قضايا وآراء في الصحافة العالمية

العواصم في أول سبتمبر /العُمانية/ رصدت وكالة الأنباء العُمانية أبرز ما تناولته الصحف العالمية من مقالات وتحليلات حول قضايا سياسية واقتصادية وفكرية، شملت السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي، والفلسفة والذكاء الاصطناعي، إضافةً إلى مستقبل الدولار في ظل النظام النقدي العالمي المتغيّر.

ففي منصة بروجيكت سينديكت، كتب “مارسيل فراتشير”، المدير السابق بالبنك المركزي الأوروبي وأستاذ الاقتصاد الكلي بجامعة هومبولت في برلين، مقالًا بعنوان “ثورة السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي: مرونة جديدة ومخاطر كامنة”. وأشار فيه إلى أن البنك بصدد تحوّل جوهري من السياسات المقيدة بالقواعد الصارمة إلى نهج أكثر مرونة قائم على إدارة المخاطر.

وبيّن أن هذا التغيير يهدف إلى موازنة فوائد القرارات النقدية مع كلفتها وآثارها على الاقتصاد الحقيقي والنظام المالي، خاصة في ظل عالم يشهد صدمات متكررة كالأزمات المالية والجائحات والصراعات الجيوسياسية. لكنه حذّر من ثلاث مخاطر رئيسة: فقدان المصداقية في حال بدت السياسات متذبذبة، صعوبة التواصل بسبب تباين مواقف أعضاء مجلس المحافظين، وتهديد استقلالية البنك مع ازدياد الضغوط السياسية. وخَلُص الكاتب إلى أن نجاح هذه الاستراتيجية يتوقف على وضوح مبادئها وشفافيتها ومقاومتها لأي تدخلات خارجية.

أما شبكة الكونفيرسيشن فقد نشرت مقالًا للفيلسوف والأكاديمي “ريان ليك” تناول فيه سؤالًا فلسفيًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفكر حقًا؟ واستعرض من خلال أفكار أفلاطون وأرسطو التمييز بين الذكاء والتفكير. وخلص إلى أن الذكاء الاصطناعي، رغم قدراته في المعالجة والتحليل، يظل أقرب إلى “الخيال” في فلسفة أفلاطون، ويفتقر إلى “التجسيد” و”الحكمة العملية” التي أكد عليها أرسطو كشرطين للتفكير الحقيقي. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لا يمتلك وعيًا أو مشاعر أو إدراكًا، وبالتالي يظل أداة تحاكي التفكير دون أن تبلغ جوهره الإنساني.

وفي بانكوك بوست التايلندية، كتب “جاي بيلوسكي” مقالًا أشار فيه إلى أن الدولار الأمريكي يواجه تحديات غير مسبوقة تهدد مكانته كعملة احتياطية عالمية، نتيجة السياسات الداخلية الأمريكية وتحوّلات الجغرافيا السياسية. وأوضح أن سياسة “أمريكا أولًا” أضعفت ثقة الشركاء الدوليين، بينما تتجه أوروبا إلى تعزيز قوة اليورو عبر إنفاق دفاعي أوسع وإصدار سندات أوروبية آمنة، في حين تعمل الصين على ترسيخ مكانة اليوان من خلال فتح أسواقها المالية وجذب الاستثمارات.

كما لفت إلى أن ارتفاع العجز الأمريكي – سواء في الميزانية أو الحساب الجاري – يزيد اعتماد الولايات المتحدة على تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية، في وقت تسعى فيه أوروبا وآسيا إلى الاحتفاظ برؤوس أموالها داخليًا. ويرى أن هذه التوجهات قد تفضي إلى نشوء نظام نقدي عالمي جديد ثلاثي الأقطاب (الدولار في الأمريكتين، اليورو في أوروبا، واليوان في آسيا).

وختم بيلوسكي مقاله بالتأكيد على أن الدولار سيظل مهيمنًا في المدى القريب، لكن مسار التغيير واضح، محذرًا من أن السياسات الأمريكية الراهنة قد تُعجّل بانحسار نفوذ الدولار وتفتح المجال أمام نظام نقدي عالمي أكثر توازنًا لكنه محفوف بالمخاطر على الولايات المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى