غرب هلال من الدنيا ليشرق بدرا في الجنة

بقلم / منصور بن حبيب الرحبي

أبدأ ببيت شعر يختصر أحرف وأبجديات الحياة للمرحوم الشيخ عبدالله الخليلي في مرثيته للشيخ صالح بن عيسى الحارثي رحمة الله عليهما جميعا

والموت مرحلة محتمة
أفضى إليها قبلنا الأول

وصبرا أبناء وأحفاد وأسرة الشيخ سلطان الحوسني في فقد هلالكم فهلالكم نوره باق لم يأفل وهلالكم لم يرحل إنه يعيش صيروة غيبية التكوين في رحلة كونية من الحياة الدنيا الفانية الى حياة متجددة هي الآخرة التي نعيش حياتنا كفاحا من أجلها
وإنه يعيش ميلادا جديدا في الجنة وإن رحل جسدا
الى التراب فهي نهاية ازلية للبشر لكن روحه عانقت السماوات.
رحل الشيخ هلال مودعا
عمان الأم والأب معا وكان أحد ابناءها الفاعلين في بناء التنمية فبوجوده واليا على مدينة العلم والتاريخ ولاية نزوى سعى في تأسيس مستشفى نزوى وكان عملا جليلا وله مهمام وطنية أخرى.
وقد كان الشيخ
في رحلة العلاج الأخيره بسبب حالته الصحية التي أقعدته عن الناس وسببت له التأثير النفسي زيادة على حالته وقد كان حاضرا المجلس مستقبلا الناس
وقد هاجر الشيخ بلدته الهجاري مودعا ولايته الخابوره وأحباءه في محافظة شمال الباطنة ووطنه مخلفا إبنه بدرا كشمسا مشرقة على سماء الهجاري مع إخوته وأعمامهم الكرام وهم إمتدادا للشجرة التي غرست في تربة صالحة ورويت بماءا عذبا صافيا نقيا وتربية زكية سقيت بالحبر وبدماء الرجال الذين عانقت أرواحهم تراب الوطن وأعلت راية النصر صفحاتهم بيضاء لمواقف أسهمت في بناء النهضة العمانية الحديثة وسواعد حق كان لها شرف المشاركة
مع إخوانهم من أبناء عمان الأوفياء فكانوا لحمة وطنية معتصمة وسيرتهم عطرة.
ولأول مرة أكون
في (الهجاري) ومجلسهم العامر وأرضهم الطيبة وعلاقتي بهم عانقتها القلوب لسنوات نعم الأباء والأخوة وأجدني أخجل
من كرمهم وكتلميذا بينهم ومهما ذكرت مناقبهم لاأحصي لها عدا فالشيخ خالدبن سلطان علم بينهم وإخوته ومن أبناء عمومتهم الشيخ سيف بن محمد الذي شاهدني مودعا خارج المجلس ورفق علي بالعودة ورافقته الى المجلس إنهم مدرسة في الأخلاق وفي الكرم وتواضعهم وإبتسامتهم ولم اشاهد أحدا يفرق عن الآخر الجميع يجمعهم قلبا واحد ينبض بالحب والأخلاق والحلم والمحبة والتواضع فهنيئا لأنسجة خضراء لاتزال تروى بماء السماء .
وقد كان عند دخولي والمكان مزدحما عندما دخلت المجلس إحتوتني أعين الشيخ محمود بن محمد والشيخ عبدالعزيز بن أحمد واخوتهم فشعرت باحتضان الأفئدة فوقفت مشدوها أحزنا تعيشه الهجاري بفقد شيخها أم فرحا لروح زكية عانقت السماوات ومثواها الجنان
فسائلتني نفسي أحقا رحل الشيخ هلال بن سلطان الحوسني❓فكان الجواب إنه باق لم يرحل كيف يرحل وبدره مشرقا مكتمل وجميعهم كانوا أهلة كأنه يوم عيد مؤمنين بقضاء الله وقدره وقد كان لقراءة الدعاء وقعا على قلبي وعلى كل من حضر فكنت متابعا وصورة الشيخ حاضرة في المجلس فقلت هنيئا لك ياشيخ بهذا الحضور والحب والدعاء المبارك .

وقد سبق لوالدي رحمه الله بماتربطه من علاقه معه وبالمرحوم المقدم سعيدبن سالم الوهيبي آنذاك حيث إستضافهم في مجلس بحلة الحمريه التابعة لولاية مطرح كما استضافهم الشيخ هلال في بلدته الهجاري ولم أكن حاضرا لطبيعة عملي في خارج مسقط، وتبقى السيرة العطرة عامرة في قلوب البشر والشيخ هلال مهما رحل ففي كل شبر في ولايته الخابورة وبلدته الهجاري يحمل ذكرى سامية وعطره وشجرة خضراء مثمرة أصلها ثابت وفرعها في السماء وتبقى رواية تحتضنها الذاكرة
عن رجال السلطان الخالد قابوس الذين كانت لهم معه مواقف مشرفة تروي الأجيال جيلا بعد جيلا واخوانهم وجيرانهم الذين كانوا جند عمان البواسل.

وهلال تبقى ساكنا
في القلوب
ونورك هداية فالسماء وإبنك بدرا في الأرض يستمد منك الضياء
ويحمل أمانتك من بعدك
مع إخوته وأبناء عمومته تحت قيادة أعمامهم وسيرتهم الحسنة
فهم منارا وضياء
وفي انفسهم تواضعا
وفي قلوبهم رحمة
وفي مواقفهم رجال
وأختم بالآية الكريمة

{ألا أن أولياءالله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لاتبديل لكلمات الله ذالك هوالفوز العظيم}

فسلاما مني لكم جمعا وفرادا ومن حضيت بلقاءه في مجلسكم المبارك العامر بالسماحة والمحبة.

زر الذهاب إلى الأعلى