المحافظون.. يا فرحةً ما تمت

سعيد بن مسعود المعشني

لا ينكر عاقلٌ درجة العناية والاهتمام التي أولاها المقام السامي، حفظه الله وأبقاه، بالمحافظين، وتعزيزه لأدوارهم وصلاحياتهم بما يرفع من مقامهم، ويحرك موقعهم وحركتهم في الإعراب. وقد تُرجم هذا الاهتمام أكثر من مرة، إلى جانب التعديل في الصلاحيات، فوصل إلى إصدار أوامره المطاعة برفد موازنات مكاتبهم بعشرات الملايين من الريالات، من خارج اعتماداتهم السنوية.
ولأن درجة “المفهومية” تختلف من كائنٍ إلى آخر، فقد فهم بعض هؤلاء أن المطلوب هو “سهراتٌ ولعانة”، على قول أهلنا في الشام. فما إن ارتفعت أصفار حساباتهم الجارية حتى رقصت عُمان على إيقاع سهراتهم في طول البلاد وعرضها.
لو أن أصحاب السمو والمعالي والسعادة فهموا الحكمة السلطانية من وراء توجيهاته وأوامره، أعزّه الله، لأدركوا أن الهدف، كان ولا يزال، هو أن تُستغل هذه الأموال التي جاءت من خارج الموازنات المعتمدة لأغراضٍ غير تقليدية.
تمنّيتُ، مثلًا، أن يهتدي تفكير أحدهم، ويبادر إلى إجراء دراساتٍ لمخططاتٍ هيكلية لاستخدامات الأراضي في محافظته ومدنها الرئيسية خلال المئة سنة القادمة، مثلًا.
تمنّيتُ أن يقوم آخرُ بوضع نواةٍ لخططٍ تنمويةٍ مرجعيةٍ تراكمية لمحافظته، تُنفَّذ خلال السنوات والعقود القادمة، وتكون مبنيةً على ميزتها التنافسية، وتكاملها مع محيطها الجغرافي والبيئي والسكاني.
هذه كانت أحلامي وأمانيَّ أنا، العبد الفقير إلى الله، أما الجماعة فقد كان لهم رأيٌ آخر.
فإذا استمر هذا “الردح” مستقبلًا، فإنني أطلب من ولي الأمر الاحتفاظ بهذه الأموال، وعدم صرفها في هذه المصارف، نظرًا لحاجتنا الماسة إلى كل بيسةٍ منها، فهناك أمورٌ أهم تستحق العناية والرعاية والاهتمام أكثر من هزِّ السيوف وقرع الطبول والرقص على الأنغام.

زر الذهاب إلى الأعلى