من الإبتدائية إلى الثانوية (١٩٥٨ – ١٩٧٣)

بقلم : د حسن الموسوي
الصف التمهيدي
في عام ١٩٥٨ كانت لي البداية في الدخول إلى تعليمي نظامي غير التعليم في المدارس الخاصة . في العام المذكور تم فتح لأول مرة في مطرح مدرسة نظامية في بيت قديم في حارة الشمال . سمعت بفتح تلك المدرسة النظامية وأنا قاعد في كرسي في مدرسة ماستر محمد علي وفوراً في الفسحة ركضت إلى حيث هذه المدرسة .
المدير قاسم من فلسطين
دخلت على المدير ولم أجد غيره وعرف إنني جئت لتسجيل إسمي فنظر إلىّ قائلاً :
في أيّ صف تريد أن أسجّل إسمك في التمهيدي أو الأول ؟
لم يكن إلاّ هذا الصفين عند إفتتاح هذه المدرسة ،رغم إنني كنت في الثامن من عمري ، فكرّت في إنّ الصف الأول لي فوق إمكانيه ذهني ، وخاصة كان من هو أكبر منّي سناً قد سجّل في الصف الأول ، فقلت له :
أريد التمهيدي .
وهكذا تم تسجيل إسمي في المدرسة السعيدية في مطرح .
طلاب التمهيدي :
أتذكر هنا بعض الأسماء : نجيب واخوه محمود الخنجي ، بدر الخنجري ، عبد الفتاح ، يونس سبيل ، جعفر سليمان ، تقي جعفر حسن ، صادق عبد العلي خالد حسن حسون وغيرهم .
من الصف الأول إلى السادس
وكانت دراستي في المدرسة الابتدائية من عام ١٩٥٩ إلى ١٩٦٦ في المبنى الجديد الذي تم تشيده خلال وجودي في الصف التمهيدي . كانت المدرسة ذات موقع جميل مطلة على شاطئ مطرح وبيتنا كان خلف المدرسة وبجوار البرنديل . قضيت هنا ست سنوات وبعد الانتهاء من الصف السادس كانت تواجهني معضلة إكمال دراستي المتوسطة والثانوية التي لم تكن موجودة في البلاد كلها .
ولكن طموحي كان رائداً في حياتي . وكان معي بعد ذلك هذا الأمر…..
كان الحاج عبدالرضا سلطان لي نعم العون
عند أكملت الدراسة الإبتدائية في المدرسة السعيدية في مطرح عام ١٩٦٦ . كان لي الطموح أن أواصل دراستي في الخارج ؛ حيث لم تكن المرحلة المتوسطة والثانوية موجودة في البلاد كلها .
أخبرت والدي بما يجول بخاطري من رغبة . لكن أخبرني بأنه لا يملك من المال شيئا سوى ما يسد الرمق . لهذا السبب كنت أرى أن ألتمس من الحاج العون في ذلك .
دخلت عليك مطأطأ الرأس خجلاً وبعد السلام عليه .
قال لي : ولدي أشوفك تفكر ….
لم أستطع الرد عليه ، فكنت كلما هممت بأن أبوح له كان لساني ينعقد كأن خيطاً ربط بشدّة حوله ….
ثم بعد برهة أضاف الحاج :
كيف خلصت المدرسة ؟ تبغي تدرس ؟
هنا أنفرجت أساريري وقلت له :
نعم خلصت …بس أبوي ما عنده …
قال : انت روح إتعلم في دبى وكل شهر تروح عند السجواني …..
مدرسة دبى المتوسطة والثانوية
تم تسجيل إسمي في هذه المدرسة . كنت في أول كل شهر استلم مبلغ ٢٠٠ درهم الذي واعدني الحاج به ، كانت هذه الدراهم تكفيني للسكن والمأكل والمشرب .
كان معي في الصف الثالث المتوسطة من العمانيين : أحمد سليمان الزدجالي ومحمد عبد الحسين ومن دبى أتذكر جيدا بعض الأسماء : عبدالعزيز الغرير واخوه محمد ، عصام العصيمي ؛ محمد البدور ، ، علي البدري ، ضاحي خلفان ، والمرحوم الشيخ احمد القاسمي من الشارقة .
من كانوا معي في يوم إفتتاح المدرسة السعيدية في الصف الأول ، هم الآن في الصف الرابع اليوم منهم : المرحوم موسى جعفر حسن ، رضا الحاج علي وأخوه حسين وكان معهم من دبى علي البدور ؛ علي لوتاه .
مدرسة جابر بن حيّان في أبوظبي
بعد عام واحد من الدراسة في دبى قدّمت شكري إلى الحاج على عونه لي ، وتوجهت إلى إمارة أبوظبي ؛ حيث أفتحت هناك مدارس حكومية مجانية لكل من يرغب الدراسة مع معونة مالية لكل تلميذ بمبلغ وقدره ١٠٠ درهم .
وهكذا بدأت حياة جديدة مع زملاء الدراسة من مسقط مختلف ولايات السلطنة المختلفة وكانوا معي بعض هذه الأسماء : المرحومين موسى ، هلال العامري ، محمد مكّي ،احمد سليمان ، فاروق نصيب ، والذين ما زالوا على قيد الحياة محمد علي ثاتي والدكتور سلطان اليعربي وغيرهم كثيرون وأما من إمارة أبوظبي فأتذكر منهم حُميد ولا تحضرني أسماء أخرى …
هكذا مضت سنة تلو أخرى ومرحلة تبعتها أخرى حتى أنبتت هذه السنوات كلها أول طبيب أخصائي في البلاد والخليج في جراحة الفم والفكين والوجه ولله الحمد والشكر على تلك النعمة ……
أخيراً :
مسجد عبد الرضا سلطان في روي
هذا الرجل الطيب الذي كان له أثر طيب في حياتي بقي له جزاء خيره لي أثر عظيم اليوم في منطقة روي وهو مسجد الحاج عبدالرضا سلطان ؛ ويؤمه المؤمنون والمؤمنات من كل البلاد .
رحمت الله الواسعة عليه وعلى أهله أجمعين ….





