لابد ما تفرج ويحلها ألف حلال

مقال: إسحاق الحارثي

مضى ما يقارب خمسة وعشرون عاماً من قرار دمج بعض الأندية العمانية وقد بدت تلوح في الأفق بشائر قرب انفراج تلك المعضلة وبدت الأوساط الرياضية تتناقل الأخبار المفرحة فيما بينها تحديداً الأندية التي تطالب بفك الدمج بل هناك حالة فرح وترقب ولا حديث فيما بين أعضاء الأندية وربما المجتمع المحيط بالنادي بل الولايات بأكملها سوى موضوع قرب انفراج موضوع فك الدمج بل هناك حالة هدوء تخيم على اجتماعات الجمعية العمومية لتلك الأندية بعد أن كانت اجتماعاتها على صفيح ساخن تعلوا فيه الأصوات لتتجاوز حدود لياقة ولباقة الحديث، فلا شيء يدوم على حاله بدون حلول وكما يقال دوام الحال من المحال أو كلما ضاقت فرجت أو اشتدي أزمة تنفرجي. من الجيد أن هناك آذان تصغي وتلتفت ولو بعد حين لكل ما يدور في أروقة اجتماعات الجمعية العمومية لمطالب الأندية المتضررة من قرار اتخذ في فترة زمنية سابقة كانت تتماشى مع ذلك القرار لجوانب عدة أبرزها الجوانب المالية والإدارية والاجتماعية في حينها ومع مرور الأيام حدثت هناك متغيرات متسارعة تستدعي الوقوف عندها، إذ حان الوقت لمراجعة ذلك القرار الذي ليس من العيب أن نقف عنده ونتدارسه ونشخصه ثم نقيم تلك الفترة الزمنية التي امتدت إلى ما يقارب الخمسة والعشرين عاماً وما صاحبها من تبعات ذلك القرار سيما بعد أن علت الأصوات تنادي وتطالب مراجعة قرار الدمج وآثاره السلبية على الأندية المندمجة وأن هناك فعلاً ما يستدعي اتخاذ قرار جديد يلغي قرار الدمج السابق، فهنا نقول مرحباً بإعادة النظر في ذلك القرار وأن تنظر الجهات المعنية لقرار فك الدمج بعين المصلحة العامة التي من شأنها أن تنهي الأزمة التي عاشتها تلك الأندية وعصفت باستقرارها الإداري والمالي والفني وأبعدتها عن المشاركة في كثير من المسابقات التي كانت تتسيدها بعطاآتها وبإنجازاتها بل كانت تسهم في رفد صفوف المنتخبات الوطنية بمخرجاتها.لطالما أن هناك الرغبة الأكيدة بالإجماع من قبل الجمعية العمومية لتلك الأندية المطالبة بفك الدمج والعودة إلى ما كانت عليه سابقاً من استقلالية ذاتية بمكوناتها الرياضية من منشآت و موارد بشرية مجتمعية تسودها الألفة والمحبة والعمل المضني فيما بينها، لما لا نفتح صفحة جديدة ونترك للأندية أن تخط سطراً جديداً لتعيد إضاءة شموعها الوقادة المتوهجة للعطاء والإنجاز بعيداً عن التداخل بين مكونين تم دمجهما أفرزت تجربتهما في غالب الأحيان احتدام وصدام وعدم اتفاق وعدم قبول بل وصل الأمر إلى أبعد من ذلك على أثره تأخر الهدف الذي وجد من خلاله ذلك الدمج.لإعادة المياه إلى تدفقها وجريانها يجب على الأندية أن تكون شريك في إتمام ذلك المشروع وأن تقبل الحلول المطروحة وينبغي عليها أن تتحلى بالروح الرياضية العالية بما أنها قطاع رياضي وتتقبل ما سوف يصاحب قرار فك الدمج إن حصل، دون التعنت وفرض شروط على الآخر أو محاولة تأخير تنفيذ القرار بطريقة أو بأخرى بل عليها أن تسارع وتشرع في تنفيذ جميع ما سوف يحمله القرار من بنود وبحذافيره.لا شك هنا أن المشرع لن يترك لا شاردة ولا واردة من حيث الأطر القانونية المنظمة للوائح والبنود السارية على كافة الاتحادات والأندية فيما يخص الجوانب الإدارية والمالية وما لكل نادي وما عليه من خلال تقسيم جميع الأصول المشتركة ماقبل وما بعد الدمج ليحصل كل ناد على حقه مع الأخذ بالاعتبار الإنجازات التي تحققت للناديين خلال فترة الدمج والتي يجب أن تفرد لها مساحه في كل لعبه من خلال أحقية تملك الجوائز العينية التي توج بها من كؤوس ومن دروع ومن جوائز لتبقى في خزائن كل نادي لاحقاً بعد فك الدمج مع بقاء سجل الإنجازات المكتوب ليحمل اسم النادي الذي كان يحمل اسم الدمج وعلى الناديين التعامل مع الألعاب التي تمارس بالنادي بكل احترافية فهنا كل نادي وشطارته في كسب ود أي لاعب من الألعاب الجماعية كانت أو الفردية إذا ما علمنا اليوم أن هناك آلية عقود اللاعبين إذ يترك الخيار لكل لاعب ورغبته في تمثيل أي نادي يختاره، لذلك مثلما أسلفنا وبما أننا رياضيين فالروح الرياضية مطلوبة وبقوة وأن يتفهم أعضاء مجالس الإدارات بعد فك الدمج على أن تسير الأمور بدون عرقلة وبدون تشنج وبدون فرض شروط على الآخر بل برؤية بعيدة المدى تخدم تطلعات الحكومة لهذا القطاع الحيوي المهم تماشيا مع رؤية عمان ٢٠٤٠ للنهوض بالرياضة العمانية لتكون ضمن مصاف الدول المتقدمة.

زر الذهاب إلى الأعلى