برامج وطنية شاملة لتعزيز التعافي والوقاية من المخدرات

مسقط في 5 أكتوبر /العُمانية/ تكثّف سلطنة عُمان جهودها في مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية عبر منظومة وطنية متكاملة تشمل العلاج والتأهيل والتوعية، بمشاركة الجهات الحكومية والأهلية، ضمن نهج تشاركي ومجتمعي.

وتبرز في هذا الإطار برامج وطنية رائدة، من بينها برنامج “تكيّف” المعني بمتابعة المتعافين ودمجهم اجتماعيًّا وأسريًّا، وبرنامج “فواصل” الوقائي الموجه لطلبة المدارس بهدف رفع وعيهم وتنمية مهاراتهم الحياتية، بما يدعم الاستقرار النفسي والاجتماعي للمتعافين ويُسهم في الحد من انتشار المخدرات.

وأكدت الدكتورة أميرة بنت عبدالمحسن الرعيدان، مشرفة قسم التوعية والتدريب في المكتب التنفيذي للجنة الوقاية من المخدرات بوزارة الصحة، أن التعاون بين وزارة الصحة والجهات المعنية أثمر تنفيذ برنامج “تكيّف” بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية، ليشمل جميع محافظات السلطنة، ويستهدف المتابعة اللاحقة لخريجي مركز بيوت التعافي، من خلال الأخصائيين الاجتماعيين.

وأوضحت أن البرنامج يركّز على إعادة التأهيل الاجتماعي للمتعافين، وتعزيز تواصلهم الأسري، عبر جلسات إرشادية يقدمها الأخصائيون الاجتماعيون لتسهيل اندماجهم في المجتمع وتحقيق الاستقرار النفسي.

وفي الجانب الوقائي، أشارت إلى أن برنامج “فواصل” نُفذ بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ويستهدف الفئة العمرية من 12 إلى 14 عامًا، وفق نموذج التأثير الإدراكي والاجتماعي، من خلال ترسيخ السلوكيات الوقائية في الحياة اليومية للطلبة.

وبيّنت أنه تم إعداد فريق وطني يضم أخصائيين اجتماعيين ونفسيين من مختلف المؤسسات المعنية، منها وزارة التربية والتعليم وشرطة عُمان السلطانية ووزارة الصحة، لتطوير أساليب التوعية ورفع وعي الطلبة والأسر، عبر دمج المعلومات بالمهارات الحياتية والاجتماعية، وإيجاد بيئات تفاعلية تشجع الطلبة على المشاركة.

وأضافت الرعيدان أن لجنة الوقاية تنفذ سنويًّا “المسابقة المجتمعية” بالتعاون مع دائرة المبادرات المجتمعية بوزارة الصحة، لتشجيع الشباب وأفراد المجتمع على إطلاق مشروعات تسهم في الحد من ظاهرة المخدرات على مستوى ولايات السلطنة، من خلال أنشطة ثقافية ورياضية وترفيهية تستثمر طاقات الشباب وتعزز سلوكهم الصحي.

كما تنظم اللجنة، بالتعاون مع الإدارة العامة للمكافحة، حملات توعوية دورية تشمل ندوات ومعارض وقوافل تجوب المحافظات، بهدف رفع الوعي المجتمعي بخطر المخدرات.

وفي جانب الدعم النفسي والاجتماعي، أكدت الرعيدان أهمية المتابعة الدورية في عيادة الإدمان بمستشفى المسرة، لتقييم الحالة النفسية والصحية، وتحويل المرضى إلى الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين لحل التحديات الأسرية والاجتماعية والمهنية التي قد تواجههم.

وأوضحت أن مرحلة التأهيل العلاجي السلوكي بمركز بيوت التعافي قد تمتد إلى ستة أشهر أو أكثر، بحسب حالة المستفيد، لما لها من دور في تقليل الانتكاسة وتعزيز العلاقات الأسرية وإعداد المتعافي للاندماج في المجتمع.

وأشارت إلى أن برنامج “تكيّف” يسعى لإعادة بناء العلاقات الاجتماعية وتنمية مهارات التكيف والتعامل مع الضغوط، عبر برامج سلوكية وإرشادية متنوعة تدعم استقرار المتعافين وتعزز صلابتهم النفسية.

وفي إطار التوعية الرقمية، دشّنت الجهات المعنية المنصة الوطنية “حياة”، كأول منصة رقمية في السلطنة تُعنى بالوقاية والعلاج والاستشارة في مجال الإدمان، وتقديم الدعم للأفراد والأسر والمجتمع، استجابة للتحديات المتزايدة المرتبطة بانتشار المخدرات.

وتأتي المنصة ثمرة تعاون بين وزارات الصحة والتنمية الاجتماعية والتربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والأوقاف والإعلام والثقافة والرياضة والشباب، لتوفير بيئة إلكترونية آمنة وسهلة الوصول للتوعية والدعم والعلاج.

وتُعد منصة “حياة” إحدى المبادرات المتوافقة مع أولويات رؤية “عُمان 2040″، خاصة في ما يتعلق ببناء مجتمع صحي وآمن ومتماسك.

زر الذهاب إلى الأعلى