أصابك سهم أم بُليت بحسرة
إسحاق بن يوسف الحارثي
مع الاعتذار لجميع متذوقي الشعر العربي الفصيح لاستخدام عنوان هذا المقال كعنوان للحالة التي مر بها منتخبنا الوطني لكرة الطائرة الأول للرجال العائد مؤخراً من المشاركة في البطولة العربية الثالثة والعشرين لمنتخبات الكرة الطائرة للرجال التي أقيمت في مملكة البحرين وحل فيها المركز الرابع حيث لم يتمكن من المحافظة على الإنجاز بالحصول على الميدالية البرونزية والمركز الثالث الذي حققه عام ٢٠١٨ في البطولة العربية الثانية والعشرين في جمهورية مصر العربية الشقيقة وعدنا بخفي حنين من البحرين بل فقدنا فيها الميدالية البرونزية التي حققناها كأول ميدالية على مستوى البطولة العربية.
إذ أصيب منتخب الكرة الطائرة بسهم طائش حاله حال بقية اللعبات مما جعلنا نكتب هذا المقال بحسرة على كل ما صاحب هذه المشاركة ابتداء من الإعداد الطويل لهذه المشاركة التي بدت منذ فترة طويلة وللأسف الشديد لم نستطع فيها من إعداد منتخب وطني قوي قادر على المنافسة واتضح ذلك من خلال النتائج أنه لا يجيد اللعب مع الكبار وكل المعسكرات الخارجية التي لعب فيها مع منتخبات وأندية قوية لم تكن إلا حالة من السرية والكتمان عاشها المنتخب ما بينه وبين نفسه لم يرد الإفصاح عنها فيما تناولتها المنتخبات والأندية التي لعب معها وأظهرت نتائجها والتي عكست مردود تلك المعسكرات الإعدادية والمباريات الودية من خلال المستوى الذي ظهر به المنتخب في البطولة العربية الثالثة والعشرين لمنتخبات الكرة الطائرة للرجال بمملكة البحرين الشقيقة وعدم قدرة المنتخب المحافظة على الإنجاز الذي حققه في العام ٢٠١٨م.
المنتخب لم يسلم من هذا السهم الذي ظل يلاحقه متغلغلاً للأمور الإدارية وصلت إلى حالة قصوى من السرية والكتمان من خلال التعيينات في الجهازين الفني والإداري واختيار بعض اللاعبين التي تمت في طي الكتمان وعدم الإفصاح عنها بحجة أن يعمل المنتخب بصمت وفي سرية تامة ولا يسمح لأحد من الاقتراب من هذا المعسكر الذي اتخذت فيه القرارات فيما بينه وبين نفسه وترك هذا الأمر تساؤلات كثيرة هل هذا منتخب بلد أم منتخب فئة معينه من الناس تظهر ما تحب ظهوره وتخفي في غالب الأوقات كل ما يتعلق بالمنتخب مع العلم أن العالم اليوم قرية صغيرة تحصل على المعلومة بسهولة ومتاحة للجميع.
وهذا ما انعكس سلباً على أداء المنتخب بل ساهم ذلك الظهور الذي افتقد لعدم الثبات في الأداء الفني الغير مستقر من مباراة إلى أخرى من حيث تشكيلة الفريق التي تفاوتت من تشكيلة إلى تشكيلة في مباراة واحدة وهنا يتساءل محبي وعشاق ومتابعي لعبة الكرة الطائرة في السلطنة أين تكمن المشكلة هل في فئة اللاعبين وتقدم أعمارهم إذ أغلبهم يلعب ما يزيد عن ١٥ عاما وأكثر والانسجام بينهم موجود وأغلبهم يلعبون في ناد واحد أو ناديين في السلطنة أم أن الجهاز الفني لم يوظف إمكانيات اللاعبين ولم يعمل على تأهيلهم وتطويرهم طيلة السنوات الماضية التي قضاها معهم في المنتخب.
وبالعودة إلى حال الكرة الطائرة في السلطنة والتي مرت بها خلال الفترة الماضية ويعرفها الجميع أن هذا المشهد كان متوقعا سيما لمن تابع مسيرة المنتخب طيلة السنوات الماضية ويعرف حال الكرة الطائرة العمانية بعيدا عن من يسوقون الوهم بأن المركز الرابع والوصول إلى مباريات المربع يعد إنجازا وهنا لا نلوم تلك الفئة التي لا تفقه عن مسيرة الكرة الطائرة في السلطنة إلا من خلال السنوات القريية الأخيرة بل نلوم من يملي على تلك الفئة بمعلومات مزيفة وغير حقيقية ولهذا وجب تصحيح تلك المعلومات التي أريدَ بها تظليل الرأي العام والضحك على الذقون.
إن الإنجاز الحقيقي يبقى مسجلاً للسلطنة وهو الحصول على الميدالية البرونزية والمركز الثالث في البطولة العربية الثانية والعشرين في عام ٢٠١٨ التي أقيمت بالقاهرة بجمهورية مصر العربية الشقيقة.