اليوم العالمي للطفل وأطفال غزة
الدكتور خالد الشرقاوي السموني
كاتب وناشط حقوقي
يمثل تاريخ 20 نوفمبر اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة إعلان حقوق الطفل، في عام 1959 واتفاقية حقوق الطفل في عام 1989 .و منذ عام 1990 يحتفى باليوم العالمي للطفل بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل وللاتفاقية المتعلقة بها.وتحدد اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989 عددا من الحقوق، ومنها الحق في الحياة و الحق في الصحة والحق في التعليم والحق في اللعب، وكذلك الحق في حياة أسرية، والحماية من العنف، وعدم التمييز، والاستماع لآرائهم ، وإعمال حقهم بالتعبير عن أنفسهم، وفهم أفكارهم بشأن إقامة عالم أفضل، وغيرها من الحقوق. ويعد اليوم العالمي للطفل مناسبة الاحتفال بهذه الحقوق وتعزيزها لبناء عالم أفضل للأطفال.لكن في عدد من مناطق وأنحاء العالم يتم خرق حقوق الأطفال والاعتداء عليها. فأطفال فلسطين، خصوصا في قطاع غزة، تتعرص حقوقهم لانتهاك الاحتلال الإسرائيلي ، ابتداء بالقتل والابادة الجماعية وإلحاق الأذى الجسدي والنفسي بهم وقطع الماء والكهرباء والوقود والغذاء والدواء وغيره ، إضافة إلى قصف منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم وتهجيرهم ومنع دخول المساعدات إليهم .لقد تجاوز عدد ضحايا العدوان الهمجي والحصار الإسرائيلي من الصغار عشرات الآلاف من الأطفال، كما تحولت مدارسهم إلى مراكز للإيواء ، وصارت منازلهم عبارة عن خيام متلاشية تحت الرياح والأمطار. وصارت مهمة الأطفال اليومية البحث عن الشراب والطعام من أجل البقاء ، عوض الشعور بالأمان والتمتع بالحق في التربية والتعليم واللعب كباقي الأطفال .فأي حقوق للطفل الفلسطيني يمكن الحديث عنها في ظل الاحتفال باليوم العالمي بالطفل يوم 20 نوفمبر . و أي حماية لهذه الحقوق في ظل صمت غالبية دول العالم ، وعلى الخصوص الدول الغربية ، عن الانتهاكات الإسرائيلية الوحشية المستمرة في قطاع غزة لحقوق الأطفال دون أية مساءلة قانونية بناء على القانون الدولي .فأطفال غزة لم يحصلوا على الحد الأدنى من الحقوق المنصوص عليها في بنود الاتفاقية الأممية لحقوق الطفل ، بل أصبحوا عرضة لاعتداءات خطيرة تنتهك جميع المواثيق الدولية، ولا تتوقف الانتهاكات عند حد حرمان الأطفال من حقهم في الحياة، بل بانتهاك حريتهم بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة وممارسة كل أنواع التعذيب في حقهم داخل السجون.فالضمير الدولي، في مجمله ، يبقى صامتا أمام هذه الانتهاكات الوحشية التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي في حق أطفال فلسطين . ففي الوقت الذي ينعم فيه الأطفال في باقي أنحاء العالم بأبسط حقوقهم في اللعب والتعليم، تجد أطفال غزة يواجهون القصف والتدمير و الموت في كل لحظة . فما يحدث لهم في غزة هو مأساة إنسانية غير مسبوقة أمام عجز المجتمع الدولي لإيقاف الحرب و حماية الفلسطينيين وعلى رأسهم الأطفال و النساء.ولذلك ، ينبغي على مؤسسات المجتمع الدولي لتطبيق القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ، خاصة هيئة الأمم المتحدة ، التي تحتفل باليوم العالمي لحقوق الطفل ، أن تظل بعيدة عن ازدواجية المعايير التي نشهدها الآن وكأن حياة أطفال فلسطين عموما وقطاع غزة بشكل خاص ليست بذات الأهمية التي يحظون بها أطفال في دول أخرى.