عيد الوطن.. محطة تجديد للعهد

سالم بن عامر العيسري

الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

نحتفي هذه الأيام بإنجازات وطننا الحبيب، والاحتفاء بالإنجازات محطة مهمة من محطات الحياة، واحتفاؤنا بعيد عمان هذا العام محطة مميزة من محطات عمان المميزة، واحتفاؤنا بعيد عمان هذا العام ليس كالأعياد التي سبقت، وذلك للظروف المحيطة بالأمة، وهنا يجدر بنا استشعار نعمة الله علينا وكرمه أذ أكرمنا بسر تميزنا في هذا الظرف المحلولك الذي تمر به أمة الإسلام.

فهنيئا للقائد الملهم المجدد لنهضتنا سلطاننا هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه ما أجراه الله على يديه من إنجازات باهرة يزدهر بها الوطن، وهنيئا له التفاف شعبه الأبي تحت قيادته برؤيته الطموحة وعطائه المتجدد، وحرصه على إعداد شباب الوطن وتسليحهم بما يؤهلهم لتسنم ذروة القيادة ومجابهة التحديات في شتى ميادين الحياة.

وهنيئا لعمان وشعبها الضارب في أعماق تاريخ الأمجاد بقائده الذي لم يألُ جهدا في وضع عمان في مقدمة الشعوب الحرة الأبية التي تستمسك بقيمها ومبادئها المستمدة من هدايات دينها ومراشد أعرافها وتقاليدها التي تحفظ نسيجها المجتمعي الأصيل.

وإن تكن مظاهر الاحتفال متعددة فإن أعظمها وأعمقها أثرا مظاهر الوعي بأهمية الوطن وأهمية صدق الانتماء إليه، صدق الانتماء إلى الوطن في حدود الأسرة البيتية، والوطن في حدود جغرافيا عمان الأبية، والوطن في حدود الأمة العربية، وبعد ذلك الوطن بمفهومه الإسلامي الواسع. والانتماء إلى قضاياه لا سيما قضية فلسطين، قضية الأقصى المبارك. وهذا بحمد الله ما يميز عمان سلطانا وحكومة وشعبا.

وليصدق منا احتفاؤنا بالوطن ومنجزاته ورؤيته وطموحاته لا بد من وقفة تأملية فاحصة في تعاملنا مع الوطن ونظرتنا إليه وتحديد دور كل منا في خدمته وخدمة أهله.
وهذه بعض التساؤلات التي يجب أن تكون حاضرة في وعينا وإدراكنا في هذه المرحلة:
هل أدرك فعلا أنني أقف على ثغر من ثغور الوطن؟ وأنني مسؤول عن حراسته وحمايته من خلال الموقع الذي خولني الله أن أكون فيه؟

ما هي التحديات التي تواجه الوطن؟ وما موقفي منها؟ وهناك ثلاثة مواقف يمكن أن يتبناها كل مواطن:
موقف المتفرج الذي يراقب ما يجري عن كثب.
موقف المتذمر الذي يلقي التبعة واللوم على الآخرين.
وهناك موقف المؤثر الفاعل الذي يعمل ما في وسعه لمواجهة هذه التحديات، فما الموقف الذي يجب أن تتبناه؟

هل لك رؤيتك الخاصة بخدمة الوطن من موقعك الذي أنت فيه مهما بدا دورك صغيرا في عينيك؟ وهل تنسجم مع رؤية الوطن الكبرى رؤية عمان 20 – 40؟

ما هي خطتك واستراتيجيتك لتحقيق هذه الرؤية؟
كيف تكون عنصر بناء ونهوض يقبل التحدي؟ ويجابه الصعاب بشغف حتى بلوغ الغاية متمثلا قول الشاعر:
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى
فما انقادت الآمال إلا لصابر

ما الذي تحرص على أن تقوم به كل يوم لمواصلة النهوض بالوطن والمشاركة الفاعلة والبناءة في بنائه؟ خاصة بناء الجيل الذي سيمضي بالراية خفاقة.

من تعلم؟ من تدرب؟ من تحفز؟ من تساعد؟ مع من في مسيرة الحياة؟

ما هي إسهاماتك اليومية وإن كانت يسيرة؟ انطلاقا من توجيه رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم: قليل دائم خير من كثير منقطع.

ولا بد هنا من التأكيد على دورنا كأفراد في الإسهام في قضية الأمة قضية فلسطين ونصرة إخواننا المجاهدين والمرابطين، كيف تستفرغ الجهد والوسع في نصرتهم؟ ما هو جهدك وعطاؤك اليومي لنصرتهم؟ ما الذي تغير في مشاعرك تجاه ما يصيبهم؟ ما هي أحاسيسك ومشاعرك تجاههم؟ ما العمل الذي ستقوم به لتسهم به في قيادة التغيير في أمتك؟

هذه التساؤلات ستعينك إن شاء الله للوصول إلى بعض غاياتك وأهداف حياتك المحورية، وأسأل الله في مختتم هذه الخاطرة أن يثبتنا جميعا ومن نحبهم لجلال وجهه بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يفتح للمجاهدين فتحا مبينا وأن ينصرهم نصرا عزيزا، وأن يكبت الصهاينة والمتصهينين والمطبعين معهم وأن يرد كيدهم في نحورهم إنه سميع قريب مجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى