المستشفى السُّلطاني ينجز أول عملية لجراحة المسالك البولية عن بُعد باستخدام الروبوت

مسقط في 16 نوفمبر 2025 /العُمانية/سجّل المستشفى السُّلطاني إنجازًا طبيًّا متميزًا بعد إجرائه أول عملية في تخصُّص المسالك البولية عن بُعد، بالتعاون مع مركز صباح الأحمد بدولة الكويت، مستخدمًا نظام الجراحة الروبوتية المتطور “توماي”. وتمثل هذه الخطوة نقلة نوعية في مسار الجراحة الذكية والتحول الرقمي الصحي على مستوى سلطنة عُمان والمنطقة.
وأتاحت التقنية للفريقين الطبيين في عُمان والكويت تنفيذ العملية بدرجة عالية من الدقة وبأقل تدخل جراحي، مع تحقيق معدلات أمان مرتفعة وسرعة في تعافي الحالة، ما يعكس جاهزية الكوادر الوطنية للتعامل مع أحدث التقنيات الطبية.

وقال الدكتور عامد بن خميس العريمي، المدير العام للمستشفى السُّلطاني، إن هذا النجاح يأتي انسجامًا مع توجهات وزارة الصحة ورؤية “عُمان 2040” في تعزيز الابتكار الطبي ورفع قدرات الكوادر الوطنية. وأكد أن إجراء العملية بالتعاون مع الأشقاء في الكويت يمثل نموذجًا متقدمًا للتكامل الصحي الخليجي ويثبت قدرة المنظومة الصحية العُمانية على مواكبة التطور العالمي.
وأشار إلى أن التجربة أبرزت أهمية الاستثمار في التقنيات الحديثة وبناء شراكات دولية تسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية، معربًا عن تطلع المستشفى إلى توسيع نطاق هذا التعاون ليشمل مجالات تدريبية وجراحية جديدة.

من جانبه، أوضح الدكتور قيس بن محمد الهوتي، استشاري جراحة المسالك البولية بالمستشفى السُّلطاني، أن تنفيذ العملية عن بُعد يُعدّ إضافة مهمة لسجل إنجازات المستشفى، خاصة بعد نجاحه الأسبوع الماضي في إجراء أول عملية روبوتية داخل سلطنة عُمان. وأشار إلى أن التقنية ستفتح المجال مستقبلًا لإجراء عمليات جراحية بين مستشفيات السلطنة دون الحاجة لانتقال المرضى، بما يرفع كفاءة الخدمات ويوفر الوقت والجهد.
وبيّن أن المستشفى يعمل على إعداد برنامج تدريبي شامل للكوادر الطبية يشمل الأطباء والممرضين والفرق الفنية، وذلك بعد اختيار النظام الروبوتي الأنسب وفق تقييم دقيق تجريه لجنة مختصة تضم خبراء وفنيين في هذا المجال.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور سعد بن عبدالهادي الدوسري، رئيس قسم الجراحة في مركز صباح الأحمد بالكويت، أن هذه الخطوة تمثل محطة رئيسة في التعاون الصحي الخليجي، موضحًا أن العملية لم تكن إنجازًا تقنيًا فحسب، بل تجربة استراتيجية تعزز التكامل الطبي بين البلدين. وأشاد بكفاءة الفريق العُماني وسرعة الاستجابة والتنسيق الذي أسهم في نجاح الإجراء.

وأوضح أن اختيار الحالة خضع لضوابط صارمة لضمان أعلى معايير السلامة، مع استيفاء كل المتطلبات الأخلاقية والفنية المعتمدة دوليًا في الجراحات الروبوتية.
ومكّنت التقنية الروبوتية الفريقين من إجراء العملية عبر تحكُّم مباشر بدقة عالية ورؤية ثلاثية الأبعاد، مما أسهم في تقليل فقدان الدم وتقليل فترة بقاء المريض في المستشفى.
ويؤكد القائمون على المشروع أن هذا الإنجاز يعزز مكانة المستشفى السُّلطاني كمركز وطني رائد في التقنيات الطبية الحديثة، ويمهّد لبناء منظومة متقدمة للجراحة الروبوتية عن بُعد، بما يدعم مستهدفات التحول الرقمي ويدفع عجلة الابتكار ضمن رؤية “عُمان 2040”.
وتُعد هذه التجربة نموذجًا للتعاون الخليجي الفاعل في مجالي التدريب والتطوير، إذ تُسهم في صقل مهارات الكوادر الطبية في سلطنة عُمان ودولة الكويت، وتُرسّخ حضور المنطقة في مجال الجراحة المتقدمة عالميًا.





