التكافل الإجتماعي رسالة سماوية

بقلم / منصور بن حبيب الرحبي
العمل عبادة وكثيرا مانسمع ونردد عبارة من الحديث -المسلم أخوالمسلم – ولم تترجمها الأفعال وتطالعنا وسائل التواصل الإجتماعي بصور واخبار عن حالات التذمر عن وضع الحياة الإجتماعيه والظروف المحيطه وارتفاع في أسعار المواد إضافة الى الضرائب ويبثون شكواهم وكل يندب حاله ويتهم ويلقي اللوم على ماآلت إليه احوالهم ونعلم أن الله خلق الإنسان من علقه وجمع فيه أنسجة وأعضاء مرتبطة وكل له وظائفه في داخل الجسم التكويني حياتنا أعمار أعمارنا أقدار أقدارنا مراحل مراحلنا أوقات والإنسان ميلاد حياة ولو أن ابن آدم نظر في نفسه و تفكر في معجزة الخلق وقرأ عن تاريخ البشر لكفاه
وفي الحياة صراعات
مع النفس ومواقف وتحديات والإنسان
على مر العصور هو الإنسان مع إختلاف البيئات ففي كل زمان ذاق منها طعم المر والحلو وعليه أن يوازن نفسه ويتحلى بالصبر والشكر قال تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} وفي موضع آخر ذكر عن الذين أنعم الله عليهم (وأمابنعمة ربك فحدث) فأنعم الله على الإنسان متعددة ولم تقتصر على المال وإنما أوجد الله نعمه البالغة التي لاتعد ولاتحصى أهمها الصحة والأمن والتربية والتعليم وإجتماع الأسرة وصلاح الأبناء وفي الترابط المجتمعي والجار الصالح والثقافة في الحياة وراحة البال ولو أمكن لنا أن نربط الإعجاز الإلهي في التكوين البشري وارتباط الأعضاء ببعضها حيث لايمكن ان تحيا وتبقى أجزاء الأعضاء فالجسم الإنساني بمفردها دونما الحاجة لباقي الأعضاء فالبنية الخارجية والداخلية معا كذالك النسيج المجتمعي وارتباط الإنسان بأخيه ولو شبهنا بناء المنشأة تبدأ بأفكار
ثم تأسيس القاعدة ثم الأعمدة والسطح فلايمكننا
أن نبني جزءا عن الآخر كذا حال التخطيط الإسكاني الآمن بيوت متقاربه مع كافة الخدمات والإحتياجات.
والتكافل الاجتماعي
في بلادنا جمع الدين والدنيا والقيم والسلوك والصبر عند الإبتلاء والشكر فالنعم والرخاء والقناعة كنز مجتمع يقتدى به
في أقواله وأفعاله فهو ترجمة لسلوكه وثقافته وتاريخه ومواقفه المشرفة توارثها منذ القدم فبعد أن من الله علينا بنعمة الإسلام وماكان للعمانيين من مواقف مشرفه مع دعوة النبي والخلفاء الراشدين فساهموا في الجهاد والمناسبات بالحال والمال وماكان من ثناء الخليفة سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه لأهل عمان شرفا عظيما حيث قال
[يامعشرأهل عمان إنكم أسلمتم طوعا ولم يطئ رسول الله ساحتكم ولاجشمتموه كماجشمه غيركم من العرب ولم ترموا بفرقة ولاتشتت شمل،، الى أن قال،، حتى أتتكم وفاة رسول الله صل الله عليه وسلم واظهرتم مايضاعف فضلكم وقمتم مقاما حمدناكم فيه ومحضتم بالنصيحة وشاركتم بالنفس والمال،، ] كما ان موقف سيدنا عمر لما قابل أحدا من أهل عمان أخذه معه الى سيدنا ابوبكر وقال سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يذكرهم بالخير فعلينا جميعا ان نفتخر ونستثمر مواقف وسير ألأولين وهي تخاطبنا اليوم عن المبادرات داخل مجتمعنا وعلينا
ان نسابق الريح في المبادرات الإنسانية وماأوجبه الدين الحنيف والإنسانية وكل منا مطالب بالعطاء وعليه ان يسترجع ذاكرته ويتذكر جيرة الحي وحال أسرته وتربية والديه له في ولايته أسرة محافظة وبيئة متلاحمة وكانوا يسارعون فالخيرات ويقدمون الواجب عندما يستشعرون بجارهم إجتمعوا وساهموا بالمبادرات وانفقوا دون
