لماذا تسعى أمريكا وإسرائيل إلى كسب صداقات دول تضر بكوكب الأرض؟

بقلم: د. جمالات عبد الرحيم
لماذا توقف الغرب عن محاربة بعضه البعض؟ وكيف جمعتهم أمريكا وإسرائيل لتنفيذ هجمات عسكرية ضد روسيا، أو لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وحماية تل أبيب؟
إنهم لا يترددون في اختراق أي مجال جوي أو بحري أو بري، من أجل تدمير البنية التحتية لإيران، وزعزعة أمن واستقرار دول الشرق الأوسط. كما أن الدول الغربية لا تنفصل عن شراكتها مع أمريكا وإسرائيل، ولا يوجد قانون دولي قادر على معاقبة هؤلاء.
وتقوم هذه الدول بأخذ أموال طائلة من السعودية ودول الخليج، لشراء الأسلحة وتهديد الشرق الأوسط، في ظل ضعف بعض الحكام الخليجيين في إدراك الموقع الجغرافي الذي يعيشون فيه. بل قد يتنصلون من قضية القدس المحتلة، غير أن الله تعالى هو أسرع مكرًا.
الشرق الأوسط يضم دولًا مهمة مثل: السعودية، الخليج، مصر، تركيا، إيران، والدول الأفريقية، ويحتوي على مضائق بحرية مهمة، ونهر النيل. هناك خلفيات حقيقية تدفع أمريكا وإسرائيل إلى التدخل في قضية المياه، إذ إن الحلم الصهيوني هو تجفيف منابع المياه في مصر والشرق الأوسط.
تسعى إسرائيل وأمريكا إلى إقامة سدود لتحويل مجرى الأنهار أو حجز المياه، وهو أمر يشكل ضغطًا سياسيًا واقتصاديًا تستخدمه ضد الحكومات، خاصة في مصر والمنطقة بأسرها، في حال نشوب حرب. وهذا تدخل غير إنساني يهدد استقرار المنطقة.
بل إن بناء السدود قد يحمل مخاطر كارثية تمتد لعدة كيلومترات، كما حدث في انهيار أحد السدود في بلغاريا، الذي كان يهدد مدينة “أدرنة” التركية، أو سد الموصل في العراق، الذي تدور حوله أقاويل عن احتمالية انهياره. وينطبق الأمر كذلك على الصين وتركيا، التي تقع ضمن منطقة زلزالية نشطة.
الدراسات العلمية تشير إلى أن كميات المياه المحتجزة في السدود التركية على نهري دجلة والفرات قد تزيد من فرص حدوث الزلازل بسبب الضغط المستمر على الصفيحة التكوينية العربية في البحر الأحمر، ما قد يدفعها إلى التحرك نحو الصفيحة التكوينية الإيرانية (الآسيوية والأوراسية)، وكذلك صفيحة الأناضول في تركيا، وهو ما يؤدي إلى هزات أرضية في شمال العراق، بما فيها العاصمة بغداد.
وللأسف، يمنح القانون الدولي السلطة للأقوياء مثل أمريكا وإسرائيل، اللذين ينتهكان هذا القانون من خلال الهيمنة على مصادر المياه والنفط، واستغلال نفوذهم في إخضاع العرب، أو إيران، أو مصر، والدول الآسيوية والأفريقية. ويفرضون العقوبات على من لا ينضم إلى فسادهم.
وقد أثبت التاريخ أخطاء أمريكا وإسرائيل والغرب بطرق بشعة. إن الإدارة الأمريكية تقود العالم نحو الدمار وحروب لا تنتهي. أليس هذا فسادًا في الإدارة، واختلاسًا، وغسيلًا للأموال؟ وقد أنذر الله تعالى بني إسرائيل بألا يفسدوا في الأرض مرتين.
اليوم، يعلنون عن ما يسمونه بـ “الديانة الإبراهيمية”، وهي التي سالت بها دماء المصريين، وأهل فلسطين وسوريا، وقادهم ترامب حتى إلى سلطنة عُمان بحجة خلق فرص عمل، بينما الهدف الحقيقي هو السيطرة على ثروات السلطنة، التي تقع على حدود إيران وتطل على مضيق هرمز، أحد أهم موانئ تصدير النفط الخليجي للعالم.
كل ذلك يدفع بعض حكام الخليج لطاعة أوامر ترامب والاحتلال الصهيوني. وعند سقوط النظام الإيراني، سيكون لأمريكا وإسرائيل اليد العليا في التحكم بالأسواق النفطية والمائية، وكل ثروات الشرق الأوسط.
فأين هو الاستقلال؟
نهر دجلة ينبع من جبال طوروس في تركيا، ويمتد لمسافة 1718 كم ليمنح العراق شريان حياة، أما الفرات فهو رفيقه الأزلي وثاني أكبر نهر عربي بعد النيل، ويمتد بطول 2800 كم، بمعدل تدفق يبلغ نحو 356 مترًا مكعبًا في الثانية. هدف النظام الصهيوني هو السيطرة على هذه الأنهار، ليُحكم قبضته على النيل، والفرات، ودجلة، ويستخدم المياه كسلاح في الحرب.
وبالطبع، فإن من يقف مع إيران ضد أمريكا وإسرائيل من الدول العربية أو الدول المتاخمة لها، كسلطنة عُمان، سيُفرض عليه عقوبات اقتصادية ترهقه حتى يُجبر على الاستسلام لقانون الغاب الذي يفرضه ترامب ونتنياهو والدول الدموية.





