عِشْتَ المُجاهِدَ

حمد الراشدي 
حمد الراشدي 

( بحر البسيط )

* في تأبين البطل يحيى السنوار

شعر : حمد الراشدي 

[email protected]

مسقط

١٦ ربيع الآخر ١٤٤٦ هـ – ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٤ م

عِشْتَ المُجاهِدَ لِلأهْوالِ تَقْتَحِمُ

وقَدْ أبَيْتَ لِغيْرِ الصَّدْرِ يَسْتَلِمُ

كُلُّ النِّبالِ إذا جاءتْكَ كَنْتَ لها

بالعَزْمِ دِرْعاً فَتَثْنيها وتَلْتَحِمُ

ذاقَ الأعادي بما أقْدَمْتَ داهِيَةً

لمْ يَعْرِفوا مِثْلَها مِنْ قَبْلُ تَشْتكِمُ

حَيِيْتَ ” يَحيى ” وكمْ أحْيَيْتَ هامِدةً

مِنَ النفوسِ وقد ماتَتْ بها الهِمَمُ

وقُمْتَ بَعدَ عُهودٍ لا قِيامَ بِها

حتى إذا وَجَبَتْ جِئتَ الِفِدى تَرِمُ

أعْلَيْتَ مُنْصَلَتاً والرَوحُ تَحْملُها

قَيْدَ الشّهادةِ و ” القَسّامُ ” قد لزِموا

لا شيءَ يَثْنيهمُ عَمّا رَسَمْتَ لهم

بأنْ يُذيقوا العِدا طَعْمَ الرّدىٰ لَهُمُ

مِنْ فَرْطِ ما جَعَلوا الإقْدامَ رائدَهم

جادوا رَماءً على الباغينَ يَعْترِمُ

على مَدى العامِ لمْ يَغمضْ لهم رَمَقٌ

وزَلْزلوا الأرض بالطّوفان يَلْتَطمُ

أمّا الطُّغاةُ معَ الأشْياعِ إذْ دُهِموا

فجَيَّشوا الزّحْفَ بالطّاغين يَضْطَرِمُ

لكنََ ” يحيى ” على الإيمانِ قد بَصُرَتْ

لهُ الهدايةُ أنْ يَمضي ويَعتَصِمُ

وهْوَ الذي فاجَأَ الْأعْدا مُنازَلَةً

وخطَطَ الفِعْلَ في رَسْمٍ كَمَنْ حَكموا

لكنْ تَعَدّى لَهُمْ بأساً ومَقْدِرَةً

واسْتَلَّ ذاتَ الشَّبا بالضّرْبِ يحْتَكمُ

وقد مضىٰ فرَمى واللهُ سائلُهُ

إمّا الشّهادةَ أو بالنَصْرِ يَغْتَنمُ

فنالَها طَلَباً والنّصْرُ في أمَمٍ

والوَعْدُ مِنْ خالِقٍ والأمْرُ مُنْبَرِمُ

إنْ ماتَ ” يحي ” فإنَّ الحقَّ لا جَدَلٌ

لَسوْف يحيا بألْفٍ مِنهُ تَحْتَدِمُ

يَبْقى السّباقُ على دَحْرِ الأُلى ظَلَموا

والبذْلِ بالنَفس حتى تَنْجلي الظُّلُمُ

ويَشْهدَ الْكَوْنُ حَقّاً ردَّ مِنْ سَلَبٍ

ويجْرعَ الغَمَّ مَنْ صَمّوا النِّدا وعَموا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى