوطنية والقضايا الاجتماعية. كما كان له الفضل في صقل قدرات الصحفيين العمانيين ووضع خطة لتعيين الشباب العماني وتأهيلهم للعمل كصحفيين في مختلف الأقسام، إيمانًا منه بأن العمل الصحفي والإعلامي يجب أن يديره الكوادر الوطنية.

وخلال إشرافه على مؤسسة عمان للصحافة والنشر، قام بدور بارز كمشرف عام على المؤسسة، حيث ساهم في تطوير سياسات الإعلام والطباعة والإعلان، وتعزيز قدرات المؤسسات الإعلامية في السلطنة.

يُعتبر معالي عبدالعزيز الرواس من الوزراء المؤثرين ليس فقط على مستوى سلطنة عمان، بل على مستوى دول المجلس والدول العربية، حيث كوّن علاقات ممتازة مع معظم وسائل الإعلام الخليجية والعربية، وكان يحظى باحترام الجميع من الإعلاميين والصحفيين من مختلف الدول الخليجية والعربية وحتى الصحفيين من الدول الغربية، نظرًا لمواقفه الثابتة والواضحة على الساحتين العربية والدولية. كما أن مواقفه تجاه القضية الفلسطينية ثابتة وتعكس مواقف السلطنة في هذه القضية العربية والإسلامية المصيرية.

واكب معالي عبدالعزيز الرواس قيام دول مجلس التعاون الخليجي في عام 1981، وعمل جنبًا إلى جنب مع أصحاب المعالي وزراء دول المجلس من أجل إبراز قدرات المنظومة الخليجية الجديدة لتكون واحدة من أهم التكتلات في المنطقة.

لعب الوزير الرواس دورًا محوريًا في تعزيز القطاع الإعلامي وتنظيمه، وعمل على تحسين جودة المحتوى الإعلامي المحلي وتطوير القوانين المتعلقة بالصحافة والإعلام. ونظرًا لأن الإعلام يعتبر مرآة الشعوب، فقد وضع برامج وأنشطة لتدريب الكوادر الوطنية في مجال الصحافة والإعلام، وابتعث عددًا من الصحفيين والإعلاميين في دورات داخلية وخارجية بهدف صقل قدراتهم، وقدم مساهمات قيمة في تطوير المناهج الأكاديمية في مجال الإعلام.

عُرف عن الوزير والمستشار عبدالعزيز بن محمد الرواس إنجازاته الكبيرة في خدمة السلطنة وعمل بتفاني من أجل خدمة وطنه من خلال عمله الإعلامي والثقافي. ومن إسهاماته، كان له الفضل في طرح فكرة تشييد منتزه البليد الأثري ومتحف أرض اللبان وسهْمهرم ووادي دوكة بمحافظة ظفار، وتسجيلها ضمن أهم المعالم الثقافية والتراثية لسلطنة عمان.

وتتقدم مؤسسة الواحة للصحافة والنشر باصدق التعازي لاسرة الفقيد سائلين المولى عزوجل ان يرحم معالي الوزير عبدالعزيز الرواس، ويتغمده بواسع رحمته، ونسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته. ستظل إنجازاته وإسهاماته جزءًا لا يُنسى من تاريخ الإعلام والثقافة العمانية.

زر الذهاب إلى الأعلى