“هبة صويص والفن التعبيري: مشاهد طبيعية بنبض إنساني”

عمّان – 11 أغسطس / العُمانية / يُشكّل معرض “فليكن اللون.. وليتنفّس العالم” نقطة تحول مهمة في مشوار الفنانة التشكيلية الأردنية هبة صويص، التي استثمرت قوة اللون في التعبير عن السلام الداخلي الذي يبعثه اللون في نفس المشاهد. تحولت لوحاتها إلى حوار صامت بين الفنانة والمتلقي، مستفيدة من مهاراتها في الفن التعبيري الحديث لتوازن بين إحساس اللون وجماليات التشكيل.

يقام المعرض في جاليري دار الأندى، ويعكس فلسفة الفنانة القائمة على اعتبار اللون كيانًا مستقلًا له تأثيره الخاص، قادر على منح الحياة طاقة متجددة. في تقديم المعرض، تعبر هبة صويص عن رؤيتها: “في لحظة ما، تتسع الرؤى.. تمتد السماء بأزرق الياقوت وبرتقالي الغروب، وتنفس الجدران الرمادية برمل الصحراء ولهيب متدرج.. للصمت طيف، وللظل خفقة قلب، وللوجود ما لا يُلمَس”.

تتوزع موضوعات الأعمال المعروضة بين الطبيعة، والمناظر الساكنة، والبورتريه، مستخدمة المزج بين الألوان الزيتية والأكريليك. تستمد الفنانة إلهامها من ذاكرتها البصرية ومخزونها الشخصي، فتمنح لوحاتها طابع الحداثة التعبيرية، حيث تعيد تصوير الطبيعة ليس من منظور موضوعي فقط، بل كمرآة للشعور الإنساني، مع التركيز على خطوط وألوان تعبر عن الحركة الداخلية والتناغم الخلاق بين الفوضى والتنظيم. لذلك، تبدو لوحاتها كمقطوعات موسيقية ذات إيقاع درامي متصاعد.

يتجلى هذا الأسلوب في أعمالها التي تصور مشاهد أشجار بأغصان متشابكة بشكل بديع، أو جبال تتراص بجانب بعضها وسط وديان تنسجم مع تدرجات لونية متناغمة. تحرص الفنانة على تقديم مشاهد جماعية للطبيعة، فتجمع بين عدة أشجار وأزهار ومساحات بانورامية، لتمنح المتلقي إحساسًا بعظمة المشهد وقوة اللون.

ترى هبة صويص أن “الفن هو حرية”، واللوحة وسيلتها لممارسة هذه الحرية، حيث يدعو اللون لأن يكون “حرفًا” يعبر عما بداخلها كما يعبر الشاعر بقصيدته. وتبني الفنانة علاقة متينة بين أعمالها والطبيعة التي تعتبرها شريكًا ومرآة للنفس البشرية، مؤمنة بأن المشاعر الإنسانية تتماهى مع العناصر الطبيعية، وأن الحداثة الفنية تتجسد في القدرة على التجديد والابتكار حتى مع انطلاقها من جذور محلية ومشاهد مألوفة. ويبرز في أعمالها طابع عميق يستكشف بهدوء تفاصيل المشاهد الدقيقة، متأملًا في مواطن الجمال والعمق في أكثر الأشياء رقة وهشاشة.

زر الذهاب إلى الأعلى