رواية جزائرية للشباب تبرز إرث المسرحي عبد القادر علولة

الجزائر في 18 أغسطس /العُمانية/ صدرت رواية “المسرحية الأخيرة” للكاتبة الجزائرية خديجة حسين تلي، لتفتح نافذة جديدة لليافعين على عالم المسرح، مستلهمة تجربة الكاتب المسرحي الجزائري الراحل عبد القادر علولة، أحد أبرز رواد المسرح في المغرب العربي.

وتروي الرواية، الصادرة عن دار أدليس للنشر والتوزيع، مغامرة صديقان مراهقان شغوفان بالمسرح يبحثان عن مخطوطة مسرحية مفقودة كتبها علولة قبل اغتياله عام 1994م. تنطلق الأحداث من شقة في وهران يحتفظ فيها العم “مصطفى” بسر غامض، يكشف لاحقًا عن قصد، حين تُترك غرفة مغلقة جزئيًا، ليكتشف الصديقان ساعة غير اعتيادية تُفعّل عند نطق كلمة سرّ، وتنقلهما إلى زمن المسرحي علولة في لقاء يشبه الحلم.

خلال هذا اللقاء الافتراضي، يتحاور الصديقان مع علولة حول تجربته ومسيرته الفنية، ويطلعه على سعيهما لاستعادة المخطوطة، فيبادر بإهدائهما المسودة الأخيرة من المسرحية، بشرط إتمام الفصل الختامي عند بلوغهما النضج المسرحي، ليعودا بعد ذلك إلى زمنهما محمّلين بوصية أدبية وفنية.

وتستعرض الرواية بأسلوب سردي مشوّق تجربة علولة المسرحية، الذي وُلد عام 1939 وأسس مشروعًا مسرحيًّا يعتمد على التراث الشعبي الجزائري والمغاربي، مستفيدًا من فنون “الحلقة” و”القوال”، ومن الفضاءات العامة كساحات الأسواق والأماكن المفتوحة، مستخدمًا اللغة العامية كأداة للتواصل مع الجمهور.

كما تبرز الرواية رؤية علولة الفنية في دمج التراث بالمسرح المعاصر، وسعيه لتطوير خطاب مسرحي يواكب روح العصر ويحقق امتدادًا ثقافيًّا محليًّا وعالميًّا، لتكون الرواية مرجعًا للناشئة للتعرف على إرث أحد أبرز الشخصيات المسرحية في الجزائر، الذي اغتيل في 10 مارس 1994 أثناء توجهه لفعالية خيرية، تاركًا إرثًا مسرحيًّا مؤثرًا في المشهد الثقافي الجزائري.

وتشير الكاتبة خديجة حسين تلي إلى أن شغفها بالمسرح منذ الطفولة، ومتابعتها لعروض مسرح العرائس والنشاط المسرحي في قريتها، كان الدافع وراء تأليف هذه الرواية، لإحياء ذكرى علولة وتقديمه للأجيال الجديدة بأسلوب سردي مشوّق وبسيط.

زر الذهاب إلى الأعلى