المواجهة بين إيران وإسرائيل: من يمنع إسرائيل من استخدام سلاح غير تقليدي؟

كتب/ سعيد بن مسعود المعشني
يصعب التنبؤ بمآلات العمليات العسكرية الجارية حاليًا بين إيران وإسرائيل، غير أن المؤشرات الأولية توحي بأن القادم سيكون بالغ الكلفة للطرفين.
إيران، التي فُرضت عليها المواجهة، تجد نفسها اليوم أمام خيارات كلها مرّة: فلا هي تستطيع تجاهل تداعيات الاغتيالات التي طالت قادتها العسكريين والأمنيين، وعلماءها النوويين البارزين، ولا هي قادرة على السكوت عن تدمير منشآتها النووية واللوجستية من دون ردّ موجع، يتجاوز مناورات “رفع العتب” التي دأبت على استخدامها سابقًا.
وفي المقابل، فإن إسرائيل ــ المعتدية أصلًا ــ لا تملك ترف “هضم” استباحة الصواريخ الإيرانية لأعماق جبهتها الداخلية، تلك التي حرصت منذ تأسيسها على تحصينها بكل ما تملك من وسائل الردع.
صحيح أن لدى إيران القدرة على تحمل التصعيد لفترة طويلة، مهما بلغت كلفته التدميرية، مستفيدة من عمقها الجغرافي وتركيبتها العقائدية التي تقدّس “الشهادة” وتعتبر الموت حقًا لا مفر منه، إلا أن إسرائيل، التي تحكمها اليوم حكومة يمينية دينية عنصرية متطرفة، لن تتوانى عن فتح ترسانتها المليئة بأسلحة الدمار الشامل، والتي لا يُعرف على وجه الدقة حجمها أو أنواعها، إذا ما شعرت أن موازين القوى بدأت تميل نحو التعادل، ولو على الورق.
فإسرائيل، بوصفها دولة مارقة على قواعد القانون الدولي، لا يمكن أن ترضى بأقلّ من انكسار إيران واستسلامها، وقبولها بالأمر الواقع، الذي جرى التفاهم عليه مسبقًا مع واشنطن قبل انطلاق الهجمة الأخيرة.
أحداث الأيام القادمة قد تضع إسرائيل أمام خيارات صفرية، وأخطر هذه الخيارات هو لجوؤها إلى استخدام أحد أسلحتها الفتاكة، بهدف فرض نهاية قسرية وسريعة للمعركة، ودفع إيران إلى الاكتفاء بما تحقق في هذه الجولة ــ وهي جولة لا تخلو من مكاسب ظاهرة للمشروع الصهيوني ومخططاته للهيمنة على المنطقة، خصوصًا إذا ما استمرت الولايات المتحدة في سياسة “النأي بالنفس” وعدم الدخول طرفًا مباشرا في الصراع.
الأيام القادمة حبلى بالاحتمالات، وما بعد 13 يونيو لن يكون كما قبله بالتأكيد، فالتاريخ لا يعود إلى الوراء أبدًا.





