مستشفى خولة يحقق إنجازًا وطنيًّا في علاج الجنف ببرنامج جراحي متكامل

مسقط- 6 أغسطس /العُمانية/ – سجّل مستشفى خولة إنجازًا طبيًّا نوعيًّا عبر تأسيس برنامج جراحي متكامل لعلاج انحراف العمود الفقري (الجنف)، حيث بدأت أولى العمليات عام 2012، وتمكّن البرنامج من تحقيق تطور لافت بفضل الكفاءات الوطنية والجهود المبذولة لتوطين هذا النوع من الجراحات المعقدة.
وأوضح الدكتور سلطان بن سيف الكلباني، رئيس وحدة العمود الفقري واستشاري جراحة العظام بالمستشفى، أن البرنامج شهد نقلة نوعية بإدخال علاج الجنف المبكر في العام الماضي، مما أتاح التدخل الجراحي للأطفال في سن صغيرة، وأُجريت أكثر من 50 عملية ناجحة حتى الآن.
وأشار إلى أن هذا التخصص كان يُعالج في السابق خارج سلطنة عُمان، مما شكل عبئًا ماديًّا ونفسيًّا على المرضى وأسرهم، إلا أن توطين هذه الخدمات أسهم في تخفيف هذه الأعباء، مع وجود طواقم طبية وطنية قادرة على تنفيذ مثل هذه العمليات بكفاءة عالية.
وبيّن الدكتور الكلباني أن عدد العمليات المُجراة يُعد من بين الأعلى في المنطقة، ليُصنّف مستشفى خولة ضمن المراكز القليلة في الخليج والشرق الأوسط التي تقدم هذا النوع المتقدم من الجراحات، باستخدام تقنيات حديثة مثل مراقبة الأعصاب أثناء الجراحة، وأنظمة التثبيت الحديثة للعمود الفقري.
كما أشار إلى إدخال تقنيات الملاحة الجراحية المتقدمة وذراع الروبوت، مما أسهم في رفع دقة الجراحات، وتقليل المضاعفات، وتحسين النتائج، ليصبح مستشفى خولة من أوائل مراكز المنطقة التي توظف هذه التقنية في جراحات العمود الفقري للأطفال.
وفي جانب التوثيق العلمي، أكد أنه تم إنشاء وحدة متخصصة لتوثيق تجربة المستشفى في علاج الجنف، ضمن مساعٍ مستمرة لتعزيز التخصص والبحث والتدريب. وأضاف أن هناك تعاونًا حاليًّا في بحث استراتيجي باستخدام الذكاء الاصطناعي، يهدف إلى تطوير وسائل للفحص المبكر للجنف في المدارس، ما يسهم في تقليل الحاجة للجراحات مستقبلاً.
وشدد على أن ما تحقق هو نتيجة تكاتف الجهود بين الأطباء والفنيين والإدارة، مؤكدًا أن الاستثمار في تأهيل الكوادر الوطنية كان عاملًا حاسمًا، من خلال برامج تدريب داخل وخارج السلطنة لضمان تقديم رعاية طبية بمستوى عالٍ من الجودة والأمان.
وأضاف أن هناك وعيًا متزايدًا بأهمية الكشف المبكر عن الجنف، مشيدًا بثقة المجتمع في الكفاءات العُمانية التي تقدم رعاية صحية متقدمة وفق أعلى المعايير.
من جهته، أكد الدكتور راشد بن محمد العلوي، المدير العام لمستشفى خولة، أن المستشفى يسعى إلى أن يكون مركزًا مرجعيًّا إقليميًّا في جراحة العمود الفقري بقيادة كفاءات عُمانية، من خلال برامج تدريبية وزمالات محلية ودولية، وإجراء أبحاث تُنشر في مجلات علمية مرموقة.
وأضاف أنّ المستشفى لا يكتفي بالتميّز الطبي، بل يضع أولوية قصوى لراحة المريض، ويواصل التوسع في تقديم الخدمات التخصصية، واعتماد أحدث التقنيات مثل الجراحات الروبوتية، بهدف تخفيف معاناة المرضى وتسريع تعافيهم وتمكينهم من استعادة حياتهم بشكل أفضل.





