منتدى أدفنتج عمان والدبلوماسية الاقتصادية.. رؤية نحو استقطاب الاستثمارات الأجنبية

حمود بن علي الطوقي

يشكّل منتدى أدفنتج عمان، الذي تنظمه وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار غدا الأحد وبعد غد والاثنين، تظاهرة اقتصادية بالغة الأهمية، حيث يأتي في سياق وطني وإقليمي يستدعي المزيد من الانفتاح والتكامل الاقتصادي.

وقد تم الإعلان عن المنتدى خلال لقاء إعلامي عقدته الوزارة، شهد الكشف عن مشاركة شخصيات بارزة محليًا ودوليًا، ما يعكس حجم الاهتمام الرسمي والاقتصادي بالحدث.وقد كانت فرصة خلال هذا اللقاء ان نطرح سؤالا مهما لمعالي وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار يتعلق بالدبلوماسية الاقتصادية التي يتبناها جلالة السلطان هيثم بن طارق منذ توليه مقاليد الحكم في 11 يناير 2020، حيث قام جلالته بعدد من الزيارات رفيعة المستوى إلى دول خليجية وعربية وأوروبية وآسيوية، وكان القاسم المشترك في هذه الزيارات مرافقة كبار المسؤولين والوزراء وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم اقتصادية، سياحية، واستثمارية، إلى جانب اتفاقيات تجنب الازدواج الضريبي.في اعتقادنا ان متابعة هذه الاتفاقيات من خلال الفريق التفاوضي للوزارة حيث تُعد أدوات استراتيجية لدفع عجلة الاقتصاد الوطني، ولكن يبقى التحدي في متابعة تنفيذها وتفعيلها من خلال الفريق التفاوضي على أرض الواقع، وهو ما أثارته تساؤلاتنا خلال اللقاء الإعلامي، خاصة في سياق جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تمثل ركيزة حيوية في رؤية عمان المستقبلية.

احب أن أشير أن الجهود المبذولة للاستثمارات الأجنبية مستمرة وتشير الإحصاءات الرسمية أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في سلطنة عمان حتى نهاية الربع الثالث من عام 2024 بلغت نحو 26.677 مليار ريال عماني، أي ما يعادل حوالي 69.28 مليار دولار أمريكي، مسجلة نموًا بنسبة 16.2% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. ويعزى هذا النمو إلى الاستثمارات المتزايدة في قطاعات النفط والغاز والصناعات التحويلية، وهو مؤشر على نجاح البيئة الاستثمارية في السلطنة في جذب رؤوس الأموال الأجنبية.

ونحن حين نتحدث عن الاستثمارات الأجنبية التي ننشدها، فإننا نأمل أن تتوجه نحو قطاعات واعدة مثل الصناعات الثقيلة ، والقطاع اللوجستي، وقطاع الخدمات، والإنشاءات لما لها من قدرة على تعزيز الاقتصاد الوطني وتساهم في توفير فرص عمل حقيقية للشباب العماني الطموح. نريد أن نرى عُمان، بما تملكه من موقع استراتيجي وبيئة استثمارية مشجعة، تتحول إلى وجهة رئيسية للمستثمرين الأجانب الباحثين عن أسواق مستقرة ومربحة.وفي هذا السياق، تأتي أهمية منتدى أدفنتج عمان، الذي يسلّط الضوء على أبرز مزايا السلطنة الاستثمارية، ومنها:

1. الموقع الاستراتيجي المطل على أهم الممرات البحرية الدولية، والذي يمنح عُمان ميزة تنافسية قوية في سلاسل الإمداد العالمية.

2. الاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي يعزز ثقة المستثمرين في السوق العماني.

3. الشراكة الفاعلة مع القطاع الخاص، الذي يمثل محركًا رئيسيًا لتحقيق رؤية عُمان الاقتصادية 2040.

4. انفتاح السلطنة على تعزيز علاقاتها التجارية والاستثمارية، لتكون بيئة جاذبة ومنافسة إقليميًا وعالميًا.

5. رؤية السلطنة نحو اقتصاد مستدام ومتعدد المصادر، يعتمد على الابتكار والمعرفة كمحركات للنمو.

اخيرا.. نقول إن منتدى “أدفنتج عمان” ليس مجرد منصة للترويج، بل منبر لترجمة الرؤى السياسية والاقتصادية إلى مشاريع حقيقية وفرص ملموسة، تؤكد أن السلطنة تسير بثقة نحو تعزيز مكانتها كوجهة استثمارية واعدة في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى