مشاريع شبابية تستثمر التراث لتعزيز الهوية الوطنية ودعم الاقتصاد

نزوى في 24 سبتمبر /العُمانية/ تشهد سلطنة عُمان حراكًا متزايدًا من قبل الشباب في توظيف المقومات التراثية بمختلف محافظاتها، عبر دمجها في منتجاتهم وخدماتهم برؤية عصرية تحقق قيمة اقتصادية مضافة وتُسهم في تعزيز الهوية الوطنية.

ووفقًا لهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة)، يبرز دور الشباب في دعم الاقتصاد الوطني من خلال مشروعات مبتكرة في ولايات السلطنة كافة، تسهم في بناء اقتصاد أكثر مرونة واستدامة، وتفتح آفاقًا جديدة للتنمية وتنويع مصادر الدخل. وتعمل الهيئة على تعزيز هذا الدور عبر مبادرات استراتيجية تستهدف مختلف الفئات، من أصحاب المؤسسات الصغيرة والحرفيين، إلى طلبة المدارس والجامعات ورواد الأعمال من ذوي الإعاقة، لضمان وصول الخدمات بما يتناسب مع احتياجاتهم.

كما تركز “ريادة” على القطاعات ذات القيمة المضافة العالية كالتقنية والسياحة والزراعة الحديثة والصناعات الإبداعية، حيث أطلقت برامج لدعم الشركات الناشئة الواعدة، وخصصت 10 بالمائة من صندوق “عُمان المستقبل” لتمويل رواد الأعمال، إضافة إلى زيادة حصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من الإنفاق الحكومي، وإنشاء مراكز ومسرعات أعمال في مختلف المحافظات.

ومن النماذج البارزة لاستثمار التراث في الاقتصاد المحلي، مشروع إحياء حارة العقر التاريخية في نزوى، حيث قام شباب من رواد الأعمال بترميم المنازل القديمة وتحويلها إلى نُزل سياحية ومطاعم ومتاجر للحرف اليدوية، مع المحافظة على الطابع المعماري التراثي للحارة، مما جعلها وجهة جاذبة للزوار والسياح ومصدرًا لفرص العمل.

ويعد “نُزل الدار” أحد أبرز هذه المشاريع، إذ يقدّم تجربة إقامة تمزج بين العمارة العُمانية الأصيلة واللمسات العصرية، إلى جانب برامج ثقافية واجتماعية. كما أطلق أصحابه مشروعًا آخر باسم “دختر” يُعنى بالصحة والعلاج التقليدي، لإحياء الممارسات العلاجية الطبيعية وتعزيز موقع نزوى كوجهة للسياحة العلاجية.

وفي محافظة ظفار، يواصل مشروع “لبان الريان” المتخصص في العطور والبخور ومنتجات اللبان، الذي أسسه خالد بن أحمد العامري، توسيع نطاق منتجات اللبان العُماني الموروثة عن الأجداد، لتشمل مشتقات متنوعة مثل الزيت والصابون والمستحضرات التجميلية، ما يعكس حرص الشباب على استدامة هذا الموروث وتطويره بما يتماشى مع متطلبات العصر.

كما تشهد ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية مبادرات شبابية مماثلة، تمثلت في تحويل البيوت والحارات القديمة إلى بيوت ضيافة ومتاحف صغيرة، إلى جانب إطلاق مسارات جبلية لعشاق رياضة المشي الجبلي (الهايكينج)، الأمر الذي أبرز مقوماتها الطبيعية الفريدة وساعد على تسويق المنتجات الحرفية المحلية للسياح.

زر الذهاب إلى الأعلى