مشروع تطوير حارة الرمل بعبري.. صون للتراث وتعزيز للنمو الاقتصادي المستدام

عبري في 26 أكتوبر /العُمانية/أعلنت وزارة التراث والسياحة عن تنفيذ مشروع تطوير واستثمار حارة الرمل الأثرية بولاية عبري في محافظة الظاهرة، في إطار جهودها الرامية إلى حماية التراث العُماني وإبراز دوره في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. وتُعد الحارة من أقدم الأحياء التاريخية في سلطنة عُمان، إذ يعود تاريخ إنشائها إلى أكثر من ثلاثة قرون.

ويُنفَّذ المشروع من قِبل شركة الظاهرة الدولية للتنمية والاستثمار على مساحة تبلغ (6,350) مترًا مربعًا، وبتكلفة تقديرية تصل إلى مليون ريال عُماني، على أن يتم استكمال أعمال التنفيذ خلال عامين من بدء التنفيذ الفعلي.

وتقع حارة الرمل على سفوح جبل الرمل، وتمتاز بمعمارها العربي الإسلامي الأصيل الذي يجسّد جماليات البناء التقليدي وبساطة الحياة العُمانية، ما يجعلها من أبرز المعالم التراثية والسياحية في ولاية عبري.

وأوضح وليد بن حمد الغافري، مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة الظاهرة، في تصريحٍ لوكالة الأنباء العُمانية، أن المشروع يأتي ضمن توجه الوزارة لإحياء المواقع التراثية وتحويلها إلى وجهات سياحية متكاملة، مشيرًا إلى أنه سيسهم في تنشيط الحركة السياحية وتعزيز الاستثمار المحلي من خلال إنشاء مقاهٍ ومطاعم ونُزل تراثية ومناطق مخصصة للراحة والاستجمام، إضافة إلى تحسين بيئة الحارة وتسهيل الحركة فيها بما يعكس روح الأصالة العُمانية.

ويشتمل المشروع على متحف تراثي، ونُزلين تراثيين، ومطعم رئيسي، ومقهى رئيسي، و28 محلًا تجاريًّا مخصصًا للحرفيين والأسر المنتجة، إلى جانب جلسات خارجية على سفح الجبل توفر تجربة سياحية متكاملة تمزج بين الأصالة والضيافة والطبيعة.

ويهدف المشروع إلى الحفاظ على الهوية الثقافية والمعمارية للحارة من خلال ترميم مبانيها التاريخية وفق الطابع العُماني التقليدي، وتعزيز السياحة الثقافية والمجتمعية عبر تنظيم فعاليات ومعارض تراثية متنوعة، بما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة لأبناء المحافظة، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة المرتبطة بالتراث والضيافة.

ويُعد مشروع تطوير حارة الرمل بعبري نموذجًا وطنيًّا رائدًا يجمع بين الحفاظ على الموروث الثقافي وتنمية المقومات الاقتصادية والسياحية، ليشكل إضافة نوعية للمشهد الحضاري في محافظة الظاهرة، وترجمةً لاهتمام وزارة التراث والسياحة المستمر بتطوير المواقع التاريخية وتحويلها إلى روافد ثقافية وتنموية مستدامة تخدم الحاضر والمستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى