عُدْ لتصوِّر مطرح فقد اشترتْ للعيد “بنجريّها” المُشوَّك و”مُرِّيتَها” المُنَخَّلة

حمود السيابي

———————————
حمود بن سالم السيابي
———————————
لو ترشّح أبو صهيب لتمثيل معشوقته مطرح تحت قبَّة مجلس عمان لاكتسح الأصوات ، فهذا عاشقها الذي تعرفه صهْدة الشمس وظلة الصبح والأكف القابضة على حصى “الحواليس” و”تغنيمة” الدِّلال حيث اعتادت البندر شُرْب قهوتها واقفة.
وتعرف أبا صهيب مرازيب المطر وزغاريد “هبطة” وادي “خب السمن” ونشيج وادي “خلفان” ودهشة “شرجة العريانة”.
وتعرفه السكيك المخططة ب”تواير” السياكل وجدران البيوت التي تستف ملح الأيام والساحات المسكونة بدوران “الدُّوَّامات” المتفلتة من خيوط الضحكات.
ولد الأستاذ الممثل والكاتب والمذيع والمخرج محمود بن عبيد الحسني في مطرح بين ضحكة الصبح التي تؤذن للنهار المطشَّش بعبق “الهوتيلات” والظهور التي تتسابق للالتصاق بجدران مقهاة سعيد فتقطع النَّفَسَ لحظة اقتناص “كاميرة” حيدر العكَّاس صورة العمر التي سيحملها جواز السفر أو “ليسن” الوانيت الذي سينوء بحمل “جواني” القهوة “البربرية” و”الزيرة السوجندية” و”كورجات اللواسي” لعيد علًق على أطراف شفاهه فرحة مؤجلة.
وكان من الطبيعي أن تكون الإذاعة وجهة محمود الحسني حين شبَّ عن الطوق فالاذاعة أقرب إضافات النهضة الزاهرة لمطرح.
ذهب أبو صهيب إلى الإذاعة ومعه نخيل مطرح المغموسة في رطوبة الجو وعروقها الغائرة في الأرض للفكاك من طغيان الماء المالح.
وحمل محمود للإذاعة جلسات باعة “قرون السَّبال” المملح و”الدَّنجْو” ومجيء المساء المعطر ب”ياسمين طاح البراد” تحت جدار “الدروازة”.
وحمل أبو صهيب للرَّبع تغليفات الحلوى المطرحية وقطع “القشاط” وعبق فوران الزيت في مقالي “اللولاه” و”الزلابيا”.
ومنذ أول يوم عمل له ولآخر عزلة تحت أوردة “الكيمو” في مستشفى السرطان كانت مطرح رفيقة العمر أمَّاً وابنةً وحبيبة.
وإذا كان أبو صهيب غير طامح لتمثيل مطرح تحت القبة ، فإن مطرح كانت غيمة ماطرة فوق سريره في توديع باذخ بأمل أن ينهض ليصور السقَّاء الذي يخط بقطرات قربته الباردة أحداثيات العنونة الجديدة.
لقد اقترب العيد يا محمود وهذا وقت تصويب كاميرة “السلفي” لتسمع مطرح خرخشة “بناجربها” المشوكة وهداهد “غوصها” و”شمبرها بوحروف” و”مريتها” المنخَّلة وأقراط أذنيها.
عدْ يا أبا صهيب ولا تخذل مطرح التي اعتادت عليك.
عدْ فالحكايات مفتوحة
ولا تكن وجع إسدال ستارة النهايات.

زر الذهاب إلى الأعلى