“الجمهور عايز كده”
سعيد بن مسعود المعشني
مما يُندى له الجبين أن نرى أكثر الأنظمة العربية تعتمد على الفنانين والإعلاميين والراقصات ومن في حكمهم في محاولة تسويق شعبيتها والدفاع عنها. هؤلاء الإمعات انضم إليهم مؤخرًا فصيل جديد، لم يكن معروفًا من قبل، من مشاهير “التيك توك” ووسائل التواصل الاجتماعي الذين تضج بهم قنوات البث المختلفة التي لا تكاد تتوقف.
لم يستفد أي نظام عربي من تجارب من سبقه. لم يعتبر أحد من سقوط نظام بن علي في تونس، أو القذافي في ليبيا، أو مبارك في مصر، والحبل على الجرار…
ألم يرَ دهاقنة السياسة ومستشارو الزعماء في هذه الدول ما قاله هؤلاء بالصوت والصورة قبل وبعد؟!
لا يجاري هذه الفئات في سرعة تبدل قناعاتها وآرائها ومواقفها إلا الراقصات في تغيير بدلات رقصهن، هذا إذا اتفقنا أصلًا أنهن يلبسن شيئًا في الأساس، أو بعض المعممين من تجار الدين في سرعة تبدل فتاواهم وتغييرها حسب قانون العرض والطلب.
أقول هذا لمن أراد أن ينظر ويعتبر. فعندما ترى أن من يتصدى لتسويق أي نظام أو الدفاع عنه في أي دولة هم حصريًا من هذه الفئات، فاعلم – هداك الله – أن هناك مشكلة حقيقية عند هذا النظام.
أي إنسان، رجلًا كان أو أنثى، أو ما بينهما، يعتمد في كسب قوته على ما يقوله أو يكتبه أو يلبسه أو يتعرى من أجله، فهو يعيش على مبدأ “الجمهور عايز كده” كما يقول أهلنا في مصر، أو كما نقول نحن أهل الجزيرة العربية: “من يتزوج أمي أقول له يا عمي”.
مثل هؤلاء ليس لهم خلاق أو أخلاق، إلا من رحم ربي. ولأجل ذلك قال الفاروق عمر – رضي الله عنه –: “رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي”.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.