مواجهة الفشل

علي عبدالرضا اللواتي

حقيقة عايشناها ونعايشها دائما …

فلكي يكون لنا وجود, نحن نسابق الملايين من الحيوانات لنصل إلى بويضة: فإن وصلنا صرنا جنين, بينما الملايين من إخوتنا يفشلون وتنتهي مسيرتهم قبل أن يخلقوا

والحياة لعبة … الفرق انهفي اللعب الكسبان مستمر, بينما في الحياةالمستمر كسبان

لهذا ارتأيت ان أكتب عن الفشل والحقيقة التي توصلت لها وهي أن الفشل ليس عكس النجاح بل هو جزأ منه …

اليوم وأنا أحتسي القهوة صباحا … كانت هناك فكرة تجول في خاطري والتي أحببت مشاركتها … فمن الجوانب المهمة بالنسبة لي هي نقل الانسان تجاربه للآخرين لإيماني أن كل مخلوق يمر في طريقه الخاص ولديه أسلوبه في التعامل مع التحديات لبلوغ أهدافه … ومن جهة أخرى وددت المشاركة لإعتقادي بأن هذا يرضي الخالق وهو جل ما أطمح إليه… 

يريحني أن الكثير من بني جنسي يفعل ما بوسعه ليفيد الآخرين … فالكل يسرد قصصه وتفوقه بشتى الوسائل والطرق … والكثير منا حتى يُدعى ليحدث العالم عن نجاحاته … ولكن ولأني أؤمن أننا دائما ما نرى نصف الحقيقة, إن نظرنا من جانب واحد … فأنا أرى أننا قد نتعلم من الفشل بنفس درجة تعلمنا من النجاح …

وما ألاحظه أن الكثير منا يجهل أو يخفي هذا الجانب … ولا أُبرا نفسي “إن النفس لأمارة بالسوء”… ولكني فقط أحاول تطبيق مبدأ المؤلف ولشاعر تشيكوفسكي “أنا أنطق، ما لا تجرؤ أنت بالتفكير فيه”

 فمن صغري وأنا ألاحظ الناس من حوالي والذين كانوا قد قطعوا جزءاً ليس بيسير في الحياة …

فرأيت أحدهم تاجر ناجح … صحيح إنه إنسان ناجح, ولكن المال والتجارة هي كل إهتمامه ويكاد نجاحه يقتصر في هذا فقط…

رأيت آخر معتكف المساجد … يكاد لا يبرح مصلاه ولكن أين هو من أهله من زوجه وأولاده … و أين هو من عمله … من الحياة والمعاملة…

قابلت أحد آخر وجل هدفه العلم والعمل … إلى درجة أن ترك بلده وهاجر الى بلدة أخرى ناسيا وطنه وناسه والذين أحوج اليه …

في رأي, أن كل هؤلاء يخفون فشلهم في جوانب كثيرة بالتركيز على جانب او آخر في الحياة … وهو ما أعزيه الى خلل في عجلة الحياة …

من هنا راجعت نفسي … وفعلا من أصعب الأمور التي يتعرض لها الإنسان ، هو الفشل والذي يكون تحت شتى المسميات …

كعدم تحقيق هدف ما اوعلاقة غير ناجحة او رسوب في امتحان او مرض يصاب به الانسان … الخ … تعددت الكلمات والنتيجة واحدة … عدم النجاح.

والسؤال موجه لي وللجميع ……

ألم نفشل في شيء ابدا؟ … أولم يخب ظننا بأحد من الناس؟ أو لم نستسلم لواقع بعد أن كنا نطلب شيئا ما بشدة … او لم نرسب قط؟ … لنعد التفكير ونركز قليلا على مواقع الفشل حياتنا … فمنها نتعلم ومنها نعلم ومن ثم نتجاوزها لأهداف اخرى …

وببساطة ما ساعدني اتخطى منعطفات الفشل في حياتي هو وجود تخطيط مسبق … فحين أضع أهداف حياتي أضعه في تسعة جوانب (قد يكونوا أكثرأوأقل)…

ولكن حين افشل ، فغالبا ما يكون في إحدى الجوانب كالمال او العمل او العلاقات الخ ولكن وبوجود جوانب أخرى وأهداف أعم فانا سرعان ما أغير التركيز وأستمر في هدف آخر غير الهدف الذي فشلت فيه … وبهذا تستمر الحياة … بأقل خسارة …

والأهم من كل الجوانب التسعة التي وضعتها جانب رضا الخالق … ففي اعتقادي مهما نجحت … وفي أي جانب كان, فبدون رضا الخالق فأنا لم اكسب شيئا … ولهذا أحاول ربط جميع جوانب الحياة برضا الخالق … فإن كنت احسن لأولادي مثلا … فانا امتثل لأمر الخالق وسنة الحياة والفطرة السليمة … وهي ترك الأثر الطيب

زر الذهاب إلى الأعلى