بمناسبة اليوم الوطني الـ٥٤ في سلطنة عمان..احتفاء عماني كبير بتعميق الهوية وإبراز الإنجازات الوطنية
بقلم: نجاة بنت علي شويطر
في الثامن عشر من نوفمبر من كل عام، تحتفل سلطنة عُمان الشقيقة بعيدها الوطني، وبهذه المناسبة يفخر الشعب العُماني بما حققته بلاده من إنجازات على مدى عقود، وفيها يستذكر العُمانيون مسيرة النهضة المباركة التي أطلقها السلطان قابوس بن سعيد –رحمه الله عليه– واستكمل قيادتها الحكيمة جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه. -
بدأت النهضة العُمانية الحديثة عام 1970 بقيادة السلطان قابوس، حيث انطلقت رؤية شاملة لتحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى حياة المواطن. وكانت هذه البداية نقلة نوعية في مسيرة السلطنة، إذ تم التركيز على تطوير التعليم، الصحة، البنية التحتية، والاقتصاد، مع الحفاظ على الهوية الثقافية العريقة.
واليوم، تحت القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، تواصل السلطنة تحقيق رؤيتها المستقبلية الطموحة «عُمان 2040» التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد الوطني، وجذب الاستثمارات، ودعم الابتكار، وتوطين الوظائف، مما يعزز مكانة عُمان كوجهة استثمارية وسياحية إقليمية وعالمية مع إطلاق خطط للتطوير في مختلف القطاعات.
وللتجربة الحضارية الحديثة في سلطنة عمان تاريخ عريق ممتد، إذ يعود تأسيس الدولة البوسعيدية التي يشكل نظام الحكم الحالي امتدادا لها إلى عام 1744، مما يدل على حقيقة أن جذور سلطنة عُمان ضاربة في أعماق التاريخ بما يعكس إرثًا حضاريًا غنيًا وشامخًا.
وعلى مر العصور، حافظت السلطنة على سياسة متزنة قائمة على الحوار والسلام وعدم التدخل في شؤون الآخرين، ما أكسبها احترام المجتمع الدولي.
وعلى الصعيد الخليجي، ترتبط سلطنة عُمان بعلاقات متميزة ووطيدة مع سائر شقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي، ومنها مملكة البحرين وتتميز هذه العلاقة بالتعاون الوثيق في جميع المجالات السياسية، الاقتصادية، والثقافية، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين ويعزز استقرار المنطقة.
يأتي الاحتفال بالعيد الوطني العُماني كتجديد للعهد والعمل على تحقيق تطلعات الشعب وأهداف رؤية «عُمان 2040».. فهو مناسبة للاحتفاء بروح الانتماء والولاء، وفرصة للوقوف بفخر على ما تحقق من إنجازات، واستلهام الدروس لمستقبل أكثر إشراقًا.
إن الاحتفال بالعيد الوطني العُماني ليس مجرد مناسبة سنوية، بل هو تعبير صادق عن الحب والولاء للوطن والاعتزاز بإنجازاته، وتمتد الاحتفالات طوال شهر نوفمبر وتشمل فعاليات شعبية ورسمية، حيث تُزين المدن والقرى في سلطنة عمان بالأعلام والأنوار، وتقام العروض العسكرية والمهرجانات الثقافية. كما يحرص العُمانيون على إبراز معالم تراثهم الغني من خلال ارتداء الأزياء التقليدية، الفنون الشعبية، والمسيرات الوطنية التي تعكس وحدة الشعب وتماسكه.
إضافةً إلى ذلك، يتم في هذا اليوم الوطني تكريم الشخصيات العمانية التي أسهمت في بناء السلطنة، تعزيزًا لروح العطاء والإخلاص.
كما يتم استثمار هذه المناسبة لغرس قيم الانتماء والوطنية في نفوس الشباب، تشجيعًا لهم على مواصلة مسيرة البناء التي بدأها الآباء والأجداد.
وفي هذه المناسبة الغالية وبكل الحب أتوجه بأحر التهاني القلبية إلى القيادة الحكيمة في سلطنة عمان وعموم الشعب العماني الشقيق، وأعبر عن اعتزازي بالعلاقات الأخوية بين البلدين. كما أهنئ الشعب العُماني في السلطنة وخارجها، داعيًا الله أن يديم عليهم الأمن والازدهار ومزيد من التقدم والرقي والحياة الكريمة والعيش في أمن وأمان بحفظ الله ورعايته وفي ظل قيادته الرشيدة، وكل عام والجميع بخير.
وأختم مقالي بأبيات من قصيدة جميلة كُتبت في حب عُمان :
حبيبتي عمان والمجد توأمان
تسابق الأزمان ومعظم البلدان
بسحرها الفتان ورائع الأفنان
في حلّة بيضاء تميس كالحسناء
وتاجها الوضاء ووجهها الوضاح
حبيبتي عمان نفديها بالعيون