سلطنة عُمان تستعد للاحتفال بيوم المرأة العُمانية تحت شعار “المرأة شريكة في التنمية”

مسقط في 15 أكتوبر /العُمانية/ تستعد سلطنة عُمان للاحتفال بعد غدٍ بيوم المرأة العُمانية، الذي يوافق السابع عشر من أكتوبر من كل عام، تحت شعار “المرأة شريكة في التنمية”، تأكيدًا على مكانة المرأة ودورها المحوري في نهضة الوطن بقيادة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظه الله ورعاه/.

ويأتي هذا الاحتفاء تقديرًا لمسيرة المرأة العُمانية وما حققته من إنجازات في مختلف المجالات، حيث أكد جلالة السُّلطان المعظم على حقها في التمتع بكامل حقوقها المكفولة قانونًا، إيمانًا بأهميتها كشريك رئيس في مسيرة التنمية المستدامة. كما شددت السيدة الجليلة حرم جلالة السُّلطان المعظم /حفظهما الله/ على أن المرأة العُمانية تسير بخطى واثقة نحو التقدم والازدهار، وهو ما يعكسه حضورها الفاعل في الأسرة والمجتمع ومؤسسات الدولة.

وبحسب بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، بلغ عدد النساء العُمانيات في المناصب الإدارية 2223 امرأة، وفي السلطة القضائية 504 بين محامية ومدعٍ عام، فيما وصل عدد عضوات مجلس عُمان إلى 18 امرأة، في مؤشر واضح على اتساع مشاركتهن في مسارات التنمية والتشريع.

وفي قطاع التعليم، بلغ عدد المعلّمات العُمانيات في المدارس الحكومية 41,941 معلمة، و7,148 في المدارس الخاصة، و172 في مدارس التربية الخاصة، و98 في المدارس الدولية، إضافةً إلى 1,207 معلمات في المدارس الحكومية الأخرى.
ولا يقتصر دور المرأة على العمل المؤسسي، بل يشمل أيضًا دورها الحيوي داخل الأسرة، حيث تُسهم في بناء بيئة مستقرة تُعزز قيم المسؤولية والعطاء والتعاون لدى النشء، مما يجعلها شريكًا أساسيًّا في التنمية الاجتماعية والإنسانية.

وأكدت المكرمة الدكتورة عهود بنت سعيد البلوشية عضو مجلس الدولة، أن المرأة العُمانية أصبحت عنصرًا مؤثرًا في العمل البرلماني، حيث لم يقتصر دورها على التمثيل الشرفي، بل تولّت ملفات تشريعية مهمة تتعلق بالسياسة والاقتصاد والتعليم والصحة والتنمية المستدامة. وأشارت إلى أن التجربة البرلمانية النسائية واعدة، داعيةً إلى تعزيزها عبر دعم الترشح النسائي وتأهيل القيادات الشابة.

وأضافت أن يوم المرأة العُمانية يجسّد اعتراف الدولة بدورها الوطني، ويُعد محطة لتقييم الإنجازات واستشراف التحديات في مجالات التعليم والعمل والمشاركة السياسية وريادة الأعمال، وفرصة لإبراز التجارب الملهمة للنساء العُمانيات.

وفي حديثها عن الموازنة بين الأدوار الأسرية والمهنية، أكدت أن المرأة العُمانية أثبتت قدرتها على إدارة مختلف مسؤولياتها بكفاءة، وأن المرحلة المقبلة تتطلب توجيه طاقاتها نحو مجالات استراتيجية كالابتكار وريادة الأعمال والاقتصاد المعرفي، إلى جانب تنمية المهارات الرقمية ومواصلة التعلم المستمر.

من جانبها، أشارت مريم بنت حمد الساعدية، مديرة مدرسة سيح المحامد بمحافظة جنوب الباطنة، إلى أن المرأة العُمانية أصبحت نموذجًا للعطاء داخل الأسرة وخارجها، من خلال أدوارها كمعلمة وإدارية وأكاديمية وباحثة وقائدة في مختلف القطاعات.

كما أكدت لقاء بنت سيف المعولية، رئيسة جمعية المرأة العُمانية بمسقط، أن الجمعيات النسائية تلعب دورًا مهمًّا في تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها المجتمعية، وترسيخ القيم الوطنية عبر أدوارها التربوية والإنسانية والإعلامية.

وفي المجال الهندسي، أوضحت المهندسة ناشئة بنت سعود الخروصية أن تأثير المرأة لا يُقاس بعدد العاملات، بل بعمق الإنجازات التي تسهم بها، مؤكدة أن المرأة العُمانية أصبحت عنصرًا رئيسًا في بناء البنية الأساسية والاقتصاد القائم على المعرفة.
أما الدكتورة وفاء بنت سعيد المعمرية، رئيسة قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بجامعة السُّلطان قابوس، فأشارت إلى أن دعم المرأة العُمانية يمتد جذوره في التاريخ الوطني، وأن حضورها القوي في المجال الأكاديمي — حيث بلغ عدد الحاملات لدرجة الدكتوراه في الجامعة 193 امرأة، منهن 154 في مناصب قيادية — يجسد ثقة الدولة في قدراتها على قيادة التغيير وصنع القرار.
واختتمت مؤكدة أن المرأة العُمانية تنظر إلى دورها في بناء المستقبل بوصفه امتدادًا لدورها الأسري، حيث توحّد بين رسالتها في التنشئة ودورها في التأثير في السياسات العامة، لتظل ركيزة أساسية في مسيرة نهضة عُمان المتجددة.





