نجاح إعادة تأهيل وإطلاق الوشق العربي في جبال مسندم

خصب في 28 سبتمبر /العُمانية/ تمكنت هيئة البيئة بمحافظة مسندم من إعادة تأهيل صغير الوشق العربي (المعروف محليًّا بالحمراء) وإطلاقه مجددًا في موئله الجبلي الطبيعي، في خطوة تُعد إنجازًا مهمًّا ضمن جهود الحفاظ على الحياة الفطرية.
وقد رُصد الحيوان خلال جولات المتابعة الدورية داخل محمية المنتزه الوطني الطبيعي، حيث بدا عليه الإرهاق بسبب الجوع والعطش. وعلى الفور شرع الفريق المختص في تنفيذ إجراءات الإنقاذ، وخضع الحيوان لعناية بيطرية مكثفة وبرنامج تأهيلي متكامل أعدته الهيئة لضمان قدرته على العودة إلى بيئته البرية والتكيف معها.
وتأتي هذه العملية ضمن برامج الرصد المستمر للحياة الفطرية في المحمية، التي تعتمد على المسوحات الدورية باستخدام “الكاميرات الفخية” المنتشرة في مختلف المناطق الجبلية. وتساعد هذه التقنية في توثيق الأنواع النادرة مثل الوشق العربي ومراقبة سلوكها في بيئتها الطبيعية، علمًا بأن هذا النوع يعيش منفردًا وينشط غالبًا خلال الفجر والغسق.

وتشير البيانات إلى انخفاض أعداد الوشق العربي في بعض المناطق نتيجة الجفاف وشح الأمطار، مما تسبب في تدهور الموائل الطبيعية، وهو ما يستدعي تكثيف الجهود لحماية الأنواع الفطرية وإعادة تأهيلها داخل المحميات.
ويُعد الوشق العربي من أهم المفترسات في النظم البيئية البرية، إذ يسهم في تنظيم أعداد الفرائس مثل القوارض والطيور، بما يحافظ على التوازن البيئي. ويتميز برشاقته، إذ يتراوح وزنه بين 10 و20 كيلوجرامًا، ويصل طوله إلى 60–90 سنتيمترًا، كما يساعده فراؤه المتدرج بين البني المصفر والأحمر الصدئ، مع أذنيه الطويلتين المزينتين بخصلات سوداء، على التخفي في البيئة الجبلية.
كما يلعب المجتمع المحلي في محافظة مسندم دورًا فاعلًا في دعم جهود الحماية، من خلال الوعي البيئي المتزايد والإبلاغ عن الحالات الطارئة للحيوانات البرية ورصد الأنواع النادرة، في شراكة متكاملة مع هيئة البيئة.
وتجسد هذه الجهود التزام سلطنة عُمان بالحفاظ على التنوع الأحيائي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، عبر مبادرات تعزز التعاون بين الجهات المختصة والمجتمع لضمان استدامة الإرث الطبيعي للأجيال القادمة.





