سماء سلطنة عُمان على موعد مع خسوف كلي نادر للقمر مساء الغد

مسقط في 6 سبتمبر /العُمانية/ تشهد سماء سلطنة عُمان مساء غدٍ خسوفًا كليًّا نادرًا للقمر، يُمكن مشاهدته بوضوح في مختلف محافظات السلطنة، إلى جانب أجزاء واسعة من آسيا وأوروبا وأستراليا وغرب أمريكا الشمالية وشرق أمريكا الجنوبية، فضلًا عن المحيطات والقطبين.
وأوضح الدكتور إسحاق بن يحيى الشعيلي، رئيس مجلس إدارة الجمعية العُمانية للفلك والفضاء، أن مراحل الظاهرة تبدأ بدخول القمر منطقة شبه الظل عند الساعة (7:28) مساءً بتوقيت مسقط، يليه الخسوف الجزئي عند (8:27) مساءً، فيما يبدأ الخسوف الكلي مع دخول القمر كاملًا في ظل الأرض عند الساعة (9:31) مساءً ليستمر حتى (10:53) مساءً، وتبلغ ذروته في (10:11) مساءً. ويستمر الخسوف الجزئي حتى (11:56) مساءً، على أن تنتهي الظاهرة تمامًا عند الساعة (12:55) بعد منتصف الليل.

وبيّن أن مدة الخسوف الكلي ستستغرق ساعة و22 دقيقة، بينما تستمر المراحل الجزئية ثلاث ساعات و29 دقيقة، ليصل مجموع زمن الظاهرة إلى خمس ساعات و27 دقيقة. وسيُشاهد القمر بدرًا مكتملًا لشهر ربيع الأول 1447هـ، ويظهر باللون الأحمر نتيجة انكسار أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض.
وأشار إلى أن خسوف القمر يحدث عندما تكون الأرض والشمس والقمر على استقامة واحدة، بحيث يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس عن القمر. وتنقسم الظاهرة إلى ثلاثة أنواع: خسوف كلي عندما يدخل القمر بأكمله في ظل الأرض، وخسوف جزئي عندما يحجب الظل جزءًا منه، وخسوف شبه الظل حين يمر القمر بمنطقة شبه الظل فيبدو ضوؤه باهتًا.
وأوضح أن اللون الأحمر الذي يميز القمر أثناء الخسوف سببه الأشعة الحمراء التي تنفذ عبر الغلاف الجوي للأرض، لافتًا إلى أن الخسوف يختلف عن كسوف الشمس الذي لا يمكن متابعته إلا بأدوات خاصة لحماية العين، بينما يمكن الاستمتاع بمشاهدة الخسوف بالعين المجردة دون أي مخاطر.
وأكد الشعيلي أن الجمعية العُمانية للفلك والفضاء، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ومكاتب المحافظين، ستنظم فعاليات رصد جماهيرية باستخدام المناظير الفلكية في 11 موقعًا بمختلف محافظات السلطنة، مع الإعلان عن تفاصيلها عبر قنوات التواصل الخاصة بالجمعية.

وأضاف أن مثل هذه الظواهر تمثل فرصة علمية لدراسة مكوّنات الغلاف الجوي للأرض، من خلال تحليل الأشعة الحمراء المنعكسة على القمر، إلى جانب تطوير تقنيات الرصد والتصوير الفلكي، فضلًا عن كونها تجربة عملية للطلاب والهواة في متابعة الأجرام السماوية.
واختتم رئيس الجمعية حديثه بالتأكيد على أن الخسوف يشكّل أيضًا فرصة للمصورين لتوثيق مشاهد فريدة للقمر الأحمر وهو يتناغم مع المعالم الطبيعية والتاريخية العُمانية كالجبال والسواحل والقلاع والأفلاج، بما يُبرز جمال الطبيعة والتراث في لوحة كونية مميزة، ويعزز من مكانة السلطنة كوجهة مُلهمة لعشّاق السماء والطبيعة.