أن تعلم شمالهم ما أنفقته يمينهم بحسب الحديث الشريف،، فقد كانوا قادة مؤثرين ويؤثرون على أنفسهم بصمت لأنهم توكلوا على الله بقلب صادق ونية يرجون بها رضاه ورحمته ومغفرته ويعلمون ان الفلك دوار {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل أسنان المشط يشد بعضهم بعضا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر }
نجدهم يبادرون بنفس طيبة سمحة وتعلوا محياهم إبتسامتهم هكذا كانت حياة أهلنا يتقدمهم الإثار وروح المبادرة تواكب الركب نعم نفتخر بآباءنا وجيرتنا في الحي وعلينا ان نحيي في أنفسنا وفي انفس شبابنا قيم المبادرة ونعلم حقا أنهم جاهزين وان يكون الخطاب الإنساني والديني مقدما {اعلاميا] بإعتباره صوت الوطن والترجمان لأحوال الناس لبث روح المثابرة وإذكاء الهمم وفي لقاءاتنا واجتماعنا وكان آباؤنا قدوة وكنا نشاهد فيهم العزائم مجتمعة حيث الأرواح تسابق الأقدام
في سعيهم ومبادراتهم ومواقفهم اذا إدلهم الخطب فالأخ لأخيه والجار بالجار قلوب متحابة متوادة متآلفة رحيمة فيما بينها
في مجتمع عرف عنه السماحة والطيبة والكرم
لم يتخرجوا من المدارس الحديثة والجامعات وكانت جميع الأسر والبيوت متقاربة ومتعاونة والقناعة دأبهم وكأن بيوت الحي بيتا واحد ونسمعهم في صغرنا {فلان سير بيت عمك أوعمتك جيب كذا
واذا ماحصلت سير بيت،،،}ماكان بينهم تكلف والأبناء أبناء الجميع جميعهم بوحدتهم يشكلون الأمن الشخصي والأمن الغدائي معظمهم نهلوا ثقافتهم
من أكاديمية الحياة وينبغي علينا اليوم ان نصحي ضمائرنا بروح المبادرة ونتعاون ونتكافل ولنكن صوت يقرب القلوب وقول مرتبطا بالعمل وهذا نجده في معظم الشعوب،مهما كانت شرائعها ومعتقداتها في صور الإقدام والمبادرات الإنسانية وقد نادت بها الشرائع السماوية والإنسانية وفي القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والمواقف دروسا وعبر وحكايات وحديث -جزاء الحسنة بعشر من أمثالها-
وفي حياتنا سواعد بنت وأعلت صروحها أجيالا تعاقبت وعزائم وهمم فلنبادر ونلغي من اعماقنا الترسبات والرسميات والمظاهر ونمحي الفوارق ونحيي سنن تباركها السماء كما إجتمعنا فالصلاة نجتمع فالزكاة والصدقات والتكافل الإجتماعي فالصلاة ركن بين السلوك إختبار ودرجاته مضاعفة وبالزكاة قضى خليفة المسلمين الخامس عمربن عبدالعزيز على الدين والفقر وامر بتوزيع المال على الفقراء وأمر بتزويج الشباب وقال قولته
[اشتروا القمح وأنثروه على رؤوس الجبال كيلا يقال جاع طير في بلاد المسلمين] وهذا مايتوجب على أصحاب الرأي والعقول المستنيرة فديننا لم يرى مسألة إلا أوجد لها الحل الرباني وتاريخنا قبل
أن يكون سيفا وخنجر
كان قول معروف وتراحم مجتمع تواد وتكاتف ولم يذكر في سيرة مجتمعنا إتكاليا وإنما اعمالا ترجمتها القلوب بأحرف من نور [وفي الانواء المناخية]التي مرت على البلاد مضرب مثل وإشادة ، هبة الأيادي من كل حدب وصوب من عماننا الحبيبه شهد لها الخلق أجمعين واضرب المثل اليوم وأحيي الشباب في ولاية نزوى الجميع يعمل وماتجد محل إلا ويرأسه عماني ولم يتأففوا عن مهنة ونفرح عند مشاهدتهم فالسوق وبإجتماعهم أنشأوا فندقابمساهمات أهليه وكنت أطالب بتعمين اسواقنا الشعبية والبقية سمة حضارية بزينا وعاداتنا واعرافنا إنه عطر الأرض وعرق الجبين .
