ذكرى رحيل ابني أحمد.. يوم اشتاقت روحه الجنان


تاريخ الوفاة
26يونيو2006

بقلم / منصور بن حبيب الرحبي ابا احمد

عزائي فيك فاجعة القوافي
وروحي غادرت برحيل روحك
مااكتبه لست وحدي من يكتب أنها الشرايين
التي تخط ومدادها دما من القلب التاجي
والموت حق لكن أبت الذاكرة الا أن تعانق الغياب ولو ببعض من الكلمات المختزله وأجدني مبحرا برغم ارتفاع الأمواج وصوت هدير البحر فكم تطربني مواقف اللانهاية لأطوعها
واطوي صفحاتها للذكرى وهائنذا أمام مشهد الفراق والوجع الذي وان رحل مازال يعيش معي مرافقا دربي أنه اول رحيل في اسرتنا الكبيرة
ونحن اليوم مع ذكرى رحيل إبني أحمد
وكان عمره ثلاثة عشرة سنه وثلاثة أشهر وتسعة ايام

رحلت ياإمام البيت ورفيق المسجد وخطواتك نحو مساكن رفاقك في الحي تمر تزفهم الى الصلوات
مع نداء الأذان
الى جامع المهلب وفرحتك الكبرى
عند دخولك المسجد يانورا مشرقا عامرا بالإيمان قلبه وأدعيتك تعانق السماوات صباحا ومساءا وساعة دخولك المنزل ووقت خروجك وقبل النوم وكان الوضوء رداءك وعندما تصحو وفي مشربك ومأكلك وملبسك لقد سكن نور الله قلبك ياقلبا ينبض بالحب دوما وإبتسامتك ماتزال تحتوينا وجمال هيئتك ومحياك وأناقتك في ملبسك وترتيبك لغرفتك وملابسك
ورعايتك وإهتمامك بإخوتك برغم صغر سنك كم كنت كبيرا
في الوجود والقلوب معا أتذكرك ودموعي تسبق خطواتي عند دخولي مدرستك لأخذ ملفك ومشاهدتي لدهشة وإستغراب معلميك لماذا أنقل أحمد والإشادة بأخلاقك ومساهماتك وروحك المرحه والقلب يعتصر من الحزن لكنني حاولت أن أتماسك لكني
لم أستطع إخراج أحرف الكلمات والدموع المختزلة
تدفع فأخبرتهم
أن (أحمد رحل)
وكأن الخبر نزل كصاعقة عليهم واجهشوا بالبكاء والدموع من الإدارة وحتى أن أحد المعلمين عند باب المدرسة الخارجي لم يتمالك نفسه عندما اخبرته وهم بالبكاء وزلت لسان أحد المعلمين دون وعي خرجت قائلا
(حراام يموووت أحمد)
وخرجت عنهم وهم
في حالهم فلست وحدي من يحزن

ماذا فعلت بمعلميك ياولدي
ام بزملاءك واصدقاءك في المدرسة
وفي حلتنا حتى
أن أحد جيراننا أخبرونا من أن ابنهم المصاب بمرض التوحد جاءهم ولأول مره
في منتصف الليل يقرع الباب يخبرهم
انه حلم (أحمد وقيس) بهيئة حمام بيضاء تحلقان
في روضة خضراء،،

أم أحد أئمة جامع المهلب في خطبة صلاة الجمعة قوله فقدنا شابين من شباب الجنة كانا رفيقا المسجد ولم يفارقانا صلاة *وكان رفيقه المرحوم قيس بن حميدالعامري

أتذكر قبل حادثة الغرق
بأكثر من اسبوع وكنت مديرا للعمليات بقيادة شرطة الوسطى وصلتني منه رسالة بالليل وصورة كيكه عليها شموع وكلام فقدتك ياأعز الناس فلم اتمالك نفسي من البكاء كان مشتاقا لوجودي لأني عندما اكون في بعض القيادات ارجع في نهاية كل أسبوع لكن نظام العمل في الصحراء يكون بعد اسبوعين وكان يتحمل مسؤولية البيت في غيابي وعندما ارجع يتواصل معي في كل وقت ليطمئن علي في الطريق الى أن اقترب من البيت وأجده احضر معه اخوه خالد واختيه سمهرم ومزون لإستقبالي
لكن آخر مره كان هو وخالد مشتاقين لي وماأن دخلت باب الحوش بمنزل الأهل بالقرم الا ويرميا نفسيهما في أحضاني وسيل من البكاء لوقت طويل وفي اليوم الثاني بعد صلاة الفجر يطلب مني أحمد ليسمعني سورة الإنسان وكانت آخر سورة حفظها وعندما توجهت نحو الباب للخروج اذا بأحمد يسبقني لفتح الباب ويودعني .
وعند الغداء اشاهد لون وجهه متغيرا وقليل الأكل وبعدها توجهت للإسترخاء ونمت إذا بالاتصال قبل المغرب من رقم غريب وكان أحد رجال المهام الخاصه يطلب حضوري للبحر وعند توجهي اقرأ بعض الأيات وهواجس الخوف تراودني وكان الخبر صاعقة نزلت وحرقت كبدي وجوارحي ونهاية حياة أحمد مع صاحبه قيس والخوف والبكاء على وجه خالد الذي احتضنته وتوجهنا الى مستشفى الشرطه.
بلا روح ولادم ولاخطوات تساعدنا على الحركه

أحمد كان نبراسا وقدوة
وكان روح البيت
والقلب النابض
ماذا أوصف
جمال خلقه
أم سمو خلقه
ام هيئته وهندامه
وعطره
وخطواته وابتسامته
التي لم تفارقه يوما
عدا يوما لم أصحيه لصلاة العيد كان متعب
وعندما رجعت وجدته يعاتبني ومن يومها
حتى وان زارنا من هم في سنه يستمر فاللعب معهم وكان دائما الفوز حليفه ويستمر يشجعهم باللعب حتى اقتراب أذان الفجر ويذهب بهم الى الجامع

واتذكر حفظه لجدول الضرب حفظا غيبيا وسريع الإجابه

كان مميزا وقدوة
برغم صغر سنه
وفي ايام العزاء بعض الأخوه يقول لي جئنا نهنئك ولم نأتي لنعزيك لماسمعناه عن أخلاق وسيرة إبنك أحمد

وأختم بابيات للشاعر الكبير البردوني
وكأن روحي شعلة مجنونة
تطغى فتضرمني
بماتتضرم

وكأن قلبي في الضلوع جنازة
أمشي بها وحدي
وكلي مأتم

ابكي فتبتسم الجراح من البكاء
فكأنها في كل جارحة فم

وأدعو الله في ايام عيد الحج الأكبر
ان يتغمد روح إبني احمد وصاحبه قيس
فهما في منزلة الشهداء و(جميع) من فارقنا وفارقتم في هذه الحياة جنة عرضها السموات والارض ويجعل سكناهم روضة من رياض الجنة ونورا وأنسا ورحمة من الله وان يجمعنا الله بهم ونسأله حسن الخاتمه

زر الذهاب إلى الأعلى