خميس فتى طيوي الطموح

بقلم : د حسن الموسوي

علمني خميس :
أن الحركة هي أصل البركة والنجاة من الأمراض . وأن أبواب كسب الرزق غير محدودة ولا معدودة .

توطئة:
هذه بعض الأسطر تلقي شيئا من الضوء على شخصية هذا الشاب العماني الرائع .

من هو خميس ؟
خميس أحد أبناء قرية حارة بده بنيابة طيوي التابعة لولاية صور . تربى منذ نعومة أظفاره في حضن الطبيعة وبين قمم الجبال الشاهقة ، وتعلم السباحة وهو في الخامسة من عمره ، حيث أن والده في ذلك الزمان كان يرى أن تعلم السباحة أمر مهم جدا ، وهذا اليقين من والده أتى بسبب العمل في البحرية السلطانية العمانية .
لذا نجد خميس ذو شخصية فريدة وقوية والتي إكتسبها من تلك التربية التي عاش فيها وهو صغير . لهذا وبكل ثقة يستعان به الأفراد من الوطن والخارج في مسارات مختلفة لخبرته ومعرفته للتضاريس المحيطة به…

اليوم مازال شابا في مقتبل العمر ولم يتجاوز الثلاثين عاماً . نشيط لا يعرف الكلل ولا يستطيع أن يضلّ في الركن الآخر من الفضاء والأرض رقماً مجهولاً ولا يمكن أن يكون مثل البقية من لم تتحرك فيهم الهمّة وظلت أمالهم شابكة بالأمال المعقودة . يكتسب قوت اليوم من
العمل الذي يمارسه مرشدا سياحياً ومغامرا في مسارات الهايكنج . لا يجلس متقاعساً وينتظر وظيفة في الحكومة لأن مقومات السياحة في منطقته موفورة ويتوافد الآلاف هنا حيث وادي الشاب ، ميبام ووادي العربيين وغيرها من الاماكن وهذه بحد ذاتها يكون من ورائها الكثير من الرزق . والمواهب التي وهبها الله له يجعله قادرا على تحقيق النجاح والنجاح والتفوق….

خميس وأخوانه
له من الأخوان كثيرون وأذكرهم : حسين ، مسلم ، سعيد ، محمد ، محسن ، عزمي ، أسعد ، مهند والذين أعرفهم واستعين بهم في المسارات هم : محسن وحسين وخميس . وهؤلاء كذلك لهم نفس روح أخيهم خميس الأصغر سنا منهم .

اللقاءات الأخيرة
في ١٨ أبريل الجاري كنت مع مجموعة من زملائه وزملائي في مسار رسمي منظّم جداً إلى ميبام وكان عددنا عشرين شخصا والذي نظمته وزارة الثقافة والرياضة والشباب وكان يوماً ممتعاً لا يمكن نسيناه .
كان شعار المسار :
اليوم المفتوح للشباب ( هايكنج )

كان الهدف هو إعداد كوادر محليه تأخذ على عاتقها تطوير مهارات العمل السياحي وتحضير أفضل الكوادر من الشباب الواعد لتكون مؤهلة لشغل المهام والمسؤوليات المطلوبة لهم وتكون قادرة على الكسب المادي بشكل أكبر دون الحاجة إلى الإعتماد كليةً على وظيفة معينة في الحكومة .
وكان وجودنا لنكون أفضل قدوةٍ ومثالاً يحتذى بها هؤلاء الأولاد الذين الكثيرين منهم يشاركون لأول مرة وليكونوا كوادر بشرية وطنية تساهم في النهضة السياحية في الوطن . وكان للكابتن خميس والكباتن : هيثم ومحمد سعيد سالم وعبد الهادي أحمد وحسين السلطي سهماً كبيرا في هذا الصدد…..

أخر لقاء كان معه يوم الجمعة الماضي صباحاً أي يوم أمس الثاني من مايو تحت جسر طيوي ونحن قاصدين وادي الشاب .
وبعد ساعات رأيته وهو في الكهف في وادي الشاب . وعندما كنت أستعد للقحمة من على منخفض وإذا هو بجانبي ، صافحته وجلست معه دقائق معدودة وثم رميت نفسي في البركة العميقة ، بينما صعد هو زاحفا بيديه وقدميه إلى علو شاهق وأعلى مكان في الكهف ومن هناك قفز قفزة عالية وسط تصفيق وإعجاب الحاضرين .

هذه لمحة سريعة عن فتى طيوي خميس السلطي ويلي عنه قريباً الجزء الثاني .

د حسن الموسوي


زر الذهاب إلى الأعلى