فلنبتسم للغد المشرق والوطن حروفه نحن وسماءه وأرضه شرايين متصلة بإرثنا وحياتنا اليومية فقيمنا لم تكن حبرا في قرطاس إنما ماءا نقيا نبت في رحم التاريخ وانبت سنابل خير زرعوا وصنعوا وتغننوا وأبدعوا
وطافوا القارات وبنو دولة وحضارة وأسهموا في بناء الإخاء والتسامح شهد لها العالم انها حضارة قيم إنسانية وسماحة دينا إسلاميا وإخاء
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ماكان عوده أبوه
ونحمل أقدارنا جميعا بالمبادرات لنحيا سعداء فبتعاوننا نزداد قوة
وفي كل يوم نعيشه
من عمرنا ينقضي محاسبين عليه بما نقول ونفعل فلم تكن الأحداث وتغير الأحوال في حياتنا قدرا منزلا فنحن من يصنع قدرنا -فمتى نكون القدر يصغر الحدث- ونتسيد عليه فلنلغي الحواجز ونبادر جميعا فالسماء ترقب خطواتنا وتعلم مانسر ونعلن فلنصفي النيات بالأعمال الصالحة كما كان الأولون نكون ونعول على شبابنا وندعمهم ونحفزهم وهو واجب على الدولة ومؤسساتها والمجتمع ومنهم التجار كبار الأغنياء الذين نجد بعضهم فقراء بمايقدموا فهم لما يبادروا للجمعيات او زرع إبتسامة وإحياء أسر محتاجة لرغيف خبز إنما سعوا للشهرة وتسابقوا في بناء المساجد والمجالس ونسوا الفقير والمحتاج وهو الأحق في الرعايه ويقدم فلاتحسبن الله غافلا عن مالك و هو أمانة اكرمك الله به لتنظر واجباتك نحو مجتمعك وفي ركن الزكاة طريق عبور قال تعالى {حتى إذا جاءأحدهم الموت قال رب أرجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت} فبادروا بما ينفعكم قبل سؤال الملكين في يوم لاينفع فيه مال ولابنون وأقترح على:
{مجلس إدارة غرفة وصناعة عمان- والبنك المركزي العماني والمحافظين والمعنيين
في وزارة الأوقاف وجمعية عمان الخيرية }
*حصر الأغنياء في البلاد
*حصر أسر الضمان الإجتماعي والأسر المحتاجة
*اطلاق مبادرات انسانية في كل محافظة وولاية
- وان تقدم الاسرة المحتاجة قبل بناءالمسجد والمجلس ولنحرص ان نحيي أنفسا ثكلى وترسيخ العدالة الإجتماعية في مجتمع يسوده الوئام والرحمة ولانشاهد مانكره وتعدادنا رقما ضعيفا وأغنياؤنا فقراء وأياديهم مكفوفه عن دفع حق الله للبلاد كما هو حقا للعباد
وقل اعملوا فسيرى الله أعمالكم ورسوله والمؤمنون}
كلنا في الهم وطن
كلنا والقلب عمان